يكافح رجال الإطفاء في أنحاء أوروبا من أجل السيطرة على الحرائق حيث يناضل عمال الطوارئ في اليونان وإسبانيا وسلوفينيا لإطفاء حرائق مشتعلة وإجلاء سكان من مناطق قريبة من هذه الحرائق بعد موجة من الحر الجاف في أجزاء كثيرة من القارة. ومازال حريق اندلع في جزيرة تنريفي الإسبانية هذا الأسبوع مستعرا اليوم الأحد، وقد آتى الآن على أكثر من 2150 هيكتارا، وفقا لما قاله مسؤول المنطقة حتى في ظل تراجع حدة الوضع في بعض المناطق بالبلاد. وفي الوقت نفسه، مازالت حرائق كبيرة تشتعل في حديقة "داديا" الوطنية بشمال شرق اليونان وفي جزيرة "ليسبوس"، بشمال بحر إيجه وخرجت عن نطاق السيطرة اليوم الأحد من ناحية أخرى، كافح ألفان من رجال الإطفاء وعناصر الدفاع المدني ومتطوعون اليوم الأحد لإخماد حرائق غابات في منطقة كارست بسلوفينيا. وتسببت الرياح مرارا وتكرارا في اشتعال النيران في النباتات الجافة لكارست. وتم إخلاء قرى كاملة مرات عدة. وللمرة الأولى خلال أسبوع، أعرب مسؤولون عن تفاؤلهم . وقال وزير الدفاع ماجان ساريك إنه "تم بذل جهود ضخمة، لكن العملية تقترب الآن من نهايتها". وكان من الضروري بسبب القنابل غير المنفجرة إبان الحرب العالمية الأولى، مكافحة الحرائق من الجو من أجل عدم تعرض فرق مكافحة الحرائق على الأرض للخطر بدون داع . كانت معارك ضارية قد وقعت بين الإمبراطورية النمساوية المجرية وإيطاليا في وادي إيزونزو وجبال الألب الجوليانية في الفترة بين عامي 1915 و1918. وتقع منطقة الحرب في ذلك الوقت الآن في الجانب الأكبر منها في كارست في سلوفينيا. ولم يكن من الممكن بعد تقييم حجم الأضرار، وهو الأمر الذي سوف يتم القيام به في الأيام القليلة المقبلة. وقام مسؤولو الإغاثة في تنريفي، وهي إحدى جزر الكناري، التي تحظى بالإقبال عليها من جانب السياح، بنقل 585 شخصا من منطقة لا جواندشا وأربع مناطق أخرى إلى أماكن آمنة في شمال الجزيرة. وطالبت السلطات المتسلقين تجنب منتزه تيدي القريب في ظل اقتراب ألسنة اللهب من المنطقة. وتحرز الفرق ال150 التي تم نشرها تقدما بفضل ارتفاع نسبة الرطوبة وضعف الرياح. ولكن التوقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 38 درجة مئوية، اليوم وغدا الاثنين، تمثل مصدر قلق جديد. وقال رئيس جزر الكناري انخيل فيكتور توريس مساء أمس السبت" لذلك علينا إخماد النيران في أسرع وقت ممكن". وتم تقريبا إخماد جميع حرائق الغابات في إسبانيا أو السيطرة عليها بصورة كبيرة، ماعدا حريق تنريفي، والحرائق التي اندلعت أمس السبت. وقال مكتب الارصاد إن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والرياح القوية ساعدت في تأجيج حرائق الصيف، حيث شهدت إسبانيا هذا العام حرائق الغابات الأكثر تدميرا منذ بدء تسجيل البيانات. وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، دمرت الحرائق حوالي 200 ألف هتكار، أو حوالي ألفي كيلومتر مربع. وتم إخلاء قرية "داديا" الليلة الماضية، وفي الصباح، عمل الجيش وعمال الغابات على وقف اندلاع حرائق في غابة البلوط والصنوبر لحديقة داديا الوطنية القريبة من الحدود مع تركيا. وهناك آمال بأن قطاعات الأرض التي أزيلت منها النباتات ستوقف الحريق من الانتشار بحرمانه من العنصر الذي يؤججه كوقود. وتم نشر حوالي 320 رجل إطفاء لإخماد الحرائق. ومازال حريق كبير يشتعل في الجانب الجنوبي من جزيرة "ليسبوس"، حيث تم إخلاء قرية أمس السبت. وأحرقت العديد من المنازل والسيارات. وتعرضت المنطقة مؤخرا لرياح قوية، ما أشعل الحرائق بشكل أكبر. وخلال 24 ساعة، تم تسجيل 141 حريقا بمختلف أنحاء اليونان، طبقا لبيان صادر عن إدارة الإطفاء. وكانت هناك توقعات بأن ترتفع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في بعض المناطق اليوم الأحد، وسط توقعات بهطول أمطار قليلة على البلاد في الأيام المقبلة. وفي مكان آخر، اندلع حريق غابات في الحديقة الوطنية في التشيك، والمعروفة باسم سويسرا البوهيمية، على الحدود مع ألمانيا. وأعلنت إدارة الحديقة اليوم الأحد أن الحريق امتد على مساحة بلغت نحو سبعة هكتارات على مسافة غير بعيدة عن منطقة الصخور الرملية بربيشتور المفضلة لدى السائحين. وتواجه أعمال الإطفاء صعوبات بسبب التضاريس التي يصعب الوصول إليها. ولا يزال سبب الحريق غير معروف بعد غير أن هناك احتمالا بأن الإهمال البشري قد يكون هو السبب في اندلاع الحريق.