يعدّ استخدام "الإنترنت" والتقنية من الأمور التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع، حتى أصبحت شيئاً أساسياً يتواجد معهم في كل مكان، من خلال توفر الأجهزة الحديثة المتضمنة لبرامج تُسهل الدخول إلى عالم "الشبكة العنكبوتية". وهناك الكثير من المخاطر لجلوس الطفل طيلة الوقت أمام شاشات التلفاز أو المواقع الالكترونية من دون رقابة، إذ قد يشاهد مقاطع لا يفهمها ولا يعي معناها في بداية الأمر، ومع التكرار تكون لها آثار تنعكس على شخصيته. وتتساهل بعض الأسر في تقديم الأجهزة الإلكترونية المتنوعة لأطفالهم؛ مما خلق فيهم شغفاً بالبحث والتمحيص عن كل جديد وكل ما هو مثير، وأصبحوا يتنافسون على الدخول إلى عدد من المواقع والصفحات المتنوعة، جراء ما يمتلكونه من أجهزة تخولهم إلى فعل ذلك، من دون مراقبة أو سؤال، حتى إنّ بعض الأطفال أصبحوا متمرسين في البحث واستخدام التقنية. وتجذب المؤثرات السلبية ذهن الطفل، وتجعل فكره ينحصر في السلوكيات السلبية، التي باستطاعة المجتمع والأسرة والمدرسة تغييرها للوجهة الصحيحة والسليمة، من خلال تضافر جهودهم، عن طريق التحفيز والتعليم وغرس الثقة فيهم. أطفال اليوم لا يستغنون عن الأجهزة المحمولة نسبة كبيرة وقال "د.عبدالرحمن بن سليمان النملة" -أستاذ علم النفس المساعد وعميد البرامج التحضيرية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية-: إنّ (40%) من المجتمع العربي هم من الشريحة العمرية أقل من (14) سنة -وفقاً للدراسات والاحصاءات الصادرة عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي-، أي أنّ ما يزيد عن ثلث المجتمعات العربية هم من شريحة الأطفال، مشيراً إلى أنّ هذه الشريحة تتعرض وتتأثر من التقدم العلمي والتقني والتغييرات المتلاحقة والانفتاح على العالم الخارجي. وضع الأجهزة في مكان مكشوف للجميع يُسهِّل متابعة الصغار استجابة الطفل وأوضح أن"حجم الاستجابة عند الطفل يكون في أعلى معدلاته في مراحل العمر الأولية، والذاكرة تظل تحتفظ بهذه المشاهد والصور ولا تفقدها بسهولة، ثم تظهر هذه الصور والمشاهد لتنعكس على نظرته للحياة وتصوره لكثير من الأمور والأشياء من حوله، وتظل آثارها غائرة في نفسه في كل مراحل حياته، ولأنّ بعض هذه المشاهد والصور تكون غير مفهومة بالنسبة للطفل؛ فإنّ ذلك يولِّد لديه شعوراً بالخوف المتكرر والدائم، وأحياناً ينزع منه الأمان الذي يستحق أن يتمتع به في هذه المرحلة البريئة، بل يمتد الأثر ليولِّد شعوراً بالازدواجية في الشخصية، بين ما هو متشبع برؤيته ومشاهدته يومياً من مشاهد، وبين ما يجب أن يظهر به أمام أبويه وإخوته ومعلميه؛ مما يجعل الطفل عرضةً لمشكلات نفسية متكررة، والتي قد تؤسس داخله لصفات سلبية كالحقد والكراهية والعدوانية، وإلى قبول العنف كوسيلة استجابة تلقائية لمواجهة بعض المواقف والصراعات". تعلُّق الصغير بالأجهزة في سن مُبكرة يجعله لا يستغني عنها مُستقبلاً اضطراب وتشوه وأشار إلى أن هذه المشاهد والصور قد تحدث لديه اضطراباً وتشوهاً في نظرته لعلاقات الأشياء والأشخاص؛ مما يؤدي إلى تصدع في نسق القيم في عقول أطفالنا، من خلال المفاهيم المغلوطة والصور الذهنية المتعمدة، ومن الضروري وضع مناهج تعليمية أو إضافة محتويات علمية لمناهجنا، لمساعدة الأطفال على فهم مخاطر ما يتعرضون له من صور ومشاهد ورسائل موجهة، وما تحمله من صور وعبارات تتنافى مع تعاليم ديننا وعاداتنا وثقافتنا. د.