تنطوي العولمة على ممكنات مختلفة ومتناقضة، حيث أفضت الثورة الرقمية والتكنولوجيا المعاصرة إلى توحيد العالم بصورة من الصور، إذ إن التكنولوجيا لا تحدث فقط تحولاً في العالم، بل إنها توجِد عالمها المجازي أيضاً، وتمكن الأقمار الصناعية وشبكات الاتصال (...)
يصعب الحديث عن معايير الجودة والتميز والأداء الأكاديمي والقيم المهنية بمعزل عن المؤثرات السوسوثقافية التي تأتي من خارج أسوار الجامعة، ونحن نعلم أن مسألة النمو العلمي وازدهار العلم والتعليم هي مسألة ليست علمية بل سياسية حضارية وثقافية، فكذلك يمكننا (...)
علينا توخي الدقة والحذر حينما نكتب في المفاهيم المجردة، ومفهوم العولمة من المفاهيم التي تنطوي على أبعاد ودلالات لا حصر لها، ولهذا السبب بالذات خضعت العولمة لجملة واسعة من التعريفات، ولم يتفق العلماء والمفكرون حتى الآن على إيجاد تعريف جامع مانع لها، (...)
العولمة هذه الظاهرة الكونية الجديدة هي وجه القرن الراهن، لكن ما أقبح هذا الوجه، وما أشد تجهمه ورعبه، وإذا كان المعنى البسيط للعولمة هو العالم في متناول اليد كما عبَّر قبل ربع قرن المفكر الألماني هيدجر، بمعنى أن الكرة الأرضية كمجال حيوي وحيد لحياة (...)
ارتبطت كلمة الحضارة «civlisation» بكلمة أخرى تتصل بها اتصالاً قوياً هي ثقافة «culture»، التي ظهرت في الفرنسية بمعناها الدقيق في القرن الثالث عشر، وفي القرن الرابع عشر ظهرت كلمات مثقف «cultinateur»، زارع ومزارع «Agriculteun»، ولكنها لم تكتسب معناها (...)
مادام كل فرد منا أنت وأنا، هي وهو، أي نحن العرب ننتمي إلى النوع الحيواني العاقل «الإنسان» مادمنا كائنات مشروطة بالصفة الآدمية نسبة إلى أبينا آدم الذي خلقه الله سبحانه وتعالى من تراب ونفخ فيه من روحه -أعني روح الله عز وجل- وعلّمه الله الأسماء كلها. (...)
تعد النزاعات المسلحة من الظواهر الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان ذكرا أم كان أنثى في كل زمان ومكان، وهي تعبر عن وجود أزمة بنيوية عميقة في صميم الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات المأزومة تنعكس في جملة من المشكلات والآثار المباشرة وغير (...)
مفهوم سوسيولوجيا العلم، أو علم اجتماع العلم، تطور في الثلث الأخير من القرن العشرين عما كان يعرف بالأبستمولوجيا أو فلسفة المعرفة، أو علم العلم، وذلك إثر الثورة المفاهيمية التي شهدها مطلع السبعينيات، حيث أحلت محل دراسة العلم (بوصفه مؤسسة) دراسة البعد (...)
إن مشكلة وعي الذات وفهم الآخرين ليست من البساطة بحيث تنكشف للناس بذاتها ولذاتها دون عناء أو جهد يذكر، بل هي عملية شديدة التعقيد وعسيرة الفهم، إذ قد يعيش الناس عشرات أو مئات السنين في بعض الحالات دون أن يتمكنوا من اختراق الحجب والأقنعة التي تحول دون (...)
ترتكز التنمية المستدامة على الإنسان بوصفه الثروة الحقيقية حيث تقع عليه مهمة النهوض بالمجتمع ونموه وتقدمه وازدهاره في جميع مجالاته؛ إذ الإنسان ليس فقط هو هدف التنمية وغايتها، بل هو أداتها وجوهرها وفعلها وفاعلها، وقديماً قال الحكيم الصيني «إذا ما (...)
وربما يعود تخلف الثقافة المعاصرة إلى ذلك الالتباس والغموض في استخدام المفاهيم التاريخية، إذ يتم فيه الخلط بين قوى التاريخ خلطاً تفقد به الأسماء الدلالة على المسميات ولا تدل به المسميات على أسمائها، وفي هذا ما فيه من تعطيل للغة الكلام بقعودها عن (...)
واجهت العلوم الإنسانية والاجتماعية ومازالت تحديات وأسئلة لم تشهد مثيلاً لها في تاريخها الطويل، وهذا ما يشف عنه القلق المتزايد الذي أخذ ينتاب علماء الإنسانيات والاجتماع في المجتمعات الغربية، بعد أن أحسوا بعجزهم إزاء ما يشهدونه من تحولات وظواهر جديدة (...)
