عشر دقائق فقط تفصل بين استيقاظها وخروجها في التاسعة وعشر دقائق مدفوعة بما يشبه القبضات المتلاحقة الى الشارع. تغادر بيتها ثم شارعها لتنحرف الى شارع "الترعة البولاقية".. وسرعان ما تعبر النفق الى "القللي"، منذ سنين وسنين وهي تعتبر مشوارها الصباحي (...)
فاجأني قرار المحامي العام بإنهاء التحقيق في القضية واعتبار مصرع محمد رياض المحروقي في حادث سيارة على طريق العلمين قضاءً وقدراً. كنت ما أزال في المراحل الأولى من التحقيقات المبدئية التي كشفت عن ثغرات عدة كان واجباً التحقيق فيها، خصوصاً بعد أن اصطحبت (...)
فاجأني قرار المحامي العام بإنهاء التحقيق في القضية واعتبار مصرع محمد رياض المحروقي في حادث سيارة على طريق العلمين قضاءً وقدراً. كنت ما أزال في المراحل الأولى من التحقيقات المبدئية التي كشفت عن ثغرات عدة كان واجباً التحقيق فيها، خصوصاً بعد أن اصطحبت (...)
أيقظتني الرائحة الثقيلة الفظيعة من نومي. ظللت أغالب النوم من دون أن أنجح في هزيمته، وأنتفض من كوابيس متتالية، حتى خيل إليَّ أنني نهضت أخيراً أشعر بعطش حارق، وأسمع نباح كلاب بعيدة. توقفت مندهشاً وأنا في طريقي الى الحمام، فقد كانت المنطقة التي انتقلت (...)
اضطررت للخروج أخيراً بعد أن حل الليل. وكنت تمكنت من الصمود أمام إلحاح "ليلى" المتكرر منذ استيقظت من قيلولتي القصيرة المرهقة، والتي أصحو بعدها كأنني عائد من الموت.
كانت لا تكف عن الإلحاح عليّ بضرورة انتهاز فرصة هدوء الأحوال، وقد طالت قليلاً، والذهاب (...)
ظلت تمطر طوال الليل. جافاني النوم وأنا أسمع قطرات المطر تدق على زجاج النافذة، وأفكر في ما يتعين عليّ القيام به صباح اليوم التالي. كان الأمر بغيضاً وفظيعاً على الرغم من أنه يتكرر كل شهرين تقريباً خلال العامين اللذين مضيا من حكم المراقبة الذي صدر (...)
كان يوماً طويلاً بدا كأنه لن ينتهي منذ حملتُ حقيبتي في الصباح ومضيت إلى المدرسة. كانت الشمس تطلع ولا تلبث أن تغيب وأنا أرقبها من داخل الفصل، وعندما غابت تماماً فتحوا لنا الأبواب للخروج.
كنت خائفاً من العودة في هذا اليوم بالذات، فأنا لم أر"قمر"أمي (...)
مرّ أكثر من ساعتين منذ وطأت قدماي "المول" الضخم، وعبرت أمام موظفي الأمن وخضعت للتفتيش، ثم تلفت ورائي لأرى ما اذا كان هناك أحد يتابعني. خُيّل لي أنني نجحت في الهروب منهم في نهاية الأمر، لكنني لست واثقاً من ذلك. وبقدر ما كان دخولي المول حيلة ذكية من (...)
لم تكن المرة الاولى التي افقد فيها رأسي، فلقد سبق ان فقدته مرات عدة، مرة حين ارسلني الخونة في القلعة الى الاعداء برسالة، بعد ان حلقوا رأسي وكتبوا رسالتهم الى الاعداء يحددون فيها تفاصيل الثغرات التي سيفتحونها لهم ليتسللوا. اطلقوني بعد ان نما شعري، (...)
لم يكد الروائيون في مصر يستريحون من رحلة اسبانيا في مطلع نيسان ابريل، حيث حضروا مؤتمر "الرواية.. ما بعد محفوظ" حتى انعقد لقاء الرواية المصرية المغربية الثاني بين 14 و16 من الشهر نفسه، وقد نظمه المجلس الأعلى للثقافة في مصر، كان اللقاء الأول قد عقد في (...)
لم تكن مصادفة بالطبع، أن يختار طه حسين اسبانيا قبل خمسين عاماً لينشئ فيها اول معهد مصري اسلامي إبان توليه حقيبة وزارة المعارف المصرية العام 1950، ونص القرار الوزاري لانشاء المعهد على ان هناك هدفين لوجوده وهما: احياء التراث العربي والاسلامي الاندلسي، (...)
منذ أقل من ثلاثة أشهر انقطع علي الراعي عن كتابة مقاله الاسبوعي صباح الاحد في "الاهرام"، وقبلها اعتذر مرات متفرقة عن عدم كتابة المقال نفسه، ثم توقف نهائياً بغيابه عن عمر ناهز تسعة وسبعين عاماً، ولد في آب/ اغسطس 1920.
بغياب علي الراعي تكاد مرحلة كاملة (...)