بعد أن تضارب ما في خاطري من تفكير مزعج ومن هواجس مؤرقة سأطير منها مرفرفاً إلى فضاء التفاؤل فلا أريد أن أكون متشائماً وأنا أحب التفاؤل وأنا ولله الحمد حسن الظن به . رحلنا يوم الأربعاء بعد آخر يوم من الدراسة حيث يعتبر أول أيام الإجازة رحلنا من الرياض إلى المنطقة الشرقية كما يفعل أي مواطن سعودي يريد التغيير ولا يحب التفسير كثير من الناس لا يحس بالإجازة إلا عندما يسافر المنطقة الشرقية تعتبر قريبة للرياض إذا قارناها بالغربية رحلنا وما حملنا معنا من خطط تذكر غير أن السكن كان مؤمن فلنا صديق يعمل معلماً وترك لنا شقته التي تقبع في مدينة الدمام. وكأي شخص يذهب من نجد إلى المناطق الساحلية ذهبنا باحثين عن البحر، البحر الكئيب الذي ليس له صديق فالبحر لا يعبر إلا عن الغضب والهدوء فإذا هدأ داعبوه بهدوء وإذا غضب فالبعد عنه أسلم. البحر نبحث عنه لأننا نفتقده وعندما نراه لا يهمنا شيء إلا أن نراه,نحن دائما نبحث عن الذي ليس عندنا وهذا طبيعي ولكن ماذا فعلنا عندما وجدناه..؟ نجلس بجواره ؛ولكن هل تعلمون .؟ لطالما وصفوا البحر بالغدار فقد قال الشاعر\جواد فارس الشيخ غدار أعرفك يا بحر ضحكة أمواجك تسل سيوف تطعن بالظهر على كل حال لا نريد الإجحاف في حقه فهو أيضاً له فوائد مثبتة فيقال أن نسائم البحر نقية جداً فالرذاذ الذي ينبعث من الأمواج ينقي الهواء ويصفيه ،وكذلك قيل أن عملية المد والجزر تساعد على تنظيم النوم ولا تسألوني كيف يكون هذا . البحر كما قال عنه الكثير أنه مكان لقذف الهموم ورمي كل الآلام والمشاكل وفتح صفحات جديدة ولكن الذي أرى أنه مكان لقذف الهموم عند غير المسلمين فغير المسلمين لا يلجئون إلى الله فلا يجدون من يلجئون إليه فصار البحر الذي لا يسمع ملجأ لهم من الدنيا وهو من الدنيا فالحمد لله الذي نشتكي إليه ويسمعنا ويرانا فهو خير ملجأ وخير نصير وهو أرحم الراحمين وهو العليم بحالنا إذا ضاقت . فلنحمد الله أننا مسلمون. فعندما يضيق بنا الحال نتضرع إلى خالقنا ونسأله الفرج فلا نرد صفر اليدين نعم لا نرد فالدعاء له ميزة فقد تسأل الله أن يرزقك فلا تخلو من هذه الثلاث إما أن يرزقك أو يرد عنك بلاء أو يدخره لك في الآخرة والله أعلا وأعلم نعود للبحر ذهبنا إلى الواجهة البحرية بالدمام التي جاءها الثناء من كل لسان. وجلسنا بها وكانت الفائدة التي أحسست هي تجربة الملابس الشتوية وما فعاليتها . فيوم عن يوم بدأت أشعر بالغثيان من هذا المكان . إلا أن رؤية الأطفال يلعبون تشرح القلب قليلاً ولولا الحياء للعبت معهم وقد فعلت ولكن ليس معهم ولكن مكانهم. فتلك الأراجيح المعلقة تعجبني منذ الصغر فلعبت فيها قليلاً فإياباً أتذكر الطفولة وأعيش لحظاتها الجميلة التي لا تصاحبها أفكار في المستقبل ومضايقات الحياة فلا ألبث إلا والأرجوحة تتقدم بي وتعيدني إلى الواقع وتشعرني بأني كبرت عليها ويجب علي النزول. عجيب أمرنا فعندما كنا صغاراً كنا نريد أن نكبر بسرعة وعندما كبرنا بكينا على طفولتنا . ولكن الآن ونحن في ذروة الشباب يجب علينا أن نحس بهذه النعمة قبل أن يغزونا المشيب فنقول كما قال أبو العتاهية : ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب. لا أريد أن أطيل عليكم فلا أحب أن تملوا من حديثي. نلتقي على خير عبد الرحمن بن محمد الحيزان