وخيرات الذي يهمنا اليوم هو صديق الحرف وصاحب القلم الإقليمي ابن جازان وحفيد رواد العلم والثقافة والأدب فيها سأضيف له لقبه العائلي حتى نعرفه أكثر إنه خيرات الأمير الذي يصف نفسه بأنه رجل يبحث في الماضي كما يدل ملفه الشخصي بأحد منتديات المنطقة . لقد لمست مدى اهتمامه بالماضي من خلال مقالته المنشورة هنا مؤخراً والتي صب فيها جام غضبه على أبناء جازان المتواجدين خارجها عندما اتهمهم بالخجل من الانتماء للأرض وعليه فإنني أقول : متمنياً أن يكون صدره أكثر رحابة لتقبل وجهات النظر فحتى وإن اختلفنا فإن أبواب الود مفتوحة . سيدي خيرات أعتذر منك فمن تتكلم عنه في مقالك وتعنيه بكلماتك لا يمثل أبناء جازان الحقيقيين فقد غاب عن ذهنك مرحلة الإقطاع التي عاشتها المنطقة وأصبحت ممراً سهلاً لكل من أراد أن يكتسب صفة السعودة عبر جازان لعوامل قد تفهمها أنت من خلال الإشارة ولا داعي لذكرها هنا إن كنت تبحث فعلاً عن الماضي !! . لعل زمن مقالتك اليوم عن أبناء جازان غير متناسب مع مكان التواجد في مملكة الإنسانية في عهد عبد الله بن عبد العزيز ولعله قد غاب عن ذهنك أيضاً المبدعين من سلة غذاء المملكة والمنتشرين في كل بقعة من هذا الوطن وبالتالي خلطت بين الغث والسمين وجعلت من الخاص عاماً . ثم إن ما يعانيه أبناء جازان من نظرة يشوبها الافتقار إلى المعلومة الحقيقية عنهم هو ما يراه الناس من تصرفات تصدر من بعض المحسوبين على الأرض والذين تم تمريرهم نتيجة لظروف مرحلة مرت وبالتالي فإن مثل هؤلاء هم من وصل أولاً إلى خارج نطاق جازان الإقليمي . وعندما وصل المبدعون كالبروفيسور الحازمي المتواجد بجامعة الملك سعود والوزير علاقي وغيرهما الكثير من مثقفي المنطقة تغيرت النظرة إلى أن وصلت إلى ما نحن عليه اليوم من تفتح فكري على مستوى الوطن كافة جعل منا وطناً واحداً . من خلال تواجدي لما يقرب من العقد من الزمن هنا في عاصمة الوطن لم أجد شيئاً مما ذكرت ، وإن وُجد فإنه لا يتعدى ميدان المرح وداخل حدود الأدب المسموح به . وعندما ننبش صفحات الماضي ونجعل أنفسنا أسرى لها فإننا سنفقد المستقبل يا خيرات . فما تتحدث عنه اليوم لا يتعدى أن يكون شيئاً من ذكريات الأمس فقد تغيرت المعالم وأصبح الوطن ملك للجميع ولا توجد حدوداً فاصلة بين أبنائه . ثم إن الإحساس بالنقص الذي أشرت إليه لا يميز مجتمعاً عن آخر أو أنه حصريٌ على مجتمعات بأكملها بل هو سلوك شخصي يلجأ إليه من لا يشعر بالأمان النفسي وهو سلوك فطري داخل كل فرد منا وعندما يستفحل فإنه يتحول إلى عقدة تجعل من الفرد مصدراً لبث السموم وتحطيم الآخرين . لعل ما أثار حفيظتك هو عرض الاتصالات المجاني وتداول كمية من الرسائل التي لم يسلم منها شبر من أرض الوطن من التنكيت والاستهزاء وهذه عادة مقيتة نتمتع بها هنا في وطننا المعطاء وبالتالي فإنني أطمئنك أن هذا العرض قد انتهى وبالتالي فإننا سنعود إلى الوضع الطبيعي وستعود مياه الوطن إلى مجراها الآمن . وختاماً فإنني عندما وجهت الخطاب إليك فإنني أقصد فكرك فقط وليس شخصك ، فلا نريد أن نعيد مناظرات الفرزدق وجرير الشخصية ونيل كل فرد من الآخر بل نريد فكراً ينتقل بنا إلى ميدان أفضل . ولتعلم بأنك رائع في طرحك وفكرك ولكن لماذا لا تجعل من الليمون شراباً حلواً ؟!! صالح القيسي الرياض [email protected]