نهاية الأسبوع الماضي كنت متواجداً بمنطقة جازان بعد غياب استمر لسبعة أشهر . فقد خرجت منها بعد اندلاع الشرارة الأولى للحرب على الحوثيين لظروف العمل واستكمال الدراسة في عاصمة الوطن . كانت خطة الطوارئ في بداية الحرب تقتضي تطهير المنطقة من تواجد أي عنصر متسلل أو مجهول وقد كان النجاح باهراً لتحقيق هذا الهدف ولكن الذي ساعد بشكل رئيس هو خوف المتسلل من الدخول حفاظاً على سلامته وليس لجاهزيتنا للحد من ذلك فقد لمست خلال تلك اليومين التي قضيتها هناك تواجداً للمجهول أكثر من ذي قبل . الشىء الوحيد الذي ما زال مستمراً منذ انطلاق الحرب وإلى يومنا هذا هو استمرار النازحين بالتواجد خارج حدود منطقتهم على أمل أن يعودوا قريباً ولكن طال الانتظار وأصبح الوقت بمسطرتهم الزمنية ليالٍ في ذات الوقت الذي يعتبره غيرهم ثواني . لقد عاد الجنود البواسل إلى مقر أعمالهم واحتفلوا بملحمة النصر الخالد وظل ابن الحرث مسثنىً من قائمة الاحتفال وتحول الإخلاء إلى إجلاء يدفع فاتورته الإنسان البسيط . من المقرر أن يقوم أبناء الحرث وبحسب ما يتم الترويج له عبر مختلف وسائط التواصل بالتجمع يوم 2 / 8 / 1431 ه بجوار العين ذات الماء الحار كحرارة شوقهم للالتقاء على أرضهم ورقص المعشى احتفالاً كما يقولون ولكنني أجد في ذلك نوعاً من المغامرة التي قد تندرج تحت بنود العصيان المدني . ويبدو أن الذي دفعهم لاتخاذ هذه الخطوة هو شعورهم بأنهم أصبحوا من مواطني الدرجة الثانية بعد سلسلة من التعاملات التي تقوم بها بعض الجهات اتجاههم . أعتقد أن الحل يكمن في ضمان عودة هؤلاء إلى منازلهم خاصة تلك المنازل البعيدة عن منطقة المناورة لا سيما بعد أن وضعت الحرب أوزارها مع الإبقاء على عزل القرى القريبة جداً من الحدود لتظل تحت وضع المراقبة التامة . مساء البارحة تحدث معي أحد أبناء الحرث قائلاً متعجباً مستفهماً لم يعد هناك إلا سؤالاً واحداً أتعب الكبار وأقلق الصغار هو متى سنعود ؟ صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]