لا مكان للوم مرحلةٍ لم تستوعبْ تغييرًا أو تطويرًا؛ فالمرحليّةُ المَدنيةُ والاجتماعيةُ والسياسيةُ والثقافيةُ تتطلبُ تأخيرَ قرارٍ أو إلغاءَه أو إهمالَه أو التراجعَ عنه إلى غيرِه أو ربما إلى نقيضه، ولكلٍ ذاكرتُه وذكرياتُه فيما ظنَّهُ ثابتًا فصار (...)
** التقى به صاحبُكم مرةً أو مرتين، وهاتفه الشيخُ - مبادئًا - مرارًا، ودعاه إلى زيارته في منزله العامر بمدينة «حُريملاء» كثيرًا، ووعده بتلبيتها فلم يؤدِّها لانشغالاتٍ تُلهيه أو تلهو به فيظنّ ألّا وقتَ حيث تتوفر أوقات، ويمر الزمن سريعًا، ولا ندري متى (...)
** لا ينفصلُ انتماؤنا الوطنيُّ الشموليُّ الممتدُّ على أكثرَ من مليوني كيلومتر مربع من «النفود إلى الأخدود» عن انتمائنا لناسنا الأدنَين ومدننا الأصل، بل هما، أي المكان والإنسان، منطقُ الانتماء ومنطلقُه، ومظلةُ الخير «المليونية» التي تلمُّنا من «الماء (...)
** لم يجئ التواصلُ عن بعد إفرازًا «كوفيديًا» مؤطرًا بحجرٍ وحظر، بل هو نتاجُ مرحلة « الما قبل» وسيظل في « الما بعد»، وقد تُجلّيه صورُ كفاحِ جيلٍ سبق، وعقوق جيلٍ لحق، وعلائقِ الإعلاميين مع بعضهم فيما يتجاوزُ الإيماءات والمجاملات.
** ومن تجربةٍ شخصيةٍ، (...)
** كانت المسافةُ بين رسالته ووفاته أربعة أشهر ونصفًا، منها أشهر الصيف التي اعتاد صاحبُكم قضاءَ معظمها خارج الوطن، فلا يعلم يقينًا هل أجابه عن رسالته أم بقيت ضمن أوراقه التي آثر حفظَها لقِيمة مُرسلها وإعجابه به مذ رآهُ في «مجالس الإيمان» وأنصت إليه (...)
** في المركز الصيفي ذي الخمسين يومًا كنا - طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية - نصدر « مجلةً» - بالمعنى التجاوزي - تُدقُّ على الآلة الكاتبة، وتُطبعُ بنظام « الاستنسل « - وهو نظام طباعةٍ بدائي خدم زمنه - وكانت لصاحبكم مشاركاتٌ فيها، كما كان لدينا (...)
** في زمنٍ نأى كانت لدينا مراكزُ صيفيةٌ تشرف عليها وزارة المعارف – وفق تسميتها القديمة – تعقد في معظم مدن الوطن، وتمتد خمسين يومًا خلال إجازة الصيف، ومن أهدافها تبادل الخبرات وتنمية العلاقات بين المراكز، وتُختتم برحلة سنوية، ولتجاور المدينتين فقد (...)
** كانت المسافة بين مكتبه ومكتب رئيس التحرير بضعة أمتار حين ضمنا لقاء عابر في أول حضورٍ لصاحبكم لمبنى الجزيرة (شوال 1404ه) طلب فيه الأستاذ محمد بن ناصر ابن عباس رئيسُ التحرير آنذاك من الأستاذ محمد الوعيل «مدير التحرير وقتها» ضمَّ «الضيف» إلى قائمة (...)
** ربما لا يعلم بعضُنا أنه كان أحد مسؤولي التحرير الثقافي في هذه الصحيفة، بل هو ثالثهم؛ فقد سبقه الأساتذة: محمد السّرحي وعبدالله نور وعلي العمير وتلاه الأساتذة: د.أحمد البدلي وحمد القاضي وصالح الأشقر ثم صاحبُكم، ولا ريب أن الأستاذ سعد بن عبدالله (...)
** لو قيست المسافاتُ بالزمن فلعلَّ صاحبَكم من آخر من التقى به وإن عرفه؛ فقد كان أبو عبدالعزيز سفيرًا ثقافيًا مضيئا خارج الوطن فترةً امتدت عقودًا.
** سمع عنه وأدرك فائق سعيه ونقيَّ وعيه وجميل تواصله مع مثقفي العرب ورموزهم المعرفية والإبداعية، كما قرأ (...)
** تمتدُّ علاقته به لعقدين من الزمن، لا يعلم كيف ابتدأت فلعلها خلال زيارة مكتبته للتزود منها بالجديد والمختلف، ولا ينسى صاحبكم أنه قد عرَّض صاحبَه لمواقفَ محرجةٍ نتيجة الإشارة إلى بعض الإضافات الجديدة التي لم ترُقْ للرقيب حينها، فلم يعتبْ «أبو وائل» (...)
** أربعة عشر حملًا بقي منهم عشرة، تلتها رعايةٌ وتربيةٌ ومتابعةٌ، وعناية بوالدي زوجها، ورعاية لوالدتها وشقيقها، وتدبير بيتٍ ساكنَهم فيها بقرٌ وغنمٌ ودجاج، ولم يمنعها - في حال المخاض- أن تُولّد البقرة والماعز، وتحمل كيس القمح إلى « طاحون عوّاد» من (...)