عبدالرحمن النملة اهتزاز القيم وذكر أنّ الجميع يتعرضون للاستقطابات الإعلامية والتكنولوجية، وكم هائل من التهديدات والتأثيرات، الأمر الذي أدى إلى تغير في سلوك هذه الشريحة، ومن ثم انعكس على مقومات تماسك الأسرة العربية، واهتزاز قيمها، لافتاً إلى أنّ البالغين يستطيعون التمييز بين ما هو نافع وغيره، من خلال التفكير والنقد ومدى توافق هذه المواد مع منظومة القيم والاتجاهات والمعتقدات لديهم، ويستخدمونها لإحداث نوع من الفلترة لكل ما يتعرضون له من مواد إعلامية أو معلوماتية أو مشاهد وصور، وهذه الخاصية التي يمتلكها البالغون لم تتشكل ملامحها بعد لدى الأطفال بحكم طبيعة المرحلة العمرية، فيكونوا بيئة مواتية لإحداث التأثير المطلوب، وأكثر استجابة لهذا التأثير عن غيرهم من الفئات العمرية الأخرى. رسائل إيجابية وشدّد أنه من المهم تشجيع الأطفال على إنتاج رسائل إعلامية إيجابية وهادفة بأنفسهم، ويمكن تدريبهم على ذلك من خلال ورش عمل متخصصة، توضع لها من الضوابط والأطر التي تتسق مع تعاليم ديننا وقيمنا، وقد يكون من الأفضل أن تكون هذه الورش نواة لمشروعات جماعية للأطفال، يتبنون فيها بعض القيم والسلوكيات الإيجابية، ويحولونها بأنفسهم إلى رسائل إعلامية، إلى جانب حثهم على نقلها إلى الأطفال الآخرين عبر المواقع المختلفة التي تستضيف هذه الرسائل، فيتحول الطفل بذلك من مستقبِل لرسالة سلبية إلى مُرسِل لرسالة إيجابية تعبر عنه وعن أفكاره. دور الوالدين وأكد على ضرورة وضع الوالدين مجموعة من الضوابط بصورة مقنعة لأبنائهم، من خلال تنمية الوعي لديهم بمخاطر الدخول على مواقع أو منتديات أو قنوات فضائية، لما تحمله من محتوى يخالف تعاليم ديننا الحنيف، مع ضرورة توعيتهم بعدم الكشف عن المعلومات الشخصية أو تبادل البيانات والصور مع الأشخاص، وبيان المخاطر التي يمكن أن تترتب على ذلك، إلى جانب وضع أجهزة الحاسب والتلفزيون في أماكن عامة داخل المنزل يسهل المرور عليها، وتفقدها بين الوقت والآخر. مسؤولية عامة ونصح بأن يتحمل الجميع مسؤوليته، سواء المجتمع المحلي أو المؤسسات الاجتماعية، من خلال إيجاد مبادرات ومشروعات تتبنى التربية الأسرية على وسائل الإعلام الحديثة، مطالباً الإعلاميين بإدراك حقيقة أنّهم جزء من هذه المجتمعات، وعليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم الاجتماعية في تشكيل عقل ووجدان الأطفال، الذين هم مستقبل الأمة الذي نتطلع إليه، إلى جانب ضرورة سن القوانين المنظمة للمواد الإعلامية في الإنترنت ولمحتواها؛ لحماية الأطفال من الآثار السلبية المحتملة عند دخولهم لبعض المواقع في الشبكة العالمية. * توعية الطفل تأتي قبل المراقبة! د.آل رشود: الصغير يمتلك مفاتيح الدخول إلى المواقع بكل سهولة شدّد "د. سعود بن عبدالعزيز آل رشود" -عميد معهد الأمير سلمان للتدريب والاستشارات الاجتماعية وأستاذ علم الجريمة المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- على ضرورة إيجاد وسائل فاعلة لضبط استخدام الطفل للإنترنت، والحد من خطورته، خاصةً إذا كان لديه شغف وتعلق بالإنترنت وما يحتويه من مقاطع وصور خطيرة تجاوزت مقص الرقيب، لافتاً إلى أنّ أفضل طريقة بعد المراقبة هي الحرص على توعيته وتعليمه بمخاطر الانترنت، وتوفير الطرق الآمنة لاستخدامه، مؤكّداً على ضرورة وعي الأسر بمخاطر الإنترنت؛ مما يتطلب من الوالدين التعرف على كيفية