حين اجتمعنا مع مهندس الحاسب الآلي في الجامعة ليشرح لنا مدلول الإدارة الإلكترونية شعرت بأمرين، الأول كم هي رائعة هذه الإدارة، وكم تعين على العدل وانتفاء المحسوبيات والواسطة، وكم هي فعالة في إلغاء تكفى وأخواتها من الوجود، وبالمقابل شعرت كم مضى من الزمن وكم كانت الخسائر هائلة نتيجة التأخر في استخدامها، وقد صعقت حين علمت من ذلك المهندس أنهم بدأوا قبل تنفيذها بمراجعة اللوائح، ووجدوا أن بعض حقوق الموظف في الجامعة كالإجازات لا تحتاج وفقا للائحة لأكثر من ثلاث محطات، أي ثلاثة موظفين تمر عليهم معاملة الإجازة، وتبين أن هذه المحطات صارت 13 محطة، أي أن الحصول على بعض أنواع الإجازات يحتاج 13 موظفا، و13 توقيعا، وربما 13 مكتبا وعدة أدوار وربما عدة مبان، كل هذا الجهد الضائع من المراجع ومن الموظف وفره هذا الأسلوب من الإدارة، وأصبح أمر الحصول على الإجازة ليس بحاجة لأكثر من دخول الموظف على الموقع، ليملأ استمارة معينة بالبيانات المطلوبة والتي يكون بعضها مخزنا أساسا في ملفه في الحاسب الآلي، ومن ثم يضغط على زر أدخل أو أرسل لتصبح تلك الاستمارة في البريد الإلكتروني للجهة التالية التي يتوجب على الموظف فيها أن يقول موافق طالما كان لطالب الإجازة الحق فيها، ومن ثم يصبح حق الموظف واضحا وتسهل عليه محاسبة رئيسه إن هو حرمه من ذلك الحق، ويلغى من التعامل اليومي ذلك الكره والحقد الذي يملأ نفوس الناس نتيجة حرمان رؤسائهم لهم من حقوق كفلها لهم القانون واللوائح، ويتحول العمل الإداري إلى جملة من الواجبات والحقوق. سعدت يومها بذلك اللقاء، وشعرت أن مساحة كبيرة من العدل في العمل الإداري ستنتشر ويتراجع الظلم من قبل بعض أصحاب النفوس الضعيفة التي تصل إلى مراكز إدارية وتستغل المنصب لحرمان الآخرين من حقوقهم وإيذائهم أحيانا في أرزاقهم، كما أن مثل هذا النوع من الإدارة سيوفر للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الوقت لمحاصرة المفسدين ومواجهتهم بتقصيرهم، وجمع الأدلة الدامغة على سوء إدارتهم، وستجعل الخناق يضيق عليهم، وسيسهل بالمقابل على المواطن أن يعرف واجباته وحقوقه، وستنتشر ثقافة دفع الظلم التي من أجلها أنشئت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وسيكون المواطن أكثر قدرة على حماية نفسه وحقه ووطنه .من كل أنواع الأرضة البشرية التي تتمثل في المفسدين الذين لا يشبعون ولا ترتاح نفوسهم إلا إن هم أعاقوا فلانا أو حرموا آخر أو تحكموا في مصيره أو في رزقه، أو إن هم شاركوه في رزقه بغير وجه حق وكأنهم موجودون في مواقعهم الوظيفية لإعاقة حركة الناس ومصالحها ناسين أن من كان في مواجهة الجمهور هو في موقع يحتاج أن يشكر الخالق عليه ليل نهار، لا لأن هذا المكان هو مصدر رزقه فقط في الدنيا، بل لأنه في مكان يمكن منه أن يدخل الجنة بسهولة كبيرة. للتواصل أرسل رسالة نصية SMSإلى 88548 الأتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة