معالجة الخطأ بخطأ سينتج عنه لا محالة خطأ أكبر .. الكارثة ستكون مضاعفة حين يصدر الخطأ من جهة يقع على عاتقها مسؤولية معالجة السلوكيات السلبية بأساليب تربوية واعية تهدف إلى تغيير القناعات الخاطئة،لإيجاد السلوك الواعي والمسؤول، دون أي اجبار، وبعيدا عن أي تكلف أو نفاق..!! حادثة كانت محل جدال اجتماعي،ومحل اهتمام إعلامي حدثت بطن الأسبوع المنصرم، تمثلت في منع قائدة مدرسة معينة الطالبات من الخروج نهاية الدوام بعباياتهن،بسبب أنها عبايات مخالفة للعبايات التي نص النظام على الالتزام بها.. دون أدنى اصطفاف معين؛القرار والإجراء الذي قامت به قائدة المدرسة لا يمت للتربية والتعليم بأي صلة..بل هو إجراء تعسفي جاهل لا يعي معنى التربية البتة...! هو فشل حقيقي في القدرة على مواجهة المشكلة إن اتفقنا جدلا بأن هناك مشكلة.. أين نحن من تكريس ثقافة الحوار؟! أين نحن من مسؤولية خلق جيل واعي ومتسامح؟! الواقع التربوي في مدارس -البنين-و-البنات- يواجه تحديات كثيرة..بعد أن صار الواقع العام للأسرة والمجتمع منفتحا لكل الثقافات والمؤثرات والمتغيرات،وذلك ما يضاعف من مسؤولية "المدرسة" في معالجة السلوكيات السلبية بأساليب تربوية تعي معنى مسؤولية خلق الجيل الواعي والمسؤول.. -هل قامت تلك القائدة بعقد لقاءات بأمهات الطالبات لعمل خطة عمل للتعامل مع المشكلة..؟!! -هل ناقشت مع طاقم المربيات في المدرسة تلك المشكلة مع الطالبات،بود ومسؤولية،تتناسبان مع المرحلة العمرية التي تمر بهن الطالبات؟ إن الاقتراب من الطلاب والطالبات، وإشعارهم،أو إشعارهن بكيانهم، أو كيانهن في تلك المرحلة بالتحديد، كفيل بأن يخلق مناخات مناسبة لتغيير القناعات والسلوك.. نسأل الله الحي القيوم أن يحفظ بناتنا،وأبناءنا،ونسأله سبحانه وتعالى أن يولي عليهن،وأن يولي عليهم، من يعي معنى التربية والتعليم، ومعنى مسؤولية صناعة الأجيال الواعية..