تعاني الشعوب من أوجاع تاريخية كثيرة، مثل: قراءة التاريخ بروح مثقلة بمعاني الحروب بين المدن والغزو بين قبائل البادية، أو وصم المجتمع بالجهل والظلم، واختزال إنجازات الآباء والأجداد في معاني سلبية، وعدم تقدير الإنجازات العظيمة في التعليم والبناء (...)
تعني التركيز على الجانب الإنساني في سيرة حياة الأفراد والشعوب وإبراز دور الأخلاق والقيم الاجتماعية والاقتصادية التي تتشارك فيها مع القيم البشرية.
ويوجد تراث إنساني مشترك بين الشعوب، ولكل شعب سيرته وأسلوب حياته وقيمه الإنسانية التي يتعايش بها، ولكن (...)
التاريخ معمل للدراسات الاستراتيجية، وروح تسري في وجدان الشعوب، ورأس المال التاريخي يعني امتلاك ثروة من التراث المادي وغير المادي التي تشكل التاريخ السياسي والثقافي والديني والاجتماعي والاقتصادي والفني إذا ما استثمر بشكل صحيح، بحيث تكون قابلة (...)
تتقدم التقنية ويتقدم معها رقمنة كل شيء من حولنا بشكل سريع ومهيمن، فالعصر الرقمي متجه لابتلاع الإنسان الحيوان والنبات والجماد، وبدأ مشروع استبدالها بإنسان آلي وحيوان آلي وتحرير جيني، وقد أثرت الحيوانات الرقمية على الحياة من حولنا بشكل كبير يستدعي (...)
يستعد العالم الآن الانتقال من التنمية التقليدية إلى التنمية المستدامة بهدف تطوير المجتمع وتحسين اقتصاد الشعوب والدول دون الإضرار بالبيئة الحية (الإنسان والحيوان والنبات...) وغير الحية (الهواء والتربة والماء والطبيعة...)، مع شرط مراعاة الحاضر وأجيال (...)
رغم أهمية المفهوم الجديد لتمتعه بسمات الاستقرار في المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة وجاذبية المصطلح، إلا أني لاحظت صدور مبادرات وطنية داعمة لترسيخه بالأنظمة والتسهيلات الإدارية، ولكن لا يصاحبها نشر فلسفة المفهوم وثقافته للعموم؛ ولذلك نجد في كثير من (...)
لماذا زاد انتشار الاستخدام المضلل للمصطلحات في زمن تدفق المعلومات وسرعة الوصول إليها؟
هل انتهى زمن الباحث الذي يجد المعلومة، وأصبحنا نعيش أزمة الباحث الحصيف الذي يجد المعلومة الدقيقة ويعرف تاريخ سيرة المصطلحات وتحولاتها؟
كنت أتحدث مع صديق حول (...)
عاش المجتمع السعودي وهو يمنح أولوية كبرى للعلوم الأدبية والشرعية، وكانت تسير بطريقة متناغمة؛ حيث نقرؤها في التعليم ونسمعها في الندوات والمؤتمرات، ونرى أسماء رموزها على لوحات أسماء الشوارع والقاعات الجامعية، وأصبحت تمثل «خطابًا» موجهًا للسلوك، ومن ثم (...)
يقول ابن عربي (تُوفي عام 638ه/ 1240م): «كل مكان لا يؤنث، لا يعوَّل عليه»، وتكمن جماليات العبارة في أبعادها التفسيرية التي تستوعب ما يمكن أن يقال؛ لأن اسم «المكان» إذا أنث أصبح «مكانة»، فتغير المعنى بشكل يحقق الفكرة، وبالتالي فالمكان الذي لا يحقق (...)
توجد علاقة طردية بين أنظمة التفكير والتخصص الجامعي والوظائف المناسبة، وفي الغالب يمكن أن يلاحظ ذلك الأنثروبولوجي، ويتأملها الفيلسوف، وتؤكدها الدراسات الميدانية. فقد كنت ألاحظ قوة ارتباط التفكير أحادي الاتجاه لمتخصصي النحو والصرف والبرمجة والرياضيات، (...)
للجبال ذكريات تفاعلية مع المجتمع تستحق أن تكتب سيرتها كما تكتب سيرة عظماء التاريخ، ففي شموخها عز للأهالي ودروع طبيعية من الغزاة، وعلى سفوحها تبنى البلدان، ويتخللها أودية سخية بالتربة الخصبة والمياه، وتنشأ بيئة زراعية ورعوية، وتمنح قممها مناظر خلابة (...)
في أثناء مراجعتي كتاب «نجد: القصة الكاملة» بعد أكثر من ثماني سنوات من البحث والرحلات الميدانية التأملية في نجد بين بلدانها وقبائلها، لاحظت أن للجغرافيا أدوارا سياسية وأمنية كبيرة، فهي تفرض أنواع التفكير الشعبي والسياسي، وهي التي تجعل أهلها في أمان (...)
لكل واقع معاصر جذور تاريخية أدت إلى ما وصل إليه، وغالبًا ما تتأثر هذه الجذور بالظروف البيئية التي تفرض على المجتمع مصفوفة قيمية تلائمها؛ ولذلك يكمن جوهر دراسة التاريخ في تحليل البيئة الجغرافية والقيم المحركة للمجتمع والتحولات التي تطرأ عليها، وليس (...)
كنا نسمع في بداية التسعينيات عن كُتبي شهير معني بالمخطوطات ونوادر الكتب، اسمه الشيخ الدكتور عبدالعزيز المشعل، وفتح مكتبة للنوادر وأغلقت بعد مدة وجيزة مما زاد من شهرته، ثم انقطع تداول أخباره في حقل الكتب، وفي عام 2015 تواصل معي، وفرحت بتواصله، وقال (...)
ترى بعض نظريات العمارة الحديثة أن ذكريات الإنسان في الزمان والمكان تعد شكلاً من أشكال العمارة، حتى ولو لم يبنِ فيها منزلاً أو يزرع شجرة، وأبرز المنظرين في هذا المجال الفيلسوف الفرنسي بيير نورا، وقد أسهم في هذا المجال بكتاب "أماكن الذاكرة"، وبمقالة (...)
عند الأزمات الكبرى، يبرز دائماً سؤال الهوية التقليدي: من نحن؟ فبعد أن تعرضت أميركا لهجمات 11 سبتمبر 2001، عولجت الأزمة بفكر ديني بقيادة بوش الابن، في وقت كان الأميركان يعتقدون أنهم علمانيون؛ ولهذا أصدر المفكر صموئيل هنتنجتون كتاب «من نحن؟ التحديات (...)