مع نهاية كل عام ميلادي يقف المواطن منتظراً ساعة الإعلان لما تعودته أذنه من سماعه لخبر توفر فائض في الميزانية العامة واستثمار ذلك في رفع مستوى المعيشة لدى الفرد . لم تعد لغة الأرقام ذات دلالة ومعنى فما تحقق العام الماضي 2009 م من فائض كان كفيلاً بحل كل مشاكلنا التنموية رغم ما تعرض له العالم من هزات لاقتصاد البلدان باستثناء بلدنا الذي يطمئننا معالي وزير ماليته بأننا بمنأى ومعزل عن كل تلك الكوارث فنحمد الله أن منّ علينا بمثل هذا الرجل الذي يشعرنا أننا نعيش في عالم خصوصي للسعوديين فقط !!. ونحن نقف اليوم على أعتاب عام ميلادي جديد فإننا لن نتحدث عما حصل في عامنا الماضي من مآسٍ كشفت لنا المستور ولذلك فإنني أقترح ألا تُعلن الميزانية حتى يُدَقُّ ناقوس الخطر وتقع الفأس في الرأس نتيجة لانعدام المراقبة في ظل سخاء وعطاء يقدمه الرجل الأول في هذا البلد ملك الإنسانية عبد الله . فلن نسأل عن مليار ريال لتطوير العلوم والرياضيات وتسعة مليارات أخرى لتطوير التعليم العام ومخرجاتنا التعليمية التي أوصلت شبابنا إلى مراكز متقدمة في أعداد المدمنين والمروجين !!. لا يحق لنا أن نتساءل عن جدوى الأرقام الخيالية في ظل استجداء مواطنة ولو للحمة حمار !! كما لا يحق لنا أن نتساءل وعروس فاتنة بحجم جدة قد بلل ثوبها الماء وغرقت في بحر من الفساد المالي !! ولا يحق لنا أن نتساءل عن كيفية انتقال مواطن برتبة موظف أمانة أو عضو مجلس بلدي من تحت خط الفقر وإلى فوق مستوى الرفاهية بلمحة سريعة تحت مظلة القانون وبند المشاريع !!. لا أريد الإكثار من علامات التعجب وسأحتفظ بجزء منها إلى ما بعد 360 يوم قادمة فلعل هناك مزيداً من العلامات . صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]