أصبحنا في زمن غريب يجمعنا سقف واحد وتفرقنا حدود كثيرة حدود معنوية حدتنا من التواصل مع بعضنا وفقدنا روح الانتماء للأسرة الواحدة فلم يعد ما أهمك أهمني وما أشغلك اشغلني ،فلا شك إن تمدن هذا الزمان وانتشار التكنولوجيا بشكل مهول له دور في صناعة هذه الحدود إلا أن هنالك عوامل أخرى ساهمت في وضعها وفي بعد أفراد الأسرة بعضهم عن بعض منها : العلاقة السيئة بين الوالدين وشجارهما الدائم وماله من آثار وخيمة في نفسية الأبناء والأسرة ككل وكذلك كأن يكون احد الوالدين قدوة سيئة لابناءه فلا يرشدهم ولا يوجههم أو سوء معاملة الوالدين للأبناء أو جهل و قلة الثقافة لدى الوالدين فيما يخص كيفية إقامة أسرة ناجحة سليمة من جميع النواحي أو انشغال احد الوالدين الدائم بالعمل أو ما شابه مما يؤدي إلى ضعف الرقابة الأسرية والتي تعد من أهم أنواع الرقابة الاجتماعية فان غاب النقد والتوجيه أصبح من السهل على أفراد الأسرة الانحراف فقد ذكرت إحدى الدراسات التي أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر إن الأسر المفككة ترتفع فيها نسبة جرائم العنف الأسري ومن أهم اثار التفكك الأسري غياب جو المودة والرحمة والدفء الاجتماعي واضطراب الصحة النفسية للأسرة كما يؤثر على التقاليد والقيم والتربية والثقافة فالأسرة هي الملاذ والأمان في عالم لا قلب له . الكاتبة امل عيد - طالبة ماجستير ادارة وتخطيط تربوي -جامعة تبوك