طلبت مني موظفة الاستقبال في أحد المراكز الطبية الخاصة، هوية الوالدة لاستكمال فتح ملف لها، فاعتذرت؛ لأنني لم أكن قد أحضرت هويتها، فاستأذنت للحظات وعادت وقد صورت بطاقتي على ورقة تعهد بإحضار الهوية أو إرسالها عبر الفاكس، وتم بعد ذلك تحويلها للطبيب المختص، وعدنا بمشاعر الرضا من طريقة تعامل موظفة الاستقبال، وعدنا أيضا بمشاعر الرضا عن المنشأة بأكملها وهي المستشفى، وإن كنت أتمنى حين اتصلت لحجز موعد أن تنبهني الموظفة إلى أهمية إحضار إثبات الشخصية للمريض، وتروي أم قصة مماثلة في مستشفى الجامعة حين ذهبت لفتح ملف لابنتها الحامل تمهيدا لولادتها، ولم تكن تحمل ابنتها بطاقة الهوية وحملت بدلا عنها جواز السفر باعتبارها قد وصلت من سفرها للتو، ولم تكتف الموظفة برفض قبول الجواز، بل عاملت الأم وابنتها معاملة فظة جدا، مع أن الأم أوضحت للموظفة بأنها قادمة من شمال جدة، وأنها سترسل لها إن أرادت صورة الهوية عبر الفاكس، أو عبر الإيميل أو تحضرها بنفسها، ولكن في الغد، ومع كل سبل الإقناع والترجي، إلا أن المشكلة لم تحل إلا بعد تدخل موظفة أخرى كواسطة، وخرجت الأم من مستشفى الجامعة بكمد وضيق شديدين، بعد ضياع ساعات كثيرة في الصعود والهبوط بين الدورين الأول والأرضي مع ابنتها الحامل في شهرها الثامن، والمؤسف أن الموظفة لم يتحرك في نفسها أي شعور بالتعاطف مع هذه الشابة الحامل على الرغم من أنها تعيش في مكان يفترض أن يكون قادرا على تحريك مشاعر العطف والتعاطف والرحمة، وبالأمس زرت مع زوجتي مكتب الأحوال المدنية في سوق الأندلس بقصد الحصول لها على بطاقة هوية جديدة، وخرجت هي وأنا معها بقدر هائل من الارتياح لما لاحظناه من ترتيب واحترام وتقدير للمراجع، فمدير المكتب حسن الشمراني، كان يعامل مراجعيه برقي هائل، وهي بالمقابل وجدت في القسم النسائي مجموعة من الفتيات الجامعيات المهذبات، اللواتي ميز عملهن قدر كبير من التنظيم ومديرة قادرة على الرد على كل التساؤلات بلباقة واحترام، ولم أدرك حقيقة الاختيار الموفق لمكان المكتب في سوق تجاري إلا بعد خروجي، فالمواقف متاحة لعدد كبير من السيارات، والمكان مكيف، وإمكانية الحصول على موعد عبر الإنترنت سهل وميسور، والناس يحضر كل منهم على موعده، كل ما يحتاجه المراجع أن يعرف من خلال الموقع ما يحتاجه من أوراق قبل ذهابه لمكتب الأحوال المدنية، نحن إذا نستطيع أن نطور خدماتنا، حين ننظر للمواطن باحترام تماما، كما فعل المركز الطبي الخاص، وكما فعلت وزارة الداخلية باستحداثها مكاتب للأحوال المدنية في الأسواق التجارية في أماكن كثيرة في المملكة تقديرا للمواطن، وحرصا على تسهيل معاملاته، وكل أجراء من هذا القبيل يزيد من شعور المواطن بانتمائه لبلده كما يزيد تقديره لكل جهد مخلص يصب في هذا الاتجاه. للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الأتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة