لست أدري من تكون.. فهي ليست سوى امرأة صرخات لا يتوقف دويها في أذني. اللهاث خلف اللقمة لم يدع لي من الوقت ما يكفي لأتساءل عمن تكون، ولم تصرخ؟؟.
قد أعلنت عن وجودها، أما أنا فما زلت حريصا على وأد صرختي بين ثيابي المهترئة. ربما أحببت ما تفعل.. فهي تنتحب (...)
الموسيقى تستلقي كشيخ يحتضر على منحدر الجدار..ارتد على أعقابي متسلحة بمستر غوغل..أشرع في تنقيب الكتروني عن نبرة صوتي.. ربما يحتفظ بنموذج له قبل أن يغادر حنجرتي؟؟..غوغل المهيب يعرب عن أسفه.. لينتهي البحث الى سفوح بيضاء مشوبة باعتذار مهذب..
_أهناك سبيل (...)
المعرض الذي اقامه المجهول في صالة الضياع ضم مليارات من اللوحات لم تكن جميعها باللون الأسود والأبيض..بعضها لُوّن بألوان العيد، وبعضها رسم وجوها بقسمات مختلفة، فيما حلقت لوحات أخرى في دهشة اللامعقول..نظرت الى ساعتي.. الوقت يشير الى ثمالة ما تبقى منه، (...)
بالأمس كان الجدار يستفزك بصمته وثباته أمام ركلاتك المجنونة المثابرة.. فأنت لم تصدق أنه جدار.. أو لعلك لم تعد تفهم الفرق بينه وبين ما حولك من كائنات، فصدودهم لك لا يختلف عن اتكاء هذا الجدار إلى فراغ، وامتناعه عن ترديد صداك..
هاه.. قهقه ما شئت؛ لأن (...)
لطالما وقفت قربها، متأملا سكونها، وانعكاس الألوان على محياها..
في حدقتيها يلمع بريق الماس..ثغرها مفتوح بدهشة أبدية. ويداها مفتوحتان، وذراعاها ممدودتان كأنهما تنتظران هبات المدى.
جميعنا شعرنا بحزن شديد حين قالت أمي:
- كانت طفلة تلعب مع البنات لا (...)
يجلس عند الدار التي زينت عتبتها بالجفاء.. خليط مما مضى عبر قرون غابرة، وشيء من الآن، وأملاً في غد يصنعه من يقيمون بعد تلال الموت..
هكذا تربع على حصى الطريق.. غير معترض على تقلبات الطقس، ولا على غموض المكان.. منتظراً دونما ملل.. دونما أمنية أن يهطل (...)
أنفق جدي وقتا طويلا.. لا ريب في ذلك.. الغرفة بما فيها من قطع أثاث وكتب غطيت بنسيج عنكبوت متداخل لا أول له ولا آخر..
واللون الوحيد الذي طغى على المكان كله..الجدران والسقف مع طلاء إطار النوافذ والستائر البالية هو اللون الرمادي..حتى بعد تنظيفها من (...)
في طريقنا إلى المسلخ، لم أشعر بأي خوف.. بدوت كأنني ذاهبة في نزهة على شاطئ ما لم أره من قبل.. النخيل الذي اصطف على الطريق العاري من رهبة الاختفاء شهد باخضراره مويجات معتدلة الصخب بين صهيل سنابك الموت السوداء.. بعض رطبه سال بعسله على وجنات الأرض (...)
هذا محير جدا.. المكوّن المستدير يشاركني غيبوبتي.. يحنو على جسدي المتجزئ بين شذراته النباتية.. ومأساته الحيوانية.. يمر على المخطط البياني راصداً كل نأمات قعر الذكريات، والصور التي تعرت من ضوضاء ألوان متشققة على شفاه الظمأ..
شعري قد توغل في برودة (...)
ملمس الضباب كملمس جدار قاس.. قمته العالية تعوي بين صدغي.. ويقيم سرادقه مهترئا بين جفني.. حاشرا سكاكينه الحادة في وسادة دمع طافية تتسربل بحزنها حتى امتداد المدى المبتور الفضاء.. ظل النور يحتشد في بؤبؤين جزعين يصحوان على جلبة فقأ عيني اليمنى..
مستنقع (...)
