أسابيع قليلة تفصلنا عن تسو نامي عاصف تنطلق فيه الوعود الرنانة بمحافظة باريسية وشوارع لندنية مرصوفة بالحجر المضلع الجميل , وحدائق هايد باركيه تأخذ الألباب , وتنظيم محال هونقكونقية تفوح منها روائح زكية ونظافة تسطع سطوعا , وكذلك تصريف مياه كوالامبوري يبتلع آلاف اللترات من المياه في ثواني . وما إلى هناك من الصور الجميلة حتى أني لا أستبعد أن تكون هناك وعود بتغيير الناس ليكونوا أفضل في شهور قليلة لتكتمل الصورة وتصبح محافظتنا هي ما تكلم عنها أفلاطون لتصير محافظة الخرج الفاضلة. عزيزي القارئ يجب أن يحترم المرشحون عقولنا بواقعيتهم المقبولة وتكون أفعالهم هي من تصدح أعلى من كلماتهم. إن الموضوع طويل ولكن سألخص وجهة نظري حول المجالس البلدية في عدة نقاط وهي : 1- المجلس البلدي هو صوت المواطن ولذلك يجب أن يكون مستقل عن إطار الجهة الحكومية البيروقراطية ويكون مراقبا للبلدية وتنفيذ أعمالها على الوجه الصحيح وجوانب التقصير فيها ومحاسبة المقصر واقتراح كل ما فيه خير سكان المحافظة. فما فائدة أن يكون نصف أعضائه معينين ويكون رئيس البلدية عضوا فيه ؟ إن الفائدة تنتفي بهذا الشكل من المجلس البلدي , والذي اقترح أن يتم ربطه مباشرة بهيئة مكافحة الفساد التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ليعطى المجلس هيبته المفترضة ويسد الباب على كل تقصير. 2- ما نراه من مظاهر مؤسفة في الحملات الانتخابية من بذخ غير مبرر واستعراض لوجاهة اجتماعية زائفة تقبع في كراسي الصف الأول ويكون باقي الأتباع خلفهم مطبلين مهللين لا تفتر أيديهم من التصفيق لكل شاردة وواردة . إن المواطن لم يأتي جائعا ليقدم له الطعام من باب أطعم البطن تستح العين , ولم يأتي ليستمع إلى أمسية شعرية يتغزل فيها الشاعر بعيني محبوبته ويتمايل لهفة وشوقا. ولم يأتي لينظر إلى مجموعة من الناس يتقافزون في الهواء فرحين بما فتح الله به على أحد الشاعرين من توجيه ضربة قاصمة من تحت الحزام للشاعر الآخر ليستشيط غضبا ومن وراءه مؤيديه ليخرج الجميع من هذا العرس الانتخابي حانقا على الآخر على أمل الانتصار في معركة قادمة . فقد شبعنا من ذلك والفضاء الإعلامي ملئ بالقنوات التي أتخمتنا من هذه المظاهر. ما نريده هو برنامجك الانتخابي فقط أيها المرشح لنقتنع بما ستقدمه . فلسنا أشعب جائع ولا نريد أمسيات شعرية ولا حفلات ولا مسابقات ولا محاضرات اجتماعية لا تمت للمطلوب بأية صلة. وأقترح أن يخصص مكان واحد لكل المرشحين , ويوضع جدول يومي يضم ثلاثة مرشحين يطرح كل منهم برنامجه لمدة ساعة ثم يمضي والجمهور هو من يحكم . 3- نلاحظ الجفاء الذي لا أجد له تفسيرا من قبل أعضاء المجلس البلدي للمواطنين بعد الفوز ولا أدري هل هو الاستعلاء المقيت أم هو الجهل بما أوصلهم المواطنين إلى هذا المكان من أجله. يجب أن ينظم المجلس البلدي لقاءات مع المواطنين شبه شهرية يعلن عنها دوريا للاستماع إلى مطالبهم وملاحظاتهم وشكاويهم ولا ينسوا أن الموطن هو الركيزة الأساسية التي من أجله ولد هذا المجلس البلدي, وبدون المواطن هو جهة بيروقراطية أشبه بدائرة حكومية يقبع موظفوها في مكاتب مغلقة يتبادلون الابتسامات الصفراء والمجاملات الزائفة على حساب مصالح المواطن المشروعة. وأخيرا فالكلام طويل حول هذا الموضوع ويحتاج إلى النية الصادقة من قبل الجميع والمشاركة بالرأي من قبل الشرفاء من أبناء محافظتنا الغالية وعدم المجاملات الزائفة والتطبيل الأجوف الذي لا يسمن ولا يغني من جوع . ولعل ما استوقفني كثيرا هو الشرط الثامن من شروط الترشح للمجلس البلدي من قبل وزارة البلدية والشئون القروية في لائحتها المنظمة لذلك والذي يقول ( يجب أن لا يكون المرشح محكوما بالإفلاس الاحتيالي ) ؟؟؟؟؟؟ وكنت أتمنى أن توضح الوزارة طبيعة هذا الإفلاس . هل هو المالي ؟ وما علاقة المواطن بذلك ؟ هل المرشح يصرف من جيبه على المجلس لذلك يجب أن يكون ثريا !!! أم إن الوزارة متخوفة من أن يعوض المرشح إفلاسه من خلال انضمامه إلى المجلس ؟ وهذا برأيي ما يؤكد مخاوف المواطن ويعززها والتي يتناقلها الجميع وكاد المريب أن يقول خذوني . أم هو الإفلاس بتنفيذ الوعود الاحتيالي ؟ وهذا ما يجب أن يكون الشرط يوضحه. واللي عنده إفلاس احتيالي لا يكذب على الناس ويبالي. ويا قلب لا تحزن. ناجي بن مساعد