افتتح معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ صباح اليوم الاثنين أعمال ملتقى التعليم المستمر الأول، الذي نظمته وكالة التعليم الموازي، بالتعاون مع إدارة تعليم صبيا والشراكة مع جامعة الملك سعود، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والأهلية، كاليونسكو واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وجامعة الأميرة نورة وجامعة الطائف وجامعة تبوك والمكتبة الرقمية، إضافة لإدارات التعليم في المملكة . وقال وزير التعليم في كلمة له بمناسبة انطلاق أعمال الملتقى : "عندما أرسى مؤسس هذا الصرح العظيم –رحمه الله- دعائم الملك أدرك بثاقب حنكته وبعد نظرته أنه لا وطن بلا حضارة ولا حضارة بلا علم؛ فجعل التعليم ركيزة من ركائز هذه الدولة التي بدأت في نشر العلم رغم صعوبة التضاريس الجغرافية والمعوقات الأنثروبولوجية واتساع رقعة الوطن العظيم". وأشار آل الشيخ إلى أن سياسة التعليم في المملكة نصت على أن نشره وتيسيره في المراحل المختلفة واجب على الدولة، كما نصت على ربط التعليم في جميع المراحل بخطة التنمية العامة للدولة، وأنْ تهتم بمكافحة الأمية وتعليم الكبار وتدعم هذا النوع من التعليم فنيا وماليا وإداريا؛ وذلك تحقيقا لرفع مستوى الأمة وتعميم الثقافة بين أفرادها . ونوه آل الشيخ بالجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة لاجتثاث الأمية من أفراد المجتمع ذكورا وإناثا مواطنين ومقيمين، عندما توسعت في نشر التعليم في الصحاري المقفرة والجبال الشاهقة، مستمدة هذا النهج من تعاليم ديننا الحنيف، واستشعارا لدورها الريادي لقيادة الأمة إلى الرقي والازدهار وتحقيق الرفاه للفرد والمجتمع بأطيافه وأصنافه المختلفة . واستطرد :" حين استشرف وطننا العظيم مستقبله المشرق برؤية المملكة 2030 بدعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ونظرة ثاقبة من ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أدرك الناس قاطبة ضرورة الاهتمام بتعليم الفرد وتنمية مداركه لكونه عنصرا مهما لتحقيق هذه الرؤية. ولا أدل على ذلك من التركيز على مخرجات التعليم ونواتجه النهائية متطلبا رئيسا ضمن مدخلات هذه الرؤية " . وأشاد وزير التعليم بمستوى التعليم عموما والتعليم المستمر خصوصا وتجويد مخرجاته من خلال صياغة أهداف الملتقى وما سينبثق عنه من جلسات علمية، وورش تدريبية، وكافة برامجه المتنوعة التي جاءت منصبة على التخطيط والاستمرارية والاستدامة والتحسين والتطوير واستعراض التجارب الدولية والمبادرات الرائدة دوليا ومحليا في هذا الميدان . إلى ذلك أكدت وكيل وزارة التعليم للتعليم الموازي د. هيا العواد على أهمية مواجهة التحديات التي تواجه مدارس التعليم المستمر واقتراح الإجراءات المناسبة لعلاجها وتحسين مخرجات التعليم الأساسية، إضافةً إلى التعريف بدور مشروع العقد العربي لمحو الأمية في المسارعة بالقضاء على الأمية ومنع ظهورها. وقالت العواد :" إن الملتقى يستهدف العاملين والعاملات في مجال التعليم المستمر والمهتمين به، وذلك بهدف إبراز جهود المملكة في محاربة الأمية والقضاء عليها خلال السنوات الماضية، والتعرف على أفضل الممارسات المحلية والعربية والدولية في مجال التعليم المستمر، وإيضاح دور التعليم في زيادة فرص العمل للنساء والرجال على حد سواء، ونشر ثقافة التعليم المستمر باعتباره رافداً مهماً لتحسين جودة التعليم والحياة، وتعزيز الشراكة المجتمعية في دعم مشاريع وبرامج التعليم المستمر " . ونوهت د هيا العواد بجهود المملكة ممثلة في وزارة التعليم وبما حققته من قفزات كبيرة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، ونجاحها في خفض نسبة الأمية خلال سنوات وجيزة، مؤكدة أن هذا الإنجاز لم ولن يتحقق لولا الدعم الكبير الذي تتلقاه الوزارة من لدن ولاة الأمر رعاهم الله حيث يولون هذا المشروع اهتماماً بالغاً لمواجهة مشكلة الأمية منذ انطلاقة مسيرة تعليم الكبار بشكلها النظامي في المملكة منذ عام 1374ه . كما أوضح مدير تعليم صبيا ضيف الله بن علي الحازمي أن المملكة كيان متناغم مع العالم في كل المشتركات الإنسانية التي من شأنها رفع قيمة الحياة وجودتها، وتحسين فرص الإنسان للعيش الكريم الواعي، حيث يأتي هذا الملتقى ليؤكد في كل تفاصيله أنها تعمل للمستقبل وفق رؤيتها الطموحة 2030، لترصد كل المتغيرات العالمية لتنمية الإنسان تعليميا وثقافيا، وتضع كل الخطط لتحقيق ذلك . يشار إلى أن الملتقى ضم أكثر من 12 ورقة عمل يقدمها عدد من الأكاديميين والمختصين والمختصات، إضافة لعقد 4 ورش تخصصية وحلقتي نقاش، كما يقام على هامش الملتقى برنامج تدريبي ومعرض مصاحب يضم أكثر من 15 جناحا.