ودعته على باب منزلهما باكية، وكأنها تشعر بأنه الوداع الأخير، فلم يذق طعم النوم في تلك الليلة وأصابه أرق شديد، وخرج مسرعاً في الصباح، ليستقل سيارة الجيش ويتجه لمقر عمله في أحد القطاعات العسكرية بدهشور جنوبالقاهرة، وخلال دقائق معدودة سمعت دوي صوت الرصاص في المنطقة، ونظرت من الشرفة لتستطلع الأمر فوجدت زوجها العميد عادل رجائي القائد العسكري في الجيش المصري غارقا في دمائه. العميد عادل رجائي، هو قائد الفرقة التاسعة مشاة بقطاع دهشور العسكري، اغتيل صباح اليوم السبت أمام منزله بمنطقة العبور شرق القاهرة، وكان أحد أبرز القيادات التي عملت في سيناء، كما كان له دور بارز في مواجهة أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة. زوجة المسؤول العسكري هي سامية زين العابدين الصحافية ونائب رئيس تحرير صحيفة المساء اليومية وتتولي تغطية أخبار الجيش لصحيفتها كما ساهمت من قبل في تأسيس حركات شعبية لمساندة الجيش والشرطة ومواجهة تنظيم الإخوان وتم تكريمها عدة مرات من وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي. تخرجت في كلية السياسة والاقتصاد في العام 1986 والتحقت بالعمل الصحافي في العام 1987 وغطت أحداثا كبيرة في مصر، مثل رفع العلم المصري على أرض طابا وضع العلامة 90 في التحكيم الدولي بمحكمة "جنيف"، كما قامت بتغطية حرب الخليج "90" ومناورات 1994 وكافة مناورات الجيش حتى الآن. محمود بكري، رئيس تحرير صحيفة الأسبوع والمتواجد منذ الصباح بجوار زميلته سامية زين العابدين، حيث ترقد في المستشفى إثر إصابتها بانهيار عصبي وارتفاع ضغط الدم، عقب رؤيتها لحادث اغتيال زوجها يقول ل"العربية.نت" إن الصحافية ودعت زوجها صباح اليوم السبت متجها كالمعتاد لعمله وعقب وداعه سمعت أصوات رصاص مدوية، فخرجت إلى شرفة المنزل لاستطلاع الأمر لتجد زوجها ملقى على الأرض غارقاً في دمائه، وشاهدت أحد الجناة من الخلف خلال فرارهم على دراجة نارية، مؤكداً أنها قالت لهم قبل إصابتها بانهيار عصبي إن الجناة 3أفراد وكانوا ملثمين ويستقلون دراجة نارية بدون لوحات. وقال بكري إن زميلته الصحافية هرعت إلى الشارع لمحاولة إنقاذ زوجها، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما أصيب سائقه وحارسه الخاص، وقامت على الفور بإبلاغ الشرطة التي هرعت لمكان الحادث وطوقت المنطقة، كما قامت بإبلاغ الإسعاف لنقل الحارس والسائق للمستشفى. من جانبه قال صموئيل العشائ، مؤسس حركة عمر سليمان، إن سامية زين العابدين كانت من أكبر الداعمين للجيش خلال الثورة، وحتى الآن وأسست ائتلاف الأغلبية الصامتة، حيث كانت تحشد المواطنين للنزول في مظاهرات حاشدة أمام وزارة الدفاع في العباسية وميادين العباسية والاتحادية والتحرير، دعما للجيش والرئيس عبدالفتاح السيسي. وأضاف، وفقًا ل "العربية.نت" أن الصحافية زين العابدين كانت ومن خلال مناشداتها في وسائل الإعلام والفضائيات المصرية كانت تقوم بتوعية المواطنين من الخطر الذي يداهم البلاد، وتشجعهم على التصدي له بكل جرأة وبسالة وكانت من أوائل الداعين للخروج في مسيرات لتأييد الرئيس السيسي وحصوله على التفويض الشعبي في 26 يوليو من العام 2013، كما من أكبر الداعمين والمؤيدين للرئيس ونظمت فعاليات شعبية لتأييده في انتخابات الرئاسة 2014.