طفل يحترق والأب يستمتع بشيشته لم تجف دموع أم محمد منذ ثلاثة أيام، وهي تأمل أن تسمع صوت طفلها الشجي، الذي أسكته تعذيب زوجة والده، تماما كما طفل الطائف أحمد الغامدي الذي انتهى إلى الموت قبل 3 أشهر بسيناريو مشابه. وتكشفت قضية تعذيب الطفل محمد، البالغ 5 أعوام، الأربعاء الماضي في نجران، عندما وجهت لزوجة أبيه تهمة تعذيبه، إلا أنه نجا بعد أن أسعفه عمه ونقله إلى مستشفى الولادة والأطفال ليتلقى العناية المركزة. وكان فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في نجران أصدر مذكرة توقيف بحق مواطن وزوجته على خلفية بلاغ تقدمت به الشؤون الصحية إلى الشرطة قالت فيه إن الطفل ظهرت عليه آثار التعذيب. فيما أكد مصدر مطلع في تصريح إلى "الوطن" إيداع زوجة والد الطفل في شعبة السجن العام القسم النسائي بالمنطقة، والتحفظ على الزوج في أحد مراكز الشرطة، وذلك بعد أن اعترفت الزوجة أنها اعتادت ضرب الطفل بحجة تأديبه. وفي الوقت الذي تنتظر فيه هيئة التحقيق نتائج التقارير الطبية والتحقيق مع والد الطفل وزوجته، أكدت الشؤون الصحية استقرار حالة الطفل. أما والدة الطفل، وهي مطلقة، فقد كانت تبدو عليها علامات الحيرة والحزن وذلك بعد أن استعصى عليها سماع صوت ابنها الذي امتنع عن الرد على أي من أسئلتها وما زال يلتزم الصمت. وفي تفاصيل الخبر أن فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة نجران أصدر مذكرة توقيف بحق مواطن وزوجته على خلفية قيام المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة بإبلاغ شرطة نجران عن آثار تعذيب في جسد أحد الأطفال يبلغ من العمر أقل من خمسة أعوام، ويدعى "محمد" أثناء إسعافه عن طريق عمه يوم الأربعاء الماضي. وأكد مصدر مطلع على ملف القضية في تصريح إلى "الوطن" أنه تم إيداع زوجة والد الطفل في شعبة السجن العام القسم النسائي بالمنطقة، فيما تم التحفظ على الزوج في أحد مراكز الشرطة، وذلك بعد أن اعترفت الزوجة أنها كانت تضرب الطفل منذ زمن، أي قبل هذه الحادثة، وذلك بحجة تأديبه لذا تم إيداعها السجن لأنه ليس من حقها ضربه بأي حال من الأحوال. وأضاف المصدر: أن الأب ذكر لهيئة التحقيق والادعاء العام أن الطفل سقط على جمر الشيشة وأصيبت بعض أطرافه بالحروق، ولأنه لم يكلف نفسه إيصال ابنه إلى مستشفى الولادة والأطفال رغم أن هذه الحروق أدخلته العناية المركزة، فقد توجب إيقافه رهن التحقيق. واختتم المصدر تصريحه مؤكدا أن هيئة التحقيق تنتظر التقارير الطبية اللازمة لإعادة التحقيق مع الأب والزوجة والسماع لأقوال والدة الطفل المطلقة. من جهته، أكد مساعد الناطق الإعلامي لصحة نجران خالد بن جارالله آل بلابل أن حالة الطفل الآن مستقرة وأنه خضع للتنويم في غرفة المتابعة. وأشار آل بلال إلى أن إدارة المستشفى هي من تولت إبلاغ الجهات الأمنية المختصة بعد وصول الطفل في حالة حرجة، وكانت تظهر على أطرافه آثار رضوض وحروق وهو إجراء متبع في مثل هذه الحالات. "الوطن" التقت والدة الطفل التي كانت تبدو عليها علامات الحيرة والحزن وذلك بعد أن استعصى عليها سماع صوت ابنها الذي امتنع عن الرد على أسئلتها وما يزال يلتزم الصمت. وقالت الأم: تطلقت من والد محمد بعد ستة أشهر من الزواج وكنت حاملا وأصدرت محكمة أبها حكما يقضي بإعادة حضانة الطفل إلى والده بعد أربع سنوات، ولم يمض طفلي مع والده وقتا طويلا سوى شهرين وقد قضى معي إجازة العيد من العاشرة صباحا حتى منتصف الليل. وأضافت "للأسف شاهدت ابني في المستشفى أمس وقد أصيب بعدة حروق في قدميه ويديه وجرح في إحدى أذنيه وخدوش في ظهره". وطالبت الأم أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بإنصافها وإرجاع حضانة الطفل إليها. 5