استخدامه، ليكونوا قادرين على فرض القيود والضوابط. وأضاف أنّ التربية أصبحت في الوقت الحاضر أصعب وأعقد مما كانت عليه في السابق، خاصةً بعد التطور الهائل الذي يشهده العالم بأسره، مبيّناً أنّ الصعوبة تكمن في توفر قنوات الاتصال بيسر وسهولة، حيث أصبح الطفل في كثير من الأحيان يستطيع الدخول إلى شبكة الانترنت وتصفح المواقع من خلال البيت أو المدرسة دون رقيب. د. سعود آل رشود وقال انّ الطفل في عصر العولمة يختلف عنه في الماضي، فهو يولد ومن حوله يستخدمون الإنترنت، من خلال جهاز الحاسوب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، بل أضحى يمتلك المحمول الخاص به، حتى صار شيئاً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه، وفي كثير من الأحيان ترضخ الأسرة لطلباته الملحة للحصول على هذه الأجهزة، إضافةً إلى أن بعض الأسر تبادر إلى تقديمها له دون أن يطلبها؛ ظنّا منهم أنّ ذلك هو السلوك السوي. وأوضح أنّ ظهور العديد من المشاكل يعود إلى جهل الأسرة بالتقنيات الحديثة، بحيث لا يستطيعون متابعة طفلهم في هذا المجال، وهذا يجعل الطفل يتفوق على والديه، بل يسبقهم بمراحل، وإن لم تحرص الأسرة في البداية على ضبط استخدام الطفل للانترنت، فإنّ منعه لاحقاً -خاصة بعد التعود عليه- يؤدي إلى العصيان وظهور نوبات غضب وعنف ضد الأسرة؛ مما يجعله يبحث عن طرق للتحايل على أسرته لاستخدام الانترنت، وممارسة هواياته التي تعود عليها. وأشار إلى أنّ هناك خطوات وارشادات تربوية يمكن للأسرة اتباعها لوقاية طفلها من الوقوع في تلك المخاطر، من خلال قضاء الوالدين أو أحدهم مع الطفل عند استخدام الإنترنت، إلى جانب وضع الكمبيوتر في مكان مكشوف، حتى يسهل لجميع أفراد الأسرة رؤيته، وتحديد ساعات للاستخدام؛ لأن هذا سيحمي الطفل من الإدمان، وينشأ ولديه قدرة على التحكم في سلوكه تجاه استخدام التقنية، مشدداً على ضرورة عدم الاستسلام للروتين، ومحاولة تغيير العادات التي تعوّد عليها الطفل بين الحين والآخر، وذلك بتوفير أنشطة أخرى محببة لديه تجعله يتنازل عن الوقت المخصص لاستخدام الانترنت. وأضاف أنّه من الضروري تشجيع الطفل على ممارسة بعض الهوايات، وتنمية علاقاته الاجتماعية، وتشجيعه على تكوين صداقات، وتنشئته من خلال توفر الوعي الديني اللازم لزرع الرقابة الذاتية لديه، وفي حال عدم إلمام الأسرة باستخدام الانترنت فيمكن للوالدين أو أحدهما الطلب من الطفل تعليمهم عن كيفية استخدامه، والتعرف على المواقع التي يزورها، وهذا سيجعل الطفل وبطريق غير مباشر يكشف الكثير من المواقع التي يشاهدها، وفي الوقت نفسه يتعرفون على ميول طفلهم عند استخدامه للإنترنت. وأشار إلى أنّ هناك آثارا يجنيها الطفل من المشاهد والمقاطع التي تُعرض في الانترنت، من خلال رسوخها في ذهنه، حيث أثبتت الدراسات أنّ الطفل الذي يشاهد الصور والأفلام التي تروج للعنف أو يمارس الألعاب العنيفة يكون سلوكه أكثر عدوانية، إلى جانب عدم الاستقرار النفسي والفكري، فمدمن استخدام الإنترنت يعاني عند التوقف عن الاستخدام من أعراض كثيرة أهمها الاكتئاب والقلق وسوء المزاج، ومن الآثار السلبية أيضاً العزلة الاجتماعية، وبداية ظهور المشاكل الأسرية والدراسية والاجتماعية، ومن خلال تلك الآثار تتشكل شخصية سلبية معرضة لأن تتجه إلى أمور لا تحمد عقباها، منوهاً بأن الطفل إذا تعود على المشاهد السلبية يبدأ بالتأثير على غيره والبحث عن أمثالها، وستعاني الأسرة والمجتمع من آثار تلك السلوكيات مستقبلاً. أطفال اليوم أكثر خبرة بالتقنيات من ذويهم * صعوبة تخلص «ذهن الطفل» من بعض المقاطع! د.