بأي منطق يمكن فهم وتفسير وتبرير ما أقدمت عليه دولة إيران الطائفية من تصعيد خطير ضد دولة المملكة العربية السعودية بإقدامها على إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد وإطلاق تهديدات نارية ضد المملكة بسبب أحكام الإعدام التي نفذتها المملكة (...)
يعد خطاب الصحة الاجتماعية من أهم الخطابات التي أخذت تزدهر في الدوائر الثقافية والإعلامية والأكاديمية المعاصرة، إذ شهد المجال الصحي اهتماما منقطع النظير، لا سيما منذ منتصف القرن العشرين بما جعلنا نتوافر اليوم على خطاب غني بالدوال والدلالات وبالفاعلين (...)
يشكِّل الصوت المسموع المنطوق جوهر ومحور الثقافة الشفاهية، لكن الصوت بوصفه حاسة إنسانية، يحدث في الزمن مثله مثل كل الإحساسات الأخرى غير أنه يتميز بعلاقة خاصة بالزمن، ذلك لأن الصوت لا يوجد إلا عندما يكون في طريقه إلى انعدام الوجود، فليس ثمة طريقة (...)
«كان العرب قد وصلوا إلى حافة أعظم ثورة فكرية حدثت في التاريخ ولكنهم رفضوا الانتقال «من العالم المغلق إلى الكون اللانهائي» حسب تعبير «Koyre كويري» وبما أنهم عجزوا عن اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة في بداية العصر الحديث، فإن البلاد الإسلامية لا تزال تتمسك (...)
يمكن القول على هذا النحو إن توينبي هو أول من وضع مفهوم صدام الحضارات قبل هنتجتون بأكثر من نصف قرن، وتحت عنوان «مأساة التلاقي بين المتصادمين» يرصد توينبي مظاهر الصدام بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية منذ ظهور الإسلام حتى اليوم، ويهمنا هنا أن (...)
لقد ظل العلم وهو الابن النجيب للتاريخ والفلسفة يتجاهل أبويه، حتى مطلع القرن العشرين، حينما بدأ الاهتمام الفعلي بتاريخ العلم على يد عدد من العلماء أمثال (جورج سارتون G.sarton 1956 – 1884) مؤسس تاريخ العلم في أمريكا، وهو الأب الروحي له، وذلك حين جعل (...)
تعد الجامعة مقومًا أساسياً من مقومات الدول العصرية، وركيزة من ركائز تطور المجتمعات وتنميتها المستدامة فضلاً عن كونها بيوتاً للخبرة ومعقلاً للفكر والإبداع ومركزاً لحفظ وتداول ونقد وتجديد وتطوير وإنتاج المعرفة وتطبيقها، ومنارة للتحديث والتجديد (...)
يعد القرن العشرين، قرن العلم والثورة العلمية بامتياز إذ إن ما شهده القرن من أحداث ومتغيرات عاصفة وتحولات جذرية في مجمل البيئة الثقافية والاجتماعية للحضارة الراهنة كان بفضل الانتصارات المذهلة للعلم والثقافة العلمية إذ لم تتحقق أبداً منذ عصر الأهرامات (...)
يمكن تمثيل العلاقة بين العلم والثقافة بعلاقة الابن والأم، فالثقافة هي الرحم الحي لتخصيب وميلاد ونمو العلم، فكيفما كانت صحة الأم يكون الابن سليماً أو سقيماً. وهكذا كانت وما برحت وظيفة الثقافة هي: تحضير ولادة الفيلسوف والمفكر والعالِم والفنان والمؤرخ (...)
ليس هناك ما هو أخطر ولا أفظع من (العنف المقدس) أقصد العنف الذي يمارس تحت رايات أيديولوجية!
العدوان متأصل في الطبيعة البشرية ولا مهرب من ذلك، لكن يظل العنف معقولا وممكنا في حدود الطبيعة الإنسانية منذ أن قام قابيل بقتل أخيه هابيل، وهذا هو معنى (من (...)
منذ سنوات وظاهرة الحشود الجماهيرية تثير دهشتي وقلقي في آن واحد، لا سيما بعد أن خبرت بذاتي تجربة الانخراط في الجموع الحاشدة بمختلف مستوياتها وأنواعها وأحجامها؛ بسيطة ومتوسطة وكبيرة؛ دينية، ومنها نفير الحجاج من جبل عرفة إلى مزدلفة والفيض إلى منى في (...)
هناك نمطان للعلاقات: علاقة الإنسان بالإنسان وعلاقة الإنسان بالأشياء، الأولى ثابتة ومستقرة ولم تتغير في جوهرها منذ هابيل وقابيل وبنية القرابة الأولى، إذ ما زال الناس كما كانوا في أولهم يحبون ويكرهون ويتزوجون ويتقاتلون أي بكلمة يمارسون السلوك نفسه، (...)