تضاربت التأكيدات بشأن إصابات بمرض السعار الناجم عن عضة كلب في قرية العالية بمحافظة صبيا بمنطقة جازان. ففي وقت اعتبرت فيه "صحة" المنطقة حالة الطفل المنوَّم في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد المركزي، منذ أكثر من شهر، مجرد اشتباه علَّق مسؤول بالمستشفى جرس الإنذار من تهديد المرض للقرية، بتأكيد أنها إصابة جديدة؛ ليرتفع عدد الإصابات إلى ثلاث في غضون 6 أشهر؛ ما يرفع من المخاوف باحتمال أن تكون هناك حالات ولم تُسجَّل؛ لأنها حدثت في أماكن ريفية ونائية، وتحصل مضاعفات دون علم "الصحة"، ولا تتمكن "الصحة" من العِلْم بوقوعها. وكانت أعراض الإصابة قد ظهرت على الطفل، الذي يخضع للتنفس بمساعدة أجهزة التنفس الاصطناعي. ونقلا عن صحيفة "سبق" فقد اعتبر الناطق الإعلامي ل"صحة" جازان جبريل القبي الحالة الموجودة بقسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجازان حالة اشتباه بالإصابة بداء الكلب، وتخضع الحالة لمتابعة من قِبل فريق طبي مختص من الطب الوقائي برئاسة الدكتور حيدر عريشي، وقد تم أخذ عينات من الحالة، وتم إرسالها لمختبرات متخصصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ومستشفى الملك فيصل التخصصي. لكن استشاري الفيروسات بمستشفى الملك فهد رئيس قسم الفيروسات والتحليل الجزيئي الدكتور زكي منور حذر من خطورة الوضع على سكان قرية العالية، وقال: "ارتفاع عدد الإصابات إلى 3 حالات، توفي إحداها، في مدة وجيزة (ستة أشهر) يُعتبر مؤشراً خطيراً إذا ما علمنا أن العينات ما زالت تخضع للفحص في مختبرات خارج المنطقة". مطالباً بأهمية تدخل الجهات المعنية؛ لوقف التدهور في الموقف، وضرورة إيجاد آلية فاعلة لمكافحة الكلاب المسعورة الضالة المنتشرة بشكل لافت في الأرياف والقرى، بوصفها جزءاً من مواجهة أخطار هذا الداء. ودعا إلى سرعة تجهيز مختبر اختصاصي؛ لكشف مثل هذه الحالات في أقرب وقت تفادياً لما قد لا تحمد عقباه. مبيناً أن تعرُّض أي شخص – لا قدَّر الله - للإصابة بعضة كلب مسعور سبب كافٍ للوفاة، كما حدث للطفل الذي تُوفِّي بعد إصابته في الوجه، وهو المنطقة الأقرب للدماغ؛ ما يمكِّن الفيروس من سرعة الوصول إلى مناطق خطرة في الدماغ عن طريق العضلات والأعصاب الموصلة. ويُعرف عن داء "الكلب" أنه يتسبب في آلام شديدة بمكان الإصابة وحركات عضلية لا إرادية وصعوبة في البلع وتشنجات واضطرابات عصبية وارتفاع درجة الحرارة وتقلصات حادة في عضلات الفك والبلعوم والحنجرة. وتحدث الإصابة بهذا المرض نتيجة عقر حيوان مصاب للإنسان؛ حيث يوجد الفيروس في لعاب الحيوان المصاب، وهو فيروس يسمى "فيروس داء الكلب"، وهذا الفيروس يقاوم التبريد لفترات طويلة، لكنه يتلف بالغليان أو التعرض لأشعة الشمس أو التجفيف، إلا أنه لا يتأثر بالمطهرات الموضعية. 2