أن تكتب غادة السمان كتابا جديدا فالأمر مبهج، وهو يرتقي لمرتبة الحدث الكتابي، إذ إن لهذه الكاتبة قدرة على الإدهاش الدائم، وقدرة على إحداث القلق والحيرة وإيلام المراكز المستقرة. فهي تؤلم، بتحسس الجرح المفتوح، وتكشف ما هو مغطى، وتزيح الستار عما يتسرب (...)
تكتشف وأنت تقرأ رواية (آخذك وأحملك بعيدا) للروائي الإيطالي نيكولو أمانيتي أنك تطيح بكل الأسماء الكبرى في السرد الإيطالي المكرس الذي أصبح من الكلاسيكيات، تشعر بتقدم الفصول أن برقا آخر يلف بيت اللغة ونارا أخرى تحرق خشب الحروف، وأن بلاغة فريدة لا شبيه (...)
يا أنيس الرافعي منذ سنوات طويلة وأنا الغارق في القراءة أنشد ليس إلى عمق الحكايات فليس هناك عندك ما هو عميق بالمعنى المتداول. وليس إلى الحبكة فليس عندك رغبة في شد قارئك المفترض.. أنت تلقي به في ليل النص البارد ونهاره العميق وتقدم له وثائق بصرية لم (...)
(صديقي الآن بعيد جدا. لا أدري أين؟ والإخوة صاروا أكثر بعدا. صار الخوف بلادا). قال لي، وارتد كي يتذكر الأحباب. «ماتوا دون أن يرثوا الحقيقة أو يناموا في ظلال الأقحوان. ماتوا دون أن يمتد في أنساغهم ذهب الرياح وفضة الطوفان. ماتوا على عجل، وها أحلامهم (...)
أليسيا راميراز شاعرة مكسيكية سعدت بالتعرف عليها من فترة، شعرها متوفر بعديد اللغات لكنها لم تترجم للعربية سابقا رغم جودة شعرها وحبها الكبير للغة العربية وصداقتها مع عديد الكتاب من العالم العربي. وما يدهش في هذه الشاعرة هو انفتاحها على آداب العالم إذ (...)
نبيل جميل ليس مجرّد كاتب قصصي، أنّه خزّان قصّ بلا نهاية. بإمكانه أن يحوّل أيّ شيء، مهما كان بسيطا، إلى قصّة. كاتب يحيا قصصه، يحاورها، يتنامى معها، مصغيا إلى عمق الوجود في حيوات أبطاله، الواقعية لديه جسر لتناول استبطاني يتعمّق الواقع ويسبر أغواره، (...)
محمد الشحري من أهم الأصوات السردية في بلده سلطنة عمان، يتحرّك ضمن فضاءات حضاريّة في سرده، لغته حمالة آلام وشاعريته طاغية، ومشروعه طموح، شهادته هذه تكشف عن رؤى عميقة للوجود وعن تمثلات سياسيّة وجمالية شديدة الوضوح، مما يجعلنا نؤكد على أن ما قام به (...)
«الغصن الذهبي»، كتاب لعالم الأنتروبولوجيا الاسكوتلندي جيمس جورج فريزر (1854-1941)، يعدّ أوّل كاتب حديث يتناول موضوع التابوهات بصورة جدّية. وأراؤه لا تزال حية حتى يومنا هذا. والكتاب يعتبر أحد أهمّ الكتب بإطلاق في التاريخ، ليس فقط لما حواه من الأساطير (...)
الحبّ سقط فجأة من عليائه ليترجّل حين خاطبني، تلك هي الحقيقة. قال لي كلاما لم أسمع أفضل منه بمناسبة كتابتي لإحدى مقدّمات ترجماته، لم أكن أعرفه، وبصدق أكثر لم أكن قد قرأت له، إلى أن عرض عليّ الناشر كتاب (أحملك وآخذك بعيدا) للكاتب الإيطالي نيكولو (...)
لا أعرف عنها شيئا، لم أقرأ لها حرفا، لم أر صورتها أبدا قبل الآن وهي تغطي كل شاشات العالم وصحفه. سفيتلافا ألكسيفيتش الفائزة بجائزة نوبل لا يعرفها تقريبا أحد في العالم العربي، ولا نص لها مترجم للغة العربية، لا أعرف خطأ من؟ هل هو خطأ فردي أتحمل (...)
بعيدا عن كتبه الأخرى وما فيها من قلق البدايات، تنهض رواية موشكا بتمثيل الكاتب محمد الشحري تمثيلا غير قلق ولا متردد، إذ تظهر عمق ثقافته وتخبر عن صلته بالمكان، لا بعين السائح المراقب المار بطرفه المرتحل، بل بعين عاشقة شاعرة محتفية بما تراه. لا يهتم (...)
سنة 1954 ولد الكاتب كازو إيشيغورو في اليابان من عائلة عاصرت سقوط القنبلة الذرية ونجت منها، ثم هاجرت إلى بريطانيا في وقت مبكر من حياة المؤلف. حصل على شهادته في اختصاص الكتابة الإبداعية من جامعة إيست أنغيلا سنة 1982، وأصدر عددا من الروايات بين السنوات (...)
لم أعرف الروائي السوداني حمور زيادة إلا حين صارت روايته «شوق الدرويش» على القائمة المصغرة للبوكر، وهنا قررت أن أقرأها، ولقد اندهشت حقّا، ولعلني منذ روايات الطيب صالح لم تصبني تلك الدهشة وذلك الانغماس في نص سردي. 500 صفحة مكتوبة بمهارة شاعر وخبرة (...)
تأملات أولى:
تحتاج الحياة إلى ميكانيكي، كما احتاجت من قبل إلى حكماء، وكثيرا ما احتاجت في أكثر نصوصها الروائية قراءة إلى مجرمين وقتالي أرواح. ولعل أعلقهم بذاكرتي الآن بطل رواية باتريك زوسكند العطر، مذكرات قاتل. وتحتاج بجانب الصخب العاتي والعنف الذي (...)
«الميكانيكي» رواية طاهر الزهراني، الصادرة في العام الماضي من الدار العربية للعلوم، ناشرون، نص سردي يشبه قصيدة طويلة، بما يحويه من خيارات جمالية، واقتراحات للقراءة والمشاهدة، تجد فيه عديد الكتب التي لم تقرأ بعضها، وعديد الأفلام التي لم تشاهد أكثرها (...)