هل من منهج أولي العزم من الرسل صلوات الله عليهم اعتزال الحكام واليأس منهم؟ ..إطلاقاً، بل الاتجاه مباشرة لهم ورفع مستوى وعيهم بشعوبهم وأوطانهم، وكأن النفور منهم نوع من اختزال الإسلام. فالنبي صلى الله عليه وسلم معلم العلماء يمكث ثلاثة عشر عاما يدعو (...)
الإجابة تتوقف على مساحة الوعي بالسنة لا الركض في التاريخ، فالتاريخ الإسلامي بتقلباته ومده وجزره وسلبه وإيجابه مختلف عن الواقع الذي نعيشه. قبل الربيع العربي كان الإسلاميون وخصومهم يقبعون في جدلهم داخل التاريخ بعيدا عن الواقع.. بعيداً عن السنة نفسها. (...)
في بلاد الربيع العربي وفي حمأة الانتخابات يعشعش سؤال في عقليات من ترعرعوا وسمنوا من حقبة العلمانية العربية المتطرفة، التي أبدعت السجون والأمية والفقر والتخلف.. سؤال يرتجف أصحابه؛ لأنهم حقاً لا يدركون معنى الديموقراطية، ولم يكونوا يبحثون عنها (...)
كنت ممن يسلم بالرواية الأمريكية المدعومة برواية القاعدة فلم يكن يوجد غيرها رغم أنها لا تجاوز دائرة النقل، فالطرفان لا يمكن الوثوق بهما، فحكومة بوش أبرز إنجازاتها تسويق الأكاذيب، والقاعدة تعد نفسها في حالة حرب مع أمريكا تبيح لها ممارسة أي شيء للنكاية (...)
قبل عشرين عاماً توقفت بمدينة نيويورك.. تغمرني الدهشة بين ناطحاتها.. أخذنا المرشد إلى (امباير ستيت) أعلى ناطحة سحاب في نيويورك اليوم، والتي تم بناؤها عام 1931، وفيها جرى تصوير عدة أفلام كفلم الثمانينيات الأشهر (كينغ كونغ).
تحولنا من مصعد إلى مصعد (...)
يدرك هذا النظام قبل غيره أن الإنسان لا يخاطر بنفسه من أجل وظيفة، ولا يواجه الرصاص لمجرد تحسين طفيف لمستواه المعيشي.. هذا النظام أعرف من غيره أن الإنسان حتى وإن كان ثرياً على استعداد لأن يبذل ثروته وراحته وروحه فداء لدينه.
لو استوعب أن أكثر من 90% (...)
كانت معرفتي ب ( رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين) بعدما شرفني بمقال له حول كتابي: ( التوراة والقرآن والانجيل ).. ظننته في البداية قائداً لكتائب مسلحة، فاكتشفت أن كتيبته وسلاحه هو قلمه وصوته الجريح.. يناشد بهما ضمير العالم بأن أرضه قد سلبت وأن شعبه قد (...)
ما يحدث في تلك البلاد العربية المضطربة يكشف أن مفهومها للكيان العربي مضطرب؛ لأنه لم يتشكل نتاج تراكمات ثقافية أو فلسفية جادة وسابقة ومقنعة، وبالتالي فإن ما يسمى بالعقل العربي لم يكن نتاجاً فكرياً على الإطلاق، أو ثمرة دراسات ناضجة، وليس نهضة علمية (...)
على اللافتات..على الورق..الأندية:(رياضية، ثقافية، اجتماعية) أما على الواقع فهي ليست حتى رياضية.. هي جزء من رياضة..هي في الغالب كرة قدم وليست لجميع الشباب، بل لأفراد، وقد أنفقت الرئاسة مشكورة الكثير لهم ولمدربيهم، وأنجزت بهم البطولات، لكن ما الذي (...)
قلة هم القادة المسلمون العظماء في القرن الماضي لا يدخل ضمنهم أولئك "الثوريون التعساء"، مهما طبلت جوقة المثقفين حولهم، فقد أبدعوا جمهوريات الوهم وديموقراطيات الدجل والهزائم المخجلة، والنتيجة شباب يحرق نفسه، وانتحارات جماعية في البحر.
من أبرز (...)
أمضت مصر الحبيبة قرناً من الزمن في التنظير حتى كادت تتآكل، ثم اكتشفت أنها ليست في حاجة إلى هذا الكم من المفكرين والمنظرين.. كانت بحاجة للعمل أكثر من التنظير، وكأن أوجاعها تقول: خذ ألف مفكر وأعطني مسؤولاً نظيف اليد.
أثناء أحداث مصر وقبلها تأملت (...)
أتدرون لم نودي: (يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال -صحيح مسلم) (يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركن، لا ترين عورات الرجال –أحمد بسند قوي)؟ أتدرون من هؤلاء الذين يصلون بأسمال بالية تثير الشفقة أمام النساء في مسجد النبي صلى الله (...)
يدخل بيته فيرى زوجته مع رجل، فتسود الدنيا في وجهه، ويبحر به الحزن بعيداً، فيدرك أنه لا راحة لمركبه إلاّ على مرافىء حبيبه صلى الله عليه وسلم، الذي حرره وغير طريقة تفكيره، وأقام بدولته الجديدة نظاماً للعدل غير مسبوق.
