جازان نيوز - وكالات- قالت مصادر يمنية إن جهود وساطة يقودها عدد من الشخصيات الحكومية والعسكرية لإنهاء التوتر في المدن الجنوبية فشلت مع احتفالات البلاد بأعياد الوحدة، فيما توعد أنصار الحراك الجنوبي بتصعيد تحركاتهم احتجاجا على يصفونه "احتلال" الشمال لمناطقهم. وبينما توعد الرئيس علي عبد الله صالح باللجوء إلى القوة العسكرية لإخماد الأصوات المعارضة، شارك الآلاف من أنصار “الحراك الجنوبي” في مسيرة لتشييع جثمان أحد المدنيين، بمدينة ردفان محافظة لحج جنوب اليمن. ورفع المشاركون في مراسيم التشييع، أعلام شطرية، وعلى الرغم من تحذير السلط الأمنية من التجمع والتظاهر إلا أن المسيرة انفضت دون وقوع أي صدامات مع الأمن خلال عملية تشييع المواطن فارس المشعلي، الذي قتل أواخر الشهر الماضي برصاص قوات أمنية،. يأتي ذلك، بينما قال وكيل محافظة لحج لشؤون مديريات ردفان قاسم العفيفي، أن عددا من القيادات العسكرية من أبناء ردفان تقوم بوساطة بين الحكومة والمسلحين الانفصاليين “لتهدئة الأوضاع في المنطقة”. وأوضح العفيفي أن من أبرز هذه القيادات التي تقوم بالوساطة، العميد ثابت جواس، والعميد قاسم لبوزة، والعميد محمد الشرارة، لافتا إلى أن الوساطة لا تزال مستمرة “لاحتواء الموقف سلميا”. وقال إن الوساطة تهدف إلى “سحب المظاهر المسلحة والانفصالية من جميع مديريات ردفان” الأربع، مشيرا إلى أنه هناك “مرونة” من بعض القيادات الانفصالية “في إدانة أعمال التقطع والتخريب” التي تشهدها المحافظة.وأكد وكيل محافظة لحج أن الانتشار الواسع للمسلحين الانفصاليين في مديرية الحبيلين تسبب بنزوح العشرات من الأسر اليمنية إلى مديريات ومحافظات أخرى. ومنذ الاثنين الماضي، تشهد الحبيلين مواجهات متقطعة بين قوات عسكرية والانفصاليين، وذلك على خلفية استهداف قوات تابعة للحرس الرئاسي الأحد، في هجوم أسفر عن مقتل جنديين اثنين وإصابة أربعة آخرين. وحسب مصادر صحفية يمنية فإن قذائف وطلقات مدفعية سقطت على بعض منازل المواطنين جراء المواجهات بين الجيش والمسلحين الانفصاليين. اتهمت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة السلطات الأمنية بمنع أنصارها من إقامة مهرجان للاحتفال بالذكرى السنوية العشرين للوحدة اليمنية. وقال الناطق الرسمي باسم “اللقاء المشترك” محمد النعيمي ل(الاتحاد)، إن الأجهزة الأمنية “منعت أحزاب اللقاء المشترك من إقامة المهرجان بالرغم من إبلاغ الجهات المختصة مسبقا بهذا المهرجان حسب القانون”. وأوضح أن الأجهزة الأمنية احتجزت ثلاثة من منظمي المهرجان بينهم السكرتير الأول للحزب الاشتراكي اليمني بالعاصمة عبدالعزيز الزارقة عدة ساعات. وفي سياق احتفال اليمن بالعيد الوطني العشرين، قالت صحيفة 26 سبتمبر الصادرة عن وزارة الدفاع اليمنية إنه سيتم إقامة مهرجان “شبابي كرنفالي كبير” بمدينة تعز “يحضره” كبار المسؤولين في الدولة والحكومة وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين”. كما سيشارك في المهرجان وفدان رفيعان من سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أعلن الأسبوع الماضي عزمه طي “صفحات الماضي”، والبدء ب”صفحة جديدة”، وذلك في خطاب رئاسي مرتقب عشية العيد الوطني العشرين لتحقيق الوحدة اليمنية. ويتوقع محللون محليون أن يعلن صالح في خطابه عن “تسويات حقيقية” مع المعارضة اليمنية في الداخل والخارج لتهدئة الأوضاع في البلاد خصوصا في الجنوب، معتبرين أن مرور عقدين على إعلان الوحدة اليمنية “مناسبة عظيمة” تستحق الكثير.