** يثق أنه يحفظ أوراقه لكنه لا يعلم أين، ولو شاء البحث فيها أو عنها فسيُفْرغُ زوايا مكتبه ومكتبته ومحتويات ملفاته وسجلاته ليجدَها بعسرٍ لا يأبهُ له؛ فليس فيها ما يستدعي الاهتمام لولا قيمتُها الشخصيةُ بما ضمته من رسائل وقرارات وصور وذكريات، وربما عاد (...)
** تلقى دعوةً كريمةً للقاء جمعٍ متميزٍ فسعد بهم وتواصلت لقاءاتُه الدورية معهم، وصار واحدًا منهم حين يلتقون في مطعمٍ شعبيٍ ألْفوه ملائمًا فألِفوه، وإذ احتفوا به فقد احتفى معهم برموزٍ معرفيةٍ مضيئةٍ، وكان منهم الأساتذة: د. محمد الربيّع، د. حمد (...)
** لا ينسى يومَ أهداهُ صورًا من الأعداد الثلاثة الأُول لصحف: «الأهرام وأم القرى والقصيم»، وكان فضلًا منه دون طلب فقد بادر بعرضها وتقديمها إليه ملفوفةً ومغلفةً بشكل أنيق، وما تزالُ حتى اللحظة تتصدر مكتبتَه بعدما أطَّرها صاحبكم حرصًا عليها واعتناءً (...)
يتحدث مؤرِّّخو المرحلة عن صحوةٍ واحدةٍ شُيّعت إثر غروبها بتعداد مساوئها وتحميلها أخطاءَ ثلث قرن أورث تراجعاتٍ ثقافيةً ومجتمعيةً، وفي بعضها شيءٌ من الحق، كما فيها بعضٌ من التجني؛ فأُحاديةُ الرؤية وتغليب العاطفة مرضان لا عرضان، وفيهما تحيزٌ يصدُّ (...)
** لعله عامُ الصِّحافة تخليدًا لعطاءٍ يوشك أن يخبو أحدُ أشكاله لتنموَ أشكالٌ أُخرُ؛ فمن كان يعشق الورق فإن الورق في صحوة الممات، ومن تعنيه الصِّحافةُ فإن ألقَها لا يموت مادامت الكلمةُ والصورةُ والقارئُ والشاشة والكاتب والكتابة.
** مرَّ قرنٌ على (...)
** بالرغم من عمر صاحبكم الإعلامي الذي فاق ثلث قرنٍ، فإنه لم يغشَ مكتب وزيرٍ أو نائب وزيرٍ، ولا يذكرُ غير مرة أو مرتين قاده اجتماع أو اثنان إلى مكتب وكيل وزارة، بل إنه لو عدَّ المكاتب الرسمية التي دخلها - خارج عمله في معهد الإدارة - فلن تبلغ أصابع (...)
** من يعرفُه يألفُه ومن يألفُه يحبُّه ومن يحبُّه فلن ينفكَّ ارتباطًا به، ولو قصَّرنا في حقه سيفي حقَّنا، وإن غفلنا بدواعي الحياة فسنراه أمامنا شخصًا أو صوتًا، ومعهما دعوةٌ جميلة للقاءٍ مع أصدقاءَ بعد صلاة العِشاء، ولن تقدر على الاعتذار عن العَشاء، (...)
** بأناقته وابتسامته وتعليقاته كان موعدُنا معه في الصف الأول المتوسط حيث أوكل إليه تدريسُنا مادة «الأدب»، ولم نكن نعي عصورَه ومناهجَه وأغراضه ونقائضَه، وكل ما وعيناه في المرحلة الابتدائية بعض الأناشيد الخفيفة من مثل: «الولد النظيف» و «سل صفحة (...)
سبق الحديث في الجزء الأول من المقالة عن الشعار السعودي (السيفين والنخلة)، والكشف عن المعاني التي يدل عليها هذان العنصران المهمان (السيف والنخلة)، حيث يرمز السيف إلى أهمية القوة والمنعة في المنظومة القيمية لهذه البلاد المباركة، كما يرمز إلى ارتباط (...)
تشرح بعض الرؤى البلاغية المعاصرة كيفية دراسة بلاغة الصورة المرئيّة عبر الاهتمام بالعناصر الثلاثة الآتية: طبيعة الصورة (أو عناصرها)، ووظيفتها، وتقييمها( ). وسوف أحاول تطبيق هذه الطريقة المقترحة عبر تقديم قراءة بلاغية لشعار السعودية المعروف: (السيفين (...)
** كنا نعجبُ من مقدرتِه الارتجاليةِ وقت أن صار خطيبًا في جامع «الضُّليعة» بعنيزة؛ فلا ورقةَ كما افترضنا، ولا تنغيمَ مثلما اعتدنا، ولا تقليديةَ إذْ أَلِفنا، لا يتوقفُ ولا يتلعثمُ، وليس في خُطبتيه فتاوى المواسم ولا تراتبية المراسم؛ فجاءت دعويةً لا (...)