استعرض الدكتور سعد البازعي في محاضرته، التي نظمها نادي جازان الأدبي مساء الثلثاء الماضي، طبيعة العلاقة بين المعرفة والسلطة، مستشهداً ببعض النصوص من «كليلة ودمنة» لابن المقفع، وبعض كتب التوحيدي كالمقابسات والبصائر والذخائر. وتحدث البازعي عن ثنائية العلاقة بين المعرفة والسلطة، والجدلية الدائمة بينهما عبر التاريخ الثقافي والسياسي العربي، واتخذ لفكرته أنموذجين من الثقافة العربية، معتبراً أنه من المميز أنه ليس من بينهما شاعر، بل هما كاتبان من العصر العباسي، وهما عبدالله بن المقفع وأبو حيان التوحيدي، وكيف مثّلا سلطة المعرفة من خلال نصوصهما النثرية المدونة وكتبهما المعروفة، في مواجهة السلطة السياسية والاجتماعية والثقافية، والحوارية التي دارت بين هذه الأنواع من السلطة في شد وجذب. وفي المداخلات، التي تفاوتت في عمق طرحها وحدته، تحدث الشاعر إبراهيم زولي عن المعرفة عندما تكون سلطة وسلطة مضادة، وتحولات بعض المثقفين من إطار سلطة الثقافة إلى ثقافة السلطة، وذلك حين تمتحن الثقافة، مستشهداً بموقف سنغور ضد صنبين عثمان، وجان بول سارتر، معرجاً على المعرفة حين تكون ضد في نفسها، كما حصل في القرن الماضي بين قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية ومن ثم الشعر المنثور. كما علق الدكتور حسن حجاب الحازمي والصحافي حسن مشهور وغيرهما في مداخلات استمرت ما يقرب من نصف الساعة، ليختمها بعد ذلك رئيس أدبي جازان، شاكراً الدكتور البازعي والحضور الكبير، مرحباً برئيس النادي السابق الأديب حجاب الحازمي، في ليلة اجتمع فها ثلاثة رؤساء لأدبي جازان في الوقت ذاته. من جهة أخرى، حل الدكتور سعد البازعي ضيفاً على نادي القراءة في جامعة جازان صباح الثلثاء، في لقاء مفتوح حول كتبه وبعض القضايا الثقافية، بحضور عميد شؤون الطلاب الدكتور محمد حبيبي، الذي رحب في مستهل اللقاء بالدكتور البازعي، وثمن استجابته «لدعوة أعضاء نادي القراءة للالتقاء به والاستفادة من تجاربه وما يحمله من خبرات، وللتباحث معه في الشأن الثقافي والعديد من جوانب الفكر والأدب. من جانبه، أشاد الدكتور البازعي بتجربة جامعة جازان «الرائدة بتأسيسها لنادي القراءة»، مقترحاً تعميم التجربة على بقية الجامعات السعودية. ومن ثم تناول العديد من المحاور التي تهم أعضاء النادي، مبدياً إعجابه بما تحققه جامعة جازان من تطور ملحوظ.