يدور السؤال الثقافي المركزي، منذ بداية النهضة، حول معاني التقريب وأفقه وسبله ونجاحاته وفشله. والتقريب تقريبان: تقريب بين العقل اليوناني والنقل وهو وحدات المتأصِّل المكوّن من وحي وحديث ثم تقريب هذا التراث المركب من "المفصول" الغربي الراهن. والمتبصر (...)
ليس صحيحاً أن النظام الحديث الذي يدعي الرسو على الحيدة العلمية لا يبني، كما يظن مثلاً طه عبدالرحمن، لغته السياسية الصناعية على القيم. الا انها قيم لا تتقايس مع القيم القرآنية بل غالباً ما تسعى الى تعطيل فاعليتها مناهضة لأي سلطة متعصبة - وتعطيل هذه (...)
في قراءة لفكر جان فرنسوا ليوتار بدأت الكلمات تأخذ مسارات دائرية متصاعدة في تحاور تأملي في قلب النص. الحداثة التي تنقلب على نفسها تتعين بما بعد الحداثة، انقلاباً يأخذنا مع ليوتار الى نشوة الفلسفة الاولى، في تأمل يتجاوز الانسان و"الاناسة" ليتخلص من (...)
حين تُجمع كلمات أُلقيت في مؤتمر وتنشر في كتاب، تبرز المعادلة التي ترسم حقل التداول وتضبط قنوات التفاعل وتستثمر طاقة اللغة وتطغى على دلالات المداخلات ونوايا المتكلمين. والمعادلة التي يفترض ان يُدعّمها تحرير البحوث التي قدمت في مؤتمر "الفكر السياسي (...)
بعيداً عن الجملة الإيمانية يبدو انموذج لغة الاعجاز كأنموذج لغوي فريد النظام الوحيد القادر على حل معضلة الجمع بين الحكم والحرية، بين أمرية القواعد والحؤول دون بروز مبدأ السيادة السياسية الذي ينيط وضع أصول التشريع بهيئات انسانية تستخدم لغة صناعية (...)
أن نلجأ لفهم التراث العربي الإسلامي الى فصل "التأصيل اللغوي" عن "التأصيل السياسي" السلطوي، يعني أن نستسلم، منذ البداية، لآليات الحجب والإخفاء التي سخرت تأصيل القول لآمرية القوة، جاعلة منها مصدر القول والفعل، وأصلاً لزمن يعطّل لغة الوحي ويرسم التاريخ (...)
لماذا لا ندرس انفسنا فنضطر الى قراءة ما يكتبه الغربيون عنا؟
سؤال طرحه رئيس "تحرير الاجتهاد الزائر لهذا العدد"، وفيما عزا هذا الاضطرار الى التقصير، اعتبر الرئيس المضيف أن "لا علاقة لتقصيرنا الحاصل فعلاً بإقبال الآخرين على الكتابة عنا وإقبالنا على (...)
يردد نظام التراث بصِيَغِهِ الصناعية الراهنة عموماً وفي أنموذج الجابري خصوصاً هذه الصورة الموهومة عن العلم ويستخدمها لتعطيل لغة الإعجاز وتسعير التنازع العقائدي الكلامي الفلسفي ولذلك فهو يكمّل آلية نظام التراث بما هي آلية إقفال لنظام الاستماع نظام (...)
غالباً ما تدعي الكتابة الحديثة التي تُعنى بحقل التداول الاسلامي التاريخي، بأنها تتبوأ نصاب القضاء وتتجاوز نزاع العقائد، على غرار محكمة النقد بصيغتها الكانطية، غير ان ادعاءها هذا لا يأتي الا في سياق توظّفها كأداة تشغيب في خدمة نظام سيادة القوة (...)