ذكاء الأغبياء عاد عبد الملك الحوثي الذي طار الإعلام بنبأ وفاته قبل أيام يوم الاثنين 25 يناير 2010 م على قناة العربية في تسجيل صوتي يعلن من خلاله مبادرته بالانسحاب من الأراضي السعودية راجياً أن يثمن العقلاء هذه الخطوة وأنها لمصلحة الشعبين وكأنه حاكم اليمن .!! عندها ازدحم صندوق الوارد في جوالاتنا بعدد الرسائل العاجلة التي تؤكد لنا أن الحوثي قد أعلن وقف الحرب بينما لم نلمس شيئاً من تلك الرسائل عندما أعلن خالد بن سلطان تطهير كامل الأراضي السعودية قبل أيام . لن ألوم إعلامنا كثيراً في ظل غياب المهنية التي تبحث عن المصدر ولم تبحث عن الخبر ولذلك فقد شكل خروج الحوثي عبر التلفاز مصدراً مهماً له لاستقاء المعلومة . في اعتقادي الشخصي فإن هذه المبادرة لم تكن سوى بيت العنكبوت الذي سكنه هذا المعتوه واستظل بجدرانه فالمعركة قد تم حسمها قبل أسبوعين من اليوم أو أكثر وكل المؤشرات والدلائل توحي بذلك . ولأن الحرب مبدؤها كلام ولعلكم تتذكرون هنا وزير الإعلام العراقي سابقاً الصحاف فإن عبد الملك الحوثي استغل الإعلام ليُرسل لعقولنا رسائل سلبية على أنه من أوقف الحرب !!! وهذا لعمري قمة في الذكاء من قائد كتيبة الأغبياء الحوثيين . ليس من الممكن أن تُخضع قواتنا المسلحة فكرة الحوثي للتباحث والدراسة لاتخاذ قرار إيقاف الحرب بعد عرض الهدنة كما أُذيع عنها ، ولا يجب أن تُمرر مثل هذه الترهات ومثل هذه المهازل على خبرائنا الاستراتجيين في فنون الحرب وأركان الدفاع ، فإن مجرد التفكير في دراسة العرض يُعد انتصاراً في نظر العدو الغير متواجد في الأساس على أرضنا بعد تطهيرها تماماً وأنه أول من بادر ليخاطب عقولنا بعبارة انتهت اللعبة . صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]