لم يكن يا صديقي (جبل عبادي) المكان الوحيد الذي نصعده، وملتقى الأحباب الذي نؤمه، فلقد كنا نهبط إلى أسافل مكة المكرمة خصوصًا في تلك الليالي المشرقة من شهر رمضان، أقف تحت المقام أترقب لحظة نزولك، تقابلني بتلك الابتسامة الوادعة..
قلبك - يا أبا محمد- لا (...)
لابد من القول إن إنشاء دولة دينية في منطقة الشرق الأوسط، ونقصد بذلك، إنشاء الكيان الصهيوني في عام 1948م، بمؤازرة من القوى الغربية المختلفة، قد أسس لمفاهيم الإرهاب، التي طالت حتى الغربيين أنفسهم، كما حدث في تفجير فندق الملك داوود في القدس، قبيل قيام (...)
انتقل الى رحمة الله سهيل زين فارسي رجل الأعمال المعروف، وقد ووري جثمانه أمس في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة ..
يقام العزاء في داره بالمدينة وسيكون اليوم الأربعاء ثاني أيام العزاء
وقد عبّر صهره وصديقه الدكتور عاصم حمدان عن عميق حزنه لفقد هذا الإنسان (...)
كان ذلك قبل ما يقرب من أربعين عامًا تصرّمت أيامها ولياليها الباذخة فرحًا وسرورًا.. وبقيت منها ذكريات تلوذ بها قلوب عايشت أوقاتها؛ أوقات كان فيها الأذان ينطلق من جوار بيت الله الحرام ليحمل في طياته الأصوات المتبتلة والأوابة، والمتطلعة إلى رحمة المولى (...)
أذكر أننا كنا ذات ليلة في سيارته، وكان معنا الإنسان الدكتور عدنان اليافي، وأخي الدكتور زهير حمدان، إضافة إلى كاتب هذه السطور، واتجه بنا «دياب» منطلقًا صوب حارة «برّه»، وأوقف المركبة أمام أحد الأماكن، وأخذ يحدثنا عن النادي الذي أقامه كبار أهل الحي؛ (...)
لم يكن السيّد غازي مدني سيِّدًا في نسبه الطاهر فقط، بل كان سيِّدا في أخلاقياتهِ وسلوكياتهِ التي لا يمكن أن تحيط بها كلمات وعبارات أكتبها وأسطرها بعد أن تلقَّيتُ نبأ وفاته المفجع والمحزن في آن، فلقد عرفتُ أبوعبيد منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا، والتي (...)
بالعودة إلى المصادر الأوّلية في تاريخ المدينة المنوّرة، كما هو الشأن عند عبدالرحمن الأنصاري 1124-1197ه في كتابه الموسوم «تحفة المحبّين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب» نجده -أي الأنصاري- يذكر بعضًا من أسماء المدارس التي كانت قائمة آنذاك -أي (...)
لأسباب متعدّدة تباطأت مسيرة علم الآثار في بلادنا؛ مع أنّها مهد حضارات متعدّدة، ولا يزال
–للأسف الشّديد –هناك تيّار يربط هذا العلم بمفاهيم مغلوطة، وانطباعات خاطئة، مع أنّنا أمّة سعت للحفاظ على آثارها الأمم الأخرى، ولم تمسّ تلك الآثار ممّا يدخل في باب (...)
على الرّغمِ من الولاء البريطانيّ للحركة الصّهيونيَّةِ، والذي يمتزج فيه السِّياسي بالدِّيني؛ إلاَّ أنَّ الإرهاب الصّهيونيّ طال المصالح البريطانيَّة. وتمدّنا أدبيَّات السِّياسة البريطانيَّة بشيء من ضروب ذلك الإرهاب، وبأشكاله المتعدِّدة. فقبل قيام (...)
تأتي استقالة المندوب البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي، والمسؤول عن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتّحاد، لتضع علامة استفهام حول قدرة رئيس الوزراء الحالي تيريزا مى Theresa May على السير في هذا الطّريق من دون عقبات جسيمة لم تكن تخطر على بال السياسيين الذين (...)
على الرّغم من تعرّض مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنوّرة لحوادث سطو على مخطوطاتها النّادرة، وخصوصًا إذا ما أخذنا في الاعتبار نقل المكتبة إلى إستانبول، في أواخر أيّام الدولة العثمانية، خلال الحرب العالمية الأولى، ثمّ عودتها ثانية إلى المدينة المنوّرة (...)
* عندما صعد المدعو أبو بكر البغدادي درجات المنبر، في شمال العراق، قبل سنوات قليلة، وأعلن ووجهُه شبه محجوب عن القريبين منه، والبعيدين عنه، عن إنشاء الخلافة مُنصِّبًا نفسه خليفةً وقائدًا، خفقت كثير من القلوب، ورقَّت لمقولته الكاذبة، ولهذا جاء ردُّ (...)
* في دورة الجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة -الأخيرة- حاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ينبش ذاكرة التاريخ، مشيرًا إلى وعد بلفور Bal Four، والذي كان عضوًا في حكومة الحرب العالميَّة الأولى -وواصفًا إيَّاه بالمشؤوم، وقد أقرَّت تلك الحكومة (...)
* تتشابه التَّيارات الدينيَّة والفكريَّة المتطرِّفة في كثير من سلوكيَّاتها المدمِّرة للبناء الحضاريِّ الإنسانيِّ الذي شاركت في قيامه حضارتنا العربيَّة والإسلاميَّة بقسطٍ وافر، ولهذا فإن إقدام بعض هذه التَّيارات على تدمير مظاهر هذا التراث ومعالمه، لا (...)
يأتي الموت على غرَّة ليخطف الحبيب من بين أحبابه، والأثير من بين أهله وجلسائه، يأتي ليذكِّرنا بأن دار الفناء ماهي إلا معبر لدار البقاء والخلود، وأن الله اختص نفسه عز وجل بالