كان عامنا الماضي مليئاً حد التخمة بكثير من المناسبات والمهرجانات والأعياد صيفاً وشتاءً ربيعاً وخريفاً ، كرنفالات ورود وعروض إبل وعنز ومهايطات شعر ، قنوات تلفزيونية للقبيلة وتمسك قوي بالتراث أفقدنا القدرة على الانطلاق في رحاب هذا الكون الفسيح لتحقيق النجاح في الحياة بما يتوافق مع متغيرات العصر الحديث . لم يجف عرق أولئك الذين تمايلوا في العام الماضي من رقص السامري والعرضة والدح والمزمار وبقية حركات النصب الفكري لنجد تلك الأسماء مشغولة طيلة هذا العام بالترتيب والتنسيق لرقص نفس اللعبة في ذات المكان الذي ودعناهم فيه قبل أشهر قليلة . أعتقد أنه من المناسب أن نعلق هذه الاحتفالات وخاصة ما يرتبط منها بالتراث مؤقتاً لمدة خمس سنوات على الأقل ليكون لاحتفالنا بها يومها طعم آخر ولنعطي لعقولنا فرصة للتخلص من هذا الارتباط الوثيق بالماضي لنتمكن من الإبحار في سفينة المستقبل التي تتطلب منا مزيداً من الجهد لاختصار الزمن لنصل إلى ما وصل إليه العالم المتقدم . إن من يترك نفسه أسيراً للماضي يفقد المستقبل فبالغد القريب سوف نزيح الستار عن مهرجان عكاظ الرابع الذي لن يختلف برنامجه عن أجندة عامه الأول لنجد النابغة الذبياني مستقبلاً أبا جهلٍ حاملاً في يده جهاز الآيفون وعلى ظهره شنطة المحمول طالباً منا أن نعيش المستقبل بعقول الماضي لنظل دائماً فعلاً ماضياً مبنياً على الضحك ومنصوباً بالتخلف ومجروراً بالألم . صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected] [1]