وقف بين يديه، وبث شكواه إليه، (...)
قام بجولة للتعرف على بعض الدكاكين التي تسترزق بالنساء في دولة على هذا الكوكب.. قرر اكتشاف ما يجري في لياليها المعتمة رغم كثرة أضوائها.. كانت تتنافس في شيء واحد هو تسلية الرجل بإذلال المرأة، وإراقة كرامتها على طاولاتها.. انتهت جولته بعد حوار حزين مع (...)
يوقفك الجندي الغربي في بلاده لمخالفة سير، فيحررها لك بلطف، مع ديباجة لفظية مطرزة بكلمة (سيدي)، ثم يودعك بنصائح جميلة من أجل سلامتك، أما عندما يأتي للقبض عليك، فإنه يقدم لك بكل أدب مذكرة اعتقالك، ثم يتلو عليك حقوقك المدنية أثناء وضع يديك في الأصفاد (...)
ما الذي يضيرنا من الكتابة في العلم التجريبي، ما الذي يجعلنا لا نناقش سر فشله في عالمنا العربي، أليس هو الذي نهض بالغرب وأوصلهم إلى ما هم فيه.. اسألوا بناتكم وأبناءكم كم مرة أجروا تجربة كيميائية أو فيزيائية.. كم مرة أخذوا درسا لمسوه بأيديهم واشتركت (...)
لا تجد بين مثقفينا أو صحفيينا من يكتب بنفس طائفي، مشهدنا الجميل هذا لا تراه في بقاع تغذي الطائفية، وتفرز مرتزقة كدت أصدق أنهم ملاحدة، حتى اكتشفت حقيقة إلحادهم العجيب الغريب. إلحاد يبتهج بكل طوائف الأرض ودياناتها من عباد البقر إلى عباد الفروج والحجر، (...)
بعد الخلافة الراشدة تحول السلطان إلى خطر (محتمل) في القرون الثلاثة (عصر الرواية) ليس على الفقه نظرا لتجدده ومرونته في التعاطي مع مستجدات الحياة، ولأنه لن يضر الأمة أن تخرج فتوى شاذة هنا أو هناك ما دام النص محفوظا. الخطر آنذاك كان يستشعره العلماء على (...)
قبل ثلاثين عاماً.. في ليلة من ليالي صيف (فينا) الساحرة (آنذاك) كنت وبعض الأصدقاء أمام التلفزيون نشاهد دموع الأمريكيين على انتحار الفنان (إلفس برسلي) تعيساً يائساً بجرعة مخدر.. وقد سبقته (نورما جين) بعد أن كتبت رسالة تلخص تعاسة حياة الفنان الغربي (...)
عندما أستعيد في مخيلتي أيام الدراسة في جامعة الملك سعود 1402ه، بل قبلها أشعر بنفح الربيع وطعم المطر.. الجامعات والبعثات والوظائف كلها لهف على الشباب.. عندما أسافر كنت أحدث بنعمة الله على بلادي.. أفاخر بها، وأتعمد إثارة الحديث مع العرب التقدميين (...)
عندما يتصدى طفل فلسطيني لدبابة إسرائيلية بحجر، يتسابق بعض المثقفين الغربيين والمتسولين بحثاً عن آية أو حديث كي يقولوا: إنه إرهابي مرجعيته الإسلامية الغيبية، فلابد من القضاء على تلك المرجعية لأنها بيئة إرهاب وكراهية.!هؤلاء يصابون بالخرس أمام الأسس (...)
لن تتحرر المرأة على يد الرجل..أي رجل: شرقيا كان أو غربياً..رومانسيا كان أو فظاً غليظاً..متديناً أو غير متدين، وعلى المرأة التي تعلق آمالا عليه أن تكف عن ممارسة هذا الغباء، فحتى القوانين الغربية خذلت المرأة، لأن الرجل هو من وضعها (كما يزعم) لحمايتها (...)
يسمع المصلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم صوت ارتطام بالأرض بين الصفوف، فيلتفتون بعد الصلاة فإذا رجل قد هده الجوع يسقط مغشياً عليه.. مشهد يتكرر ويسافر كالخنجر في قلوب شباب حفظوا القرآن.. فزادهم حفظه شعوراً بالمساكين، وأضاء فيهم كل معتم، وحملهم نحو (...)
كان يتأمل خادمه وهو يسلخ شاة ليوزع لحمها هدايا، ثم يوصيه ثلاث مرات: يا غلام.. إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي. عندها تعجب أحد الجالسين فسأله مستغرباً من حصول اليهودي على أول هدية فقال: اليهودي أصلحك الله؟!! فرد عليه عبدالله بن عمرو بأحرف من مطر الوحي: (...)
يقول أدونيس:(لم يكن القرآن رؤية أو قراءة جديدة للإنسان والعالم وحسب، وإنما كان أيضاً كتابة جديدة، وكما أنه يمثل قطيعة مع الجاهلية، على مستوى المعرفة، فإنه يمثل قطيعة معها على مستوى الشكل التعبيري، هكذا كان النص القرآني تحولا جذرياً وشاملاً، به وفيه (...)