القاضي: لها تبعات سلبية على نفسية الابن وعلاقاته الاجتماعية بيّن "د.خالد بن سعد القاضي" -دكتوراه في الصحة النفسية للطفل- أنّ بعض المقاطع تعلق بذهن الطفل، حيث يشاهدها عن طريق المواقع الالكترونية أو الإعلام، ومن الصعب أن يتخلص منها، معتبراً أنّ هذه المقاطع تُعد من أشكال الإساءة للطفولة، حيث إنّ بعض برامج الترفيه والمجلات الهزلية تحشو مخيلته وتشغل فكره، فلا تدع له مجالاً لاستيعاب المعلومات التي يتلقاها في المدرسة؛ مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى كراهية الطفل للمدرسة والكتاب، لشعوره بقصورهما وعجزهما عن جذبه كما تجذبه تلك الوسائل. وقال: "تعرض الطفل لذلك له آثار نفسية وجسدية وأكاديمية، بالإضافة إلى تبعات خاصة بالعلاقات الاجتماعية والمدركات الذاتية، فالتعرض لتلك المقاطع يؤدي إلى ظهور العديد من المشكلات منها المشكلات النفسية كارتفاع مستوى القلق والشعور بالذنب والمخاوف المرضية الحادة، وكذلك العزلة الاجتماعية واضطراب في الشعور بالهوية، إضافةً إلى كراهية الذات والعدائية، ونمو المعارف المشوهة، إلى جانب الشكاوى الجسدية كاضطرابات الأكل والشكاوى النفسية كالصداع وآلام المعدة والتبول اللاإرادي والكوابيس الشديدة المتكررة، ولا أنسى المشكلات السلوكية كاضطراب العلاقات الاجتماعية مع الأقران، والشجار الدائم، والسلوكيات غير المرغوبة، والانسحاب من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وسوء التوافق المدرسي، وزيادة العدوان الصفي". وأضاف أنّ الأطفال الذين يتعرضون لتلك المقاطع يظهرون انخفاضاً في مستوى الوظائف العقلية والتحصيل، وضعفاً في التوجه نحو الأهداف التربوية والمهنية في المستقبل، مبيّناً أنّ بعض ما يُقدم في وسائل الإعلام يؤدي إلى إعاقة النمو المعرفي للطفل، فالمعرفة الطبيعية هي أن يتحرك طالبها مستخدماً حواسه ليبحث ويجرب، ولكن معظم تلك الوسائل يقدم المعرفة للطفل دون اختيار ولا حركة. وأشار إلى أنّ المواد التي تقدمها تلك الوسائل مهما كانت بريئة في ظاهرها، إلاّ أنّها لا تخلو من التحيز للثقافة الغربية، فقصص "توم وجيري" تبدو بريئة ولكنها تحوي دائماً صراعاً بين الذكاء والغباء، أمّا الخير والشر فلا مكان لهما، وهذا انعكاس لمنظومة قيمية كاملة وراء المنتج، مبيّناً أنّ الرسوم المتحركة في أكثر الأحيان تروج للعبثية، وغياب الهدف من وراء الحركة والسلوك، والسعي للوصول للفوز والغلبة بكل طريقة؛ لأنّ الغاية تبرر الوسيلة، كما تعمل على تحريف القدوة، عبر تقليد الأطفال "بات مان" و"سبايدر مان" وغيرهم من الشخصيات الوهمية التي لا وجود لها. وشدد على أنّ العنف المقدم في تلك الوسائل يولّد مشاعر الخوف والقلق، لدى الأطفال، خاصةً الصغار؛ لأنّهم لا يستطيعون التفريق بسهولة بين ما هو واقعي، وما هو خيالي، فمشاهد العنف في برامج الإعلام ووسائله المختلفة تبدو حقيقة بالنسبة للأطفال، لهذا تؤدي تلك المشاهد إلى زيادة العدوانية والسلوك المضاد للمجتمع، وتجريدهم من الإحساس، ومما يزيد من حدة المشكلة أنّ تلك الوسائل غالباً لا تنجح في إظهار الآثار المترتبة على مشاهد العنف، كما أنّ كثافة تلك المشاهد تؤدي إلى طمس الإحساس الانساني بآلام الآخرين لدى الطفل، أو على الأقل تؤدي إلى إضعافه. تعلق الطفل بالرسوم المتحركة قد تشغله مستقبلاً عن الدراسة *امنعوا ظهور «النوافذ المنبثقة» أثناء التصفح د.