حين استعرض الدكتور سعد البازعي بمحاضرته ( سلطة المعرفة ومعرفة السلطة ) بالأسبوع الماضي بنادي جازان الأدبي , اختار أنموذجين من التراث العربي ,هما أبو حيان التوحيدي , وعبدالله بن المقفع و تحدث عن كيفية تعاملهما مع السلطة السياسية في عصريهما. تلك المحاضرة جعلتني افكر وأتساءل عن مدى تأثير السلطة على الانتاج الفكري والأدبي والإبداع العلمي كما وكيفا في ذلك العصر وفي عصرنا الحاضر عند العرب والغرب والمقارنة بينهما فقد كان استشهاد الدكتور بكتاب كليلة ودمنه لعبدا لله ابن المقفع كأنموذج عربي في عصره وكيفية ترجمته ونقله للمثقف العربي بأسلوبه الخاص دليل على تأثير السلطة على انتاج ابن المقفع الادبي وغيره من العلماء والأدباء في كمية المحتوى الفكري والأدبي والعلمي سواء كان بالتبني والدعم او العكس. ففي كواليس السلطة تتبلور ثقافات الشعوب وإبداع العلماء والمفكرين وحقيبة الشعراء والكتّاب. فولتير مثلا بعد ان سجنته السلطة الفرنسية وفي فترة سجنه في الباستيل قام بكتابة أول أعماله المسرحية (أوديب). وكان نجاح هذه المسرحية هو أول ركائز شهرته الأدبية,وبعد ان طردته السلطة ليستقر في انجلترا اصبح فولتير كاتبًا غزير الإنتاج قام بكتابة أعمال في كل الأشكال الأدبية تقريبا فقد كتب المسرحيات والشعر والروايات والمقالات والأعمال التاريخية والعلمية وأكثر من عشرين ألفًا من ألخطابات وكذلك أكثر من ألفي كتاب ومنشور , وعلى النقيض احمد شوقي الذي تبنته الحكومة المصريه ودعمته لتجعل منه شاعرا وأديبا يثري الادب العربي بأعماله الشعرية والأدبية الرائعة والمشرفة والتي أضاءت الثقافة العربية في عصرنا الحاضر. فمن الطبيعي أن يكون للسلطة تأثير واضح بشكل او بأخر ،على الزخم المعرفي في المحتوى الثقافي الادبي والإبداع الفكري والعلمي،كما وكيفا، سواء كان بصورة مباشرة وغير مباشرة، خلاصة الأمر أن هذا موضوع شائك وذو تفرعات تأخذ ك الى زاويا حادة ذات منعطفات خطيرة تصل من خلالها الى معرفة اهمية دور السلطة في طرح المحتوى المعرفي في الثقافة العربية والغربية بشكل عام ، كما وكيفا. 1