أول المرتقى: (ليتهم يرون ما أرى، ليس لأنني أمتلك الحقيقة، بل لأنني أرى الأشياء البسيطة جداً حد اقترابها من البديهة بألوانها الفطرية لا بألوانها التي حشرت في منظوري حشرا، وأصبحت بيني وبين كنه ذاتي..).
(1)
أهوار
الطعام هنا لا يكفي، والماء يشح (...)
(1) حكاية بوضع مائل
النافذة مشرعة ومائلة نحو جهة اليسار.. لا نسمة تهب.. خلعت صوتي، ووضعته في درج قريب، وانتظرت..
- أتعني صوتي؟..
- إنه كالطين.. ناعم الملمس، وطوع بناني..
- ماذا عن صمتك المختبئ بين طيات التمني؟
اكفهرت أغصان السكوت من حولي..
- أين (...)
بعد رحيلك الأخير، لم أتحرك من مكاني، ولم أحاول غلق الباب الذي تُرك يترصد ابتعادك.. أشجار اعتلت آثار أقدامك، وأبطلت باخضرارها كل لون لم تألفه..
وغيوم أمطرت غير التي ذكرتها الأساطير.. أراض ركعت تحت سلطان صمتي.. برمشة عين من جفني سقطت قطرات أحلامك.. (...)
لقد قرأ في كتبه التي تراكمت كبرج عال في مدينته، والتي كانت بحوزته يوما إنهم قد عرفوا بالراجلين، وهم امتداد لمن تم تسميتهم بالزاحفين.. وكان جده يؤكد على أن أصول الزاحفين سماوية، فيما غلب الاعتقاد على أن الراجلين قد انحدروا من الأعالي!!
وقبل أن تصبح (...)
اعلم أن الأمر لا يعنيك، قدر ما يعني لصنم ما صنعت به الأصابع الملطخة بالطين.. أنا التي دونتك في كتبي، ورسمتك، ونحت تماثيلك كلها، ثم ناديتك:
هيت لك.. قد قالت أمي حقا إن هذا دأب أهل الطين والماء، فهم ينسون الشجر، وحلاوة الثمر، وغرابة شروق الشمس، (...)
(1)
هي ذات الزهرات في الربيع المنصرم.. لم يزدد عددها.
احتفظت بالأصيص ولم أحتفظ حتى بملامحه التي سورها الضباب.
بطني ثقلت بحملها..!!.
بين الدروب القصيرة النفس قادتني سيارته، وفي مكان شديد الظلام اقتنص قبلة ساخنة وسريعة.
إنها المرة الرابعة التي يسجن (...)
هكذا ومجودة
هكذا هي البقايا
هل جربت أن تكتب تحت سطوة الموسيقى؟؟
لي اذن لأسمع أصوات الطبول
اكتب تحت صوت الطبول .. جرب .. ربما كان الأمر مسليا!!.
أتظن أن في حوزتي قلم؟
ريشة ومحبرة؟؟ ..
لا غرفة لي، فما بالك بترف ريشة ومحبرة؟ ..
إذن هو التراب وعود من (...)
ناطحات سحاب
تقول الحفريات الجديدة ومن بعض الكتب الممزقة والمحترقة
المصفرة اللون التي وجدت تحت أطنان من الأنقاض المنصهرة
أن أجدادنا كانوا يتصلون بعضهم ببعض في أراض واسعة جدا عبر استخدام طرق لم نعرف حتى الآن كيفية عملها..!!
وأنهم اعتمدوا على ما (...)
الكأس الأولى
لا دوامة في القعر.
لا سكون.
لا ثمالة
لا مهد للصدى.
لا هدوء لسعير الأرض.
لا بقايا للربيع.
في القعر.
لن تكون.
أبداً
الأخير!
* * *
شهد
حمى كانت.
أم رعشة برد؟
أم إن شفتيكَ.
حبتا (...)
الكأس الاولى
لا دوامة في القعر.
لا سكون.
لا ثمالة
لا مهد للصدى.
لا هدوء لسعير الأرض.
لا بقايا للربيع.
في القعر.
لن تكون.
أبداً
الأخير!
* * *
شهد
حمى كانت.
أم رعشة برد؟
أم إن شفتيكَ.
حبتا بَرَدٍ؟
الشتاء سيسهو
هذا العام
والصيف سيقيم
أعلى الجبل (...)