أسقطت المحكمة الجزئية لجنوبنيويورك أخيراً جميع الدعاوى المدنية التي رفعها أهالي ضحايا هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ضد السعوديين من رجال أعمال، ومسؤولين في منظمات خيرية إسلامية. وقال ل ''الاقتصادية'' سليمان البطحي أحد الذين أسقطت عنهم التهمة إنه تم إسقاط الدعاوى بعدما تبين للقاضي عدم توافر الأدلة التي تثبت الاتهامات، معبراً عن سعادته بالحكم. وأشار البطحي إلى أن من بين الذين أسقطت عنهم الدعاوى الشيخ عقيل العقيل المدير السابق لمؤسسة الحرمين الخيرية، الدكتور عبد الله نصيف الأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي، عدنان الباشا الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية، ياسين قاضي، وسامي الحصين. وكان أهالي ضحايا الهجمات والمؤسسة الحكومية الأمريكية التي رفعت الدعاوى قد طالبوا بتعويضات بمئات مليارات الدولارات في عدد من القضايا جُمعت لدى المحكمة الجزئية لجنوبنيويورك. وتضم قائمة المدعى عليهم عددا كبيرا من الشخصيات السياسية ورجال أعمال في العالمين العربي والإسلامي، إضافة إلى أعضاء حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وأصبحت المنظمات الخيرية الإسلامية والولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي تحت المجهر الأمني الأمريكي والغربي عموما، خاصة في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، بحجة تقديمها الدعم المباشر أو غير المباشر لتنظيم القاعدة المتهم بالضلوع في الهجمات. ويأتي إسقاط الدعاوى في وقت أحيت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية أخيراً الذكرى التاسعة لهجمات 2001، وهي ذكرى أكّد خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده ليست في حرب ضد الإسلام وإنما ضد القاعدة. من جانبه قال ياسين قاضي معلقا على قرار القضاء الأمريكي: ''أنا رجل بريء، وأثبتت الأحداث لما أتيحت لي الفرصة للدفاع عن نفسي أمام المزاعم المتعلقة بي أنها غير صحيحة جملة وتفصيلا''. وجدد ياسين قاضي التأكيد على ما سبق أن أعلنه منذ البداية بأن جميع نشاطاته الفردية والتجارية والخيرية لم تدعم أبداً ولم ينوِ بها تقديم أي دعم مهما كان نوعه إلى أسامة بن لادن أو القاعدة. وأضاف: ''أنا والآخرون الذين هم في وضعي وقعنا ضحايا ''جوانتانامو مالي'' لا نهاية له، إذ إن الإجراء الذي اتخذ ضدنا كان من المفترض أنه إجراء مؤقت ولكنه أصبح إجراء دائما''. وتابع: أنا أدين دون تردد الأعمال التي ارتكبتها القاعدة في 11 أيلول (سبتمبر) 2001، والأعمال التي ارتكبتها بعدئذ، كما أشارك الشعبين الأمريكي والسعودي في الإيمان بضرورة مواجهة الإرهاب الذي تمثله القاعدة، ولكن الكفاح ضد الإرهاب لن ينجح إذا ما تم تجاهل حقوق الإنسان الأساسية وحرمان الإنسان من فرصة إثبات براءته، وعدم توافر آلية مستقلة لتمكين الأبرياء أمثالي الذين يتهمون خطأ من رفع الظلم عنهم''. وتمكن ياسين من النجاح في كسب قضيته بمساعدة الدفاع الذي قاده كل من ديفيد جانسن من شركات شيبرد مالن ريكتر آند هامتن للمحاماة في واشنطن وجاي مارتن، وآمرون دولي، وسعد جبار من شركات آرتر للمحاماة في لندن، جاء ذلك في قرار اتخذه القاضي دانيالس في محكمة دائرة جنوبنيويورك يوم 13 أيلول (سبتمبر