تجمع عشرات المتظاهرين أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) للمطالبة بعودة الجيش إلى الحكم في مصر، كما نظم آخرون مسيرة مماثلة إلى المنطقة الشمالية العسكرية في محافظة الإسكندرية (شمال مصر)، فيما بدأ نشطاء في محافظة بورسعيد التي خفت حدة العصيان المدني فيها في حملة شعبية لجمع توكيلات غير رسمية لتولي وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي الرئاسة. وكانت مسيرات خرجت من مسجد النور في العباسية وحيي منشية ناصر والدويقة ومنطقة الألف مسكن وميدان الساعة في مدينة نصر باتجاه النصب التذكاري للجندي المجهول، شارك فيها العشرات، ورفعت لافتات تطالب بعودة الجيش إلى السلطة، بينها لافتة كبيرة كُتب عليها: «السيسي... مصر أمانة في رقبتك» و «لا لأخونة الجيش»، لكن الفعالية لم تجذب أعداداً كبيرة، وكانت غالبية المشاركين فيها من العسكريين المتقاعدين. ووزع بعضهم بيانات تشيد بالسيسي وبمواقفه وبتاريخه العسكري، ورفعت صور كبيرة له بالزي العسكري. وشاركت نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقاً تهاني الجبالي والنائب السابق الصحافي مصطفى بكري في التظاهرات التي أعلن مشاركون في ختامها بدء اعتصام أمام المنصة. وخرجت مسيرة مماثلة في الإسكندرية استقرت أمام مقر المنطقة الشمالية العسكرية ورفع خلالها متظاهرون أعلاماً كُتب عليها: «نستغيث بالقوات المسلحة لحمايتنا من حكم الإخوان» و «نداء إلى الجيش المصري البطل... ارحمونا من ميليشيات الإخوان وحازمون»، في إشارة إلى أنصار الداعية السلفي المثير للجدل حازم صلاح أبو اسماعيل. وشهدت تظاهرات في محافظات عدة رفع مطالب بعودة الجيش إلى الحكم. وتظاهرت مئات في ميدان التحرير ضد الرئيس محمد مرسي وجماعته «الإخوان المسلمين» ونظمت مسيرة إلى دار القضاء العالي القريبة من الميدان للمطالبة بإطلاق المعتقلين وإقالة النائب العام طلعت عبدالله والتصدي ل «أخونة القضاء». كما تظاهرت مجموعة من ضباط الشرطة الملتحين أمام قصر الرئاسة في عابدين للمطالبة بالعودة إلى عملهم خصوصاً بعد إصدار المحكمة الإدارية العليا حكماً بإلزام وزارة الداخلية بعودة الضباط الملتحين. وتظاهر سلفيون تضامناً معهم، ورددوا هتافات بينها: «ياللا يا ريس اغضب ثور واحمى سنة الرسول» ورفعوا أعلاماً سوداء عليها عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله». وفي محافظة بورسعيد، حذرت قوى ثورية من محاولات كسر العصيان المدني، مؤكدة أن العمل الحكومي سيظل متوقفاً حتى اعتماد قرار باعتبار قتلى المواجهات الأخيرة بين الشرطة والمتظاهرين التي راح ضحيتها نحو 50 قتيلاً شهداء. وتوجهت مسيرات من مدن قريبة من بورسعيد إليها تضامناً مع مطالب أهلها. وأسس محتجون مكتباً غير رسمي للشهر العقاري في ميدان الشهداء لتحرير توكيلات بتفويض وزير الدفاع لإدارة البلاد لمدة عام واحد يُنتخب خلاله مجلس رئاسي للحكم. وطالبوا في بيان السيسي ب «القصاص من نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك وقيادات المجلس العسكري وجماعة الإخوان خلال سنة، وصياغة دستور جديد للبلاد». وفي الإسماعيلية، قطع ناشطون خط السكك الحديد لمدة ساعة في إطار ترويجهم لدعوات العصيان المدني، وهتفوا بإسقاط حكم مرسي وجماعة «الإخوان»، فيما وقعت اشتباكات محدودة في السويس بين متظاهرين من الحركات الثورية وآخرين متضامنين مع مطالب ضباط الشرطة الملتحين. وبدأت المناوشات حين حاول المتظاهرون منع ملتحين من التظاهر في ميدان الشهداء في حي الأربعين على اعتبار أن المتظاهرين فيه يرفعون مطالب عامة لا فئوية، وتطور الأمر إلى حد تراشق الطرفين بالحجارة والاشتباك بالأيدي، ما أوقع مصابين في الطرفين. أما في محافظة الدقهلية التي شهدت قبل أيام مواجهات بين أنصار مرسي ومعارضيه بعدما هاجم أنصار «الإخوان» اعتصاماً للمعارضة، قطع متظاهرون شارعاً رئيساً في مدينة المنصورة أمام مبنى المحافظة، ورددوا هتافات ضد مرسي و «الإخوان». ووقعت مناوشات محدودة أمام مقر المحافظة بين مسيرتين ضمت إحداهما معارضي الرئيس والأخرى أنصاره.