يصبح سلوك الطفل الذي يعاقب بالضرب عندما يكون في الثالثة من العمر أكثر عدائية عند بلوغه الخامسة من العمر، بغض النظر عن ميوله العدائية الأساسية قبل هذه الفترة. وقالت الباحثة كاترين تايلور، وهي أستاذة مساعدة في كلية الصحة العامة والطب الاستوائي والعلوم الصحية في جامعة تولاين في نيوأورليانز" ندرك جميعاً أن الأطفال بحاجة إلى التوجيه والانضباط، لكن على الآباء التركيز على أشكال الانضباط الايجابية التي تتجنب الضرب". ويحذر اختصاصيون في تربية الأطفال من المحاذير التي يمكن أن يسببها ضرب أو صفع الطفل على نفسيته وسلوكه العام. وشاطرت رئيسة الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب ومركز العلوم الصحية في جامعة تكساس الدكتورة كاثرين جي. كوتريا رأي تايلور بالقول" تركز الدراسة على مدى أهمية تربية الأطفال بشكل إيجابي وفعّال وكسر دوامة العنف والقدرة على خفض المستوى العام للعنف في مجتمعنا". وربطت دراسات سابقة بين ضرب الأطفال وتنامي الشعور بالعدائية بينهم، ولكن أياً منها لم يشر إلى العوامل الكثيرة التي تؤثر على سلوكيات الأطفال وعدائيتهم كهذه الدراسة التي نشرتها مؤخراً دورية " طب الأطفال". وتعارض الكثير من المنظمات ومن بينها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ضرب الأطفال، وسط تقديرات تشير إلى أن ما بين 35% و 90% من الآباء الأميركيين لا يزالون يتبعون هذه الطريقة لتأديب أطفالهم. وردت حوالي 2500 من الأمهات الأميركيات على أسئلة من بينها واحد عن عدد المرات التي ضربن فيها أطفالهن البالغين ثلاث سنوات من العمر قبل شهر من البدء بالدراسة وعن مستوى عدائيتهم وما إذا كن يعانين من الكآبة ويشربن الكحول ويمارسن العنف ضد بعض أعضاء العائلة الآخرين. وقالت حوالي نصف هؤلاء الأمهات إنهن لم يضربن أطفالهن في الشهر الذي سبق الدراسة و27.9% منهن اعترفن بضربهم مرة أو مرتين و26.5% قلن إنهن فعلن ذلك أكثر من مرة خلال تلك الفترة. وتبين أن الاطفال في الثالثة من العمر الذين ضربوا تعرضوا للضرب زادت عدائيتهم بنسبة 50% عند بلوغهم الخامسة من العمر. وقالت تايلور "إننا نعرف أن الأطفال يتعلمون أشياء كثيرة من آبائهم ولذا إذا تعرض طفل للضرب لأي سبب كان فإن الأم تقول له إن الضرب أو التصرف بشكل عدائي أمر مقبول".