في وقت ينشغل فيه كل محبي كرة القدم بمتابعة مباريات كأس العالم، تعمل الفرق السعودية على الإعداد بكل هدوء وبعيداً عن الضغوطات الجماهيرية والإعلامية قبل بداية موسم جديد ومختلف لعوامل عدة أهمها تحول مسابقة الدوري إلى دوري للنجوم وسط دعم غير مسبوق من قبل هيئة الرياضة لتعزيز منتج كرة القدم السعودية. والمتتبع لتحركات صناع القرار في الفرق السعودية يلحظ أن الاستعدادات تتم على أعلى المستويات من حيث نوعية التعاقدات وثقل الأسماء المنتدبة إن على مستوى المدربين أو حتى اللاعبين الأجانب، ما ينبئ بظهور موسم كروي مثير بالتزامن مع تعافي بعض الأضلاع المهمة مثل النصر والاتحاد بفضل دعم هيئة الرياضة ورئيسها تركي آل الشيخ الذي سجل العديد من المواقف الاستثنائية مع الأندية كافة. المنافسة ستكون على أشدها فالاتحاد مثلاً بقيادة رئيسه نواف المقيرن يرمي بكل ثقله عبر استقطابات مهمة ستكون عاملاً مهماً في عودة «العميد» إلى سابق عهده وعنفوانه، في حين يبدو النصر أقوى من ذي قبل على الأصعدة كافة، فالجانب المالي يشهد تحسناً كبيراً بفضل الدعم والضخ المالي في المرحلة الحالية علاوة على التعاقدات الجيدة مع عناصر أجنبية، والأمر ذاته ينسحب على الأهلي الذي يشهد مرحلة تجديد من الناحية العناصرية. أما حامل اللقب الهلال، فعلى الرغم من حسم ملف المدرب إلا أن الترقب لا يزال سيد الموقف من حيث قيمة العناصر الأجنبية التي ستدعم الفريق في موسم ينتظر فيه محبو «الزعيم» وجود فريقهم بقوة في مختلف الجبهات، والأمر ذاته ينطبق على كل الفرق التي تحصلت على دعم كبير من قبل هيئة الرياضة من خلال تكفلها بمعظم التعاقدات الأجنبية وإنهاء العديد من الالتزامات المالية. هذا الأمر يعني أن الكرة باتت في مرمى المسؤولين عن القرارات المتعلقة بالتعاقدات وقدرتهم على تسخير واستغلال هذه الفرصة التاريخية بتسجيل منجزات جديدة، وأعني هنا تلك الفرق التي لم تكن من تلك المنافِسة على الألقاب في ظل تساوي الفرص وانعدام الفوارق المالية بين أضلاع الدوري إلى حد كبير. لا عذر للأندية أمام الجماهير والإعلام وحتى أمام هيئة الرياضة إن لم تنجح في التعامل مع هذه الظروف والفرصة الذهبية لتقديم فرقها بطريقة تتوافق مع طموحات الجماهير والمؤسسة الرياضية في ظل الإرادة القوية من أجل خلق منتج كروي يضع الدوري السعودي ضمن أهم عشر مسابقات دوري في العالم.