بعد الأنباء المثيرة عن مأساة الانتحار الجماعي لطائفة "معبد الشمس" في أواخر السنة الماضية في فرنسا، وجدتني أتساءل الى اي درجة من الجنون واللامعنى يدفع الخوف الناس في هذا العصر؟ الخوف من المستقبل، الخوف من الموت الدافع الى الموت، الخوف من الخوف وهو (...)
كان من حسن حظ الموسيقى المغاربية أن وجدت في بداية القرن رجالاً من ذوي البصائر ينظرون إلى ابعد من واقع يومهم، ويعون أن الانعتاق من التبعية للاجنبي يفترض استرداد الذات وتحقيق شروط نهضة روحية من عناصرها الفن والأدب. ولعل ذلك ما حدا بمحمد السريتي، (...)
منذ أواخر كانون الاول ديسمبر الماضي، وحتى منتصف كانون الثاني يناير من العام الحالي، كانت بطاقات التهنئة بالسنة الجديدة المتساقطة على مكتبي تنتظر رداً على مرسليها، ولكنني كنت مشغولاً بأمن دخلي يرهقني بأحداث متلاحقة في غير منطق، متدافعة الى غير وجهة (...)
ليس هناك حديث أدعى الى الريبة والحذر من حديث السياسة عن الهوية: إنه يحشر الرموز والصور المرجعية في متحف خيالي لا هدف منه سوى اقرار علاقة تناسل موهومة بين ماض مجيد وحاضر متأزم ورديء7 فلا عجب اذاً أن يتم اليوم استحضار صلاح الدين الأيوبي أو الظاهر (...)
"ترينالي مصر للفنون التخطيطية الغرافيك" التي شارك فيها أكثر من أربعمائة فنان من ثلاث وسبعين دولة، تحت اشراف وزارة الثقافة المصرية و"المركز القومي للفنون التشكيلية". كرمت الترينالي تعقد مرّة كل ثلاث سنوات الفنان الراحل خوان ميرو، واستضافت ضياء (...)
لو أردنا إحصاء المشكلات والأخطار التي تتهدد الأطفال في المجتمعات الحديثة ومن بينها مجتمعنا العربي, لأعيانا الأمر وضاق المجال دون ما نريد. فالتطور السريع للمجموعات البشرية والتحولات العميقة التي تشهدها, تزعزع نسق حياتها وتربك العلاقات الانسانية (...)
كنت، ذات يوم أتهيّأ لدخول أحد دروب تونس العتيقة، من ناحية باب المنارة، عندما أخذني شعور مفاجئ بالحيرة والانقباض كالذي ينتاب رجلاً أفاق فألفى نفسه مغترباً في المكان! لم أجد في بادئ الأمر علّة واضحة لذاك الشعور، كان بائع الثياب القديمة كالعادة واجماً (...)
لو قام يوماً بيننا مثقف نثق به ونحترمه شاتماً اللغة الفرنسية، محقّراً دورها في حياتنا الفكرية بحجة انها لغة المستعمر الذي قاسينا من حكمه الأمرّين، لما كان لردّة فعلنا ان تكون اقل من استهجان فعلته، ولما كان موقفنا والحالة هذه، تبرئة للمستعمر من دماء (...)
الفاضل الجعايبي غني عن التعريف، وتجربته المتحدرة من مختبر "المسرح الجديد" في تونس تحتل اليوم موقعاً متقدماً على الساحة المسرحية العربية. بعد "كوميديا" 1991، يجيء عمله الجديد "فاميليا" ليكمل هذه التجربة ويدفعها الى الذروة. ننشر في ما يأتي قراءة نقدية (...)
ليس نادراً، وأنت توغل في الريف التونسي ولا أحسب الأمر يختلف في الأرياف العربية الأخرى أن يستوقفك مشهد فلاح أو راع فاغر فاه الى جوار مذياع "ترانزستور" يحمل اليه صوت أحدهم يصرخ "ديدي يا ديدي" أو "إيه الحكاية... إيه الرواية"، أو أي "طبخة" أخرى يغترب (...)
لست أدري من القائل لعله الفيلسوف الالماني هيغل ان على الملهاة الكوميديا الاشارة في نهايتها الى ان العالم لا ينهار تحت تراكم الحماقات! اذاً، فالضحك صنو الحياة والدالّ على استمرارها والواشي بحيوية الوجدان المشترك لمجموعة بشرية ما وتواصل افرادها في (...)