يتناول كتاب "تاريخ الامبراطورية العثمانية" الصادر بالفرنسية عن دار "فايار" في باريس في اشراف المؤرخ روبير مانتران، تاريخ الدولة العثمانية منذ إنشائها على يد عثمان في غرب آسيا الصغرى 1302 حتى نهايتها 1918 - 1923. وقد أسهم في وضعه أحد عشر باحثاً بينهم (...)
المسألة الشرقية وعصر التنظيمات
1774 - 1878
عبارة المسألة الشرقية، على ما هو متعارف عليه بين الباحثين، تعني اشتداد الضغط على الدولة العثمانية إما لانتزاع إمتيازات إضافية أو لاسترجاع أجزاء منها. والدول الأربع التي كانت كل منها تريد أن "تنهش" هذه (...)
وضعت الكتابين لجنةٌ باشراف المهندس الدكتور محمد كمال اسماعيل، وقامت على تحريرهما الدكتورة سلمى سمر الدملوجي.
وُضع هذان الكتابان لمناسبة التوسعة الكبرى التي تمت أخيراً بطلب من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وبإشرافه.
ويتألف كل منهما من (...)
شغل المماليك كرسي الحكم في مصر العاصمة القاهرة وبلاد الشام وأجزاء من آسيا الصغرى، قرنين ونصف القرن ويزيد" وقد كانت لهم مواقف دافعوا فيها عن المنطقة دفاعاً مجيداً ضد التتار أولاً وفي اخرجهم الصليبيين من آخر معاقلهم في بلاد الشام ثانياً. فضلاً عن ذلك (...)
زرت المغرب عشر مرات وكانت اقامتي فيها تطول من اسبوعين الى ثلاثة. ثم قضيت مرة في زيارتين شهراً كاملاً في البلد. كل مرة شهراً كاملاً. ولذلك معرفتي بالتراب المغربي، كما يقول المغاربة والجزائريون، أكبر من معرفتي أي بلد آخر في الشمال الافريقي (...)
ترك المؤرخ نقولا زيادة 1907 - 2006 في مكتبته في بيروت ملفاً كتب عليه:"مقالات للحياة". هذه المقالات غير المنشورة ننشرها هنا تباعاً:
تعود المرة الأولى التي شاهدت فيها البحر الأبيض المتوسط الى عام 1923. كنت يومها طالباً في دار المعلمين في القدس. جاءت (...)
ألكسي بطرس كان موسيقياً بارعاً وفناناً ممتازا، لكنه لم يكتف بأن يكون هو كذلك بل كان مغرماً بنشر الثقافة الفنية بين شباب لبنان ولذلك أنشأ معهداً سماه الألبا. والحروف الأربعة هذه مأخوذة من أول الاسم المكون من أربع كلمات بالفرنسية، ومعناها باللغة (...)
لم يكن ممكناً الانتقال من طرابلس الى تونس برّاً. لكنني وصلت الحدود التونسية في زيارات مختلفة أكثر من مرة. بقيت المسافة الساحلية، أنا أتحدث عن طريق الساحل في شمال أفريقيا، ظل عليّ قطع الطريق من تونس الى الحدود الليبية. هذه توفقت فيها كثيراً. وجدت في (...)
تحدّثت من قبل عن المدارس من حيث هيكليتها، تحدثت عن مدرسة جنين التي تعلمت فيها قبل ذهابي الى دار المعلمين. أريد أن اتحدث الآن عن الأبنية المدرسية. المدرسة الرشيدية في القدس بنيت في أيام السلطان محمد رشاد فكان اسمها الرشادية، بعد الاحتلال سميت (...)
قرأت قبل مدة قصيرة قصيدة لمحمد اسماعيل بعنوان"ظهري انحنى". الى جانب القصيدة المنشورة في مجلة صورة رجل لبناني قروي على الأرجح يلبس السروال العادي ظهره انحنى ولحيته كبيرة لعلها كانت السبب في ثقل جسمه وانحناء ظهره يعتمر طاقية عادية وبيده عصا يعتمد (...)
في سنة 1973 تقاعدت من عملي في الجامعة الأميركية. وكان من المألوف ان يُعطى الاستاذ المتقاعد وساماً تكريمياً. هذه قضية عامة ليس لها قيمة شخصية.
في سنة 1992 وقد بلغت الخامسة والثمانين من عمري أقام لي اصدقائي وأولادي مأدبة عشاء تكريمية في نادي خريجي (...)
لم تكن دراستي الجامعية الأولى في كلية أو جامعة، بل كانت تتماشى مع تعليمي للتاريخ في مدرسة عكا الثانوية. كان المقرر للصف الأول الثانوي السنة الأولى الثانوية دراسة التاريخ القديم مع اهتمام خاص بالشرق الأوسط. كانت الفترة التي تعني القديم في ذلك الوقت (...)
ما أكثر ما كنت أُسأل ولا أزال أُسأل هل نظمت شعراً. وكانت الأجوبة دائماً لا لم أحاول. وعندئذ يأتي السؤال الآخر ولماذا؟ هل لأنك أنت مؤرخ؟ كان جوابي دائماً الشعر لا يرتبط نظمه بالعمل الذي يقوم به المرء. هناك شعراء كبار هم أطباء وتجار ومهندسون وباحثون (...)
