اتخذ الشاب محمود أحمد 22 عاماً الذي يقطن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة قراره و أعلن نيته عن بيع عينه اليمنى ، بعد أن تكالبت عليه هموم الفقر والمرض وقلة العمل وتحمله في سن مبكر مسئولية تربية أشقائه ال8 ورعايتهم بعد وفاة والده عام 2007. وبين محمود وفقا ل ( دنيا الوطن ) بحزن عميق، أن المؤسسات الخيرية وجمعيات رعاية الأيتام التي كانت تكفله وتقدم لكل واحد من أشقائه 100 شيقل شهرياً أوقفت تقديم المساعدات لهم منذ 8 أشهر والسبب أنها حولت الأموال إلى أيتام سوريا والمشردين من مخيم اليرموك. وعن أكثر المشاهد المؤلمة التي واجهها قال: 'أكثر ما أزعجني عندما جاء شقيقه الصغير طالباً منه (شيكل) لكي يصل إلى مدرسته ولم أستطع أن ألبي طلبه, وعندما أجلست شقيقتي من إكمال دراستها رغم أنها من أصحاب الدرجات المرتفعة 'الممتازة'. ولفت محمود إلى أن الحياة وضيق العيش بها دفعته لإعلان بيع عينه، مؤكداً أن عينه وفقاً لتقارير طبية كما قال، سليمة رغم أنه لا يرى فيها بسبب مشكلة في العصب مشدداً على أن (الشبكية - القرنية – العدسة) كلها سليمة 100%. إن مناشدته وطرقه للأبواب المؤسسات على مدار السنوات الماضية دون جدوى مبينا أن ذلك هو ما دفعه للبحث عن شيء يفهمه البشر لإنقاذه وإنقاذ أشقائه ووالدته المريضة'، وتذرع محمود بصعوبة الحياة وضيق العيش وكثرة الديون التي تتراكم عليه والفقر وعدم وجود مصدر دخل له وعدم مقدرته على تلبية مطالب أشقائه وقبل أشهر فقط أجلس محمود شقيقته من الدراسة في المقاعد الجامعية لعدم توفر الأموال. من جانبه تكفل وزير فلسطيني من الضفة الغربية بمساعدة الشاب وإدراجه ضمن الشؤون الاجتماعية والمساعدات بعد إرفاق الأوراق والتقارير . هل نحن بشر سلعة تعرض للبيع وأخيرا يأتي مسؤلا أو وزيرا يتكفله ويساعده . جدير بالذكر أن سكان غزة من المواطنين هم من يدفعون الثمن غاليا إذ يعانون الفاقة ونقص الغذاء والدواء من الحصار الجائر من إسرائيل ومن مواقف سياسية بين سلطات القطاع ومصر مشيرة أن من يعاني منها ليسوا من في الحكم بغزة أو سواهم من التابعين لأجهزتها وإنما يعاني منها الغالبية العظمى من الأهالي في قطاع غزة. 1