سارة الخمشي: الرقابة الذاتية أقوى أنواع الحماية رأت "د. سارة صالح عيادة الخمشي" -عضو هيئة التدريس بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن- أنّ الأسس الإستراتيجية لخطط التنمية في المملكة تؤكّد على بناء قاعدة وطنية للعلوم والتقنية، وكذلك التوسع في استخدام تقنية المعلومات "الإنترنت"، إضافةً إلى تطوير قواعد البيانات، وتطوير منظومة العلوم والتقنية، والاهتمام بالمعلوماتية، مبيّنةً أنّ فترة المراهقة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، والتي تتشكل فيها شخصيته وتتبلور لكي يصبح عضواً نافعاً في مجتمعه، وبالتالي هو في حاجة إلى دراسة احتياجاته واستثمار قدراته؛ لتوجيهه ورفع مستوى الوعي لديه. وقالت: هناك مؤشرات تخطيطية لدعم ثقافة استخدام الإنترنت، مثل وضع جهاز الحاسب في مكان يتيح للوالدين الاطلاع على المواقع التي تزورها، مع مراعاة الشروط الصحية عند استخدام الإنترنت، وذلك بتهيئة الظروف الملائمة؛ كالإنارة، ومواصفات الشاشة الآمنة، وكرسي الجلوس، والجلسة الصحية، وقواعد السلامة الوقائية، إلى جانب الاتفاق على مجموعة من القواعد المحددة لاستخدام الإنترنت داخل المنزل وخارجه بعدد ساعات الاستخدام، والمواقع التي يتم الاطلاع عليها، وتحديد الأهداف من استخدام الانترنت وتدوينها؛ حتى لا يضيع الوقت، مع تطبيق الطرق التي تمنع ظهور النوافذ المنبثقة أثناء التصفح، التي تحتوي على روابط لمواقع سلبية. وأضافت أنّه من المهم تنمية الرقابة الذاتية لدى الطفلة؛ باعتبارها أقوى أنواع الرقابة، فالحياء والخوف من الله -عز وجل- هو أقوى وازع وأهم رادع، إلى جانب محاولة استثمار وقت الفراغ بما يفيد، لكي يكون بديلاً عن الساعات التي تقضيها على الانترنت، وتأهيلها لأن تكون زوجةً وأماً في المستقبل، بالإضافة إلى فتح باب الحوار الأسري مع الصغيرة، وبناء جسور من الاتصال وتوثيق العلاقات معها، بحيث لا تكون العلاقة الالكترونية بديلة عن العلاقة الأسرية. وأشارت إلى دور المدرسة في إعداد برامج توعية للطالبة على مدار السنة، مثل الندوات، وورش العمل، والمناقشات الجماعية، بحيث تركز على تزويد الفتيات بالمواقع والعناوين المفيدة، وتحذرهن من المواقع المسيئة للدين والخلق، والتي تنشر مفاهيم العنصرية والكراهية، إلى جانب إنشاء مواقع تربوية وتعليمية توجه في مرحلة المراهقة، وتعمل على تنمية الوعي ببعض القضايا الايجابية والسلبية المرتبطة باستخدام الإنترنت، والخروج بالمناهج الدراسية عن الخط التقليدي، وتوظيف التقنية في تكليف الطالبات بالواجبات المدرسية والأبحاث العلمية عن طريق الإنترنت. وشددت على أهمية دور مؤسسات المجتمع، وذلك بحجب المواقع المحظورة التي تبث المواد والأفكار الهدامة، مشيرةً إلى أنّ الدول التي تعرض قوانين صارمة في منع تلك المواد تنخفض منها نسبة الجريمة، بالإضافة إلى الاهتمام الإعلامي بالندوات والمؤتمرات، التي تساعد على نشر الوعي، إلى جانب دعوة مراكز التوجيه والإرشاد الأسري لتثقيف الأسرة حول الإنترنت، وآثاره التي تنعكس سلباً على المحيط الأسري، والاجتماعي، والعلمي، مطالبةً بأن يكون هناك إصدار خاص بالأسرة حول الأمان الالكتروني، تنشر فيه ثقافة الاستخدام الأمثل للإنترنت. من المهم تزويد الصغار بالمواقع والعناوين المفيدة