كانت "العروة الوثقى" جمعية أدبية فكرية في الجامعة الاميركية في بيروت، الا انه كانت لها صبغة قومية عربية. لا اعرف تماماً متى تأسست، ولكنني كنت اسمع اخبارها وانا ادرس في عكا من زملائي الذين كانوا قد تخرجوا في الجامعة حنا خازن وعلي شعث. فضلاً عن آخرين (...)
في السنوات العشر التي قضيتها في عكا كنتُ أنعم بشكل خاص بصحف الفول. عكا كانت مشهورة في تلك المنطقة بانها تُعد صحن الفول المدمس بطريقة خاصة. كان الفول يوضع في جرار كبيرة وتوضع هذه في المساء في قميّل الحمام، يعني حيث نار الحمام تكون اتّقدت وهدأت، (...)
كان حبيب خوري أستاذ الأدب العربي في دار المعلمين في القدس، لما كنت طالباً فيها 1921 - 1924. كان معجباً بالشعر العربي القديم الى حد انه يكاد يعترف بأن ليس هناك شعر عربي يستحق العناية بعد العصر العباسي. صرفت معه سنتين: صرف الأولى في المعلقات. كان (...)
لو انها تستطيع ان تروي قصتها لكانت دونت مجلداً كبيراً. ولكنها صمّاء بكماء تحتفظ بالامور والاخبار والاحداث والحوادث لنفسها. وقد رأيت ان اقوم بالنيابة عنها بعرض ما تعرفه لا من الاسرار، فتلك امور لا يجوز ان تكشف، ولكن من الحوادث العامة والخاصة.
في مطلع (...)
لو كنتُ من الأدباء الكلاسيكيين لوضعت الشروط التي يجب ان تتوافر في قصة ما كي تسمى ملحمة. ثم آخذ ما جاء عند العرب من أدب وابدأ بتطبيق هذه الشروط على نواحي الأدب المختلفة حتى ينتهي بي المطاف الى ان العرب لم يكتبوا ملحمة. لكنني وأنا من الكتّاب العاديين (...)
خرجنا من الجامعة لنتعرف الى الأشياء أو الى الأماكن التي كان لها تاريخ أو شبه تاريخ في النصف الثاني من القرن العشرين. أولاً في الجهة الشرقية من الشارع كانت هناك صيدلية لشخص لطيف جداً اسمه حسن. انتقل في ما بعد الى صيدلية أكبر في شارع عبدالعزيز (...)
ايران هضبة واسعة، كثيرة الغابات، لكن مجموع ما ينتج فيها من الحبوب لم يكن يكفي لسكانها، فكان لا بد لها من الحصول على هذه من الجيران، في الشرق وفي الغرب، والغرب أقرب. فالعراق هو المطب للهضبة الايرانية. والناس في القديم لم يكونوا يحسبون انه من الممكن (...)
سنة 1947 ذهبت الى انكلترا لمتابعة دراسة الدكتوراه. هذه كانت الطريقة التي ننتقل فيها: أولاً من فلسطين الى بور سعيد بالقطار. من بور سعيد كنا نسافر دائماً في باخرة، الطيران لم يكن يومها مألوفاً. الباخرة التي ركبناها كان اسمها أسكيِنيا وكانت كبيرة. وقد (...)
رستم حيدر البعلبكي الاصل كان من كبار رجال السياسة في النصف الاول من القرن العشرين. وكانت آثاره الكبرى السياسية في رفقته لفيصل اميراً وملكاً على سورية ومفاوضاً في باريس ثم مستشاراً له لمّا اصبح فيصل ملكاً على العراق عام 1921.
كانت صلات هذا الرجل (...)
لم ينس الفرس ان العرب قوضوا سلطانهم لما اجتازوا البلاد في الفتوح العربية الإسلامية الأولى. ومعنى هذا انهم كانوا ينقمون على العرب بسبب ذلك، وكانوا يتحينون الفرص للانتقام.
وكان الفصل الأول من رواية الانتقام شراكتهم الفعلية والقوية في القضاء على الدولة (...)
في الفترة التي قضيناها في جنين 1917 - 1923 كان جيراننا - أم عمر وأبو حامد وأسرته والذين كانوا يعيشون على مقربة منا - جماعة بسيطة. فإذا جاء وقت الطعام - والغالب ان الوقعة الرئيسة كانت وقعة العشاء - وضعت طبلية مدورة، يجلس حولها الآكلون إاما على (...)
لما جئت مدرسة عكا الثانوية سنة 1925 وجدت نجاريان يُدرّس اللغة الإنكليزية. ونجاريان علّمني اللغة الإنكليزية في دار المعلمين في سنة من السنوات فكنا معلماً وتلميذاً وأصبحنا زميلين. نجاريان لم يكن له هم في الدنيا سوى ان يقبض المعاش ويستمتع بحياته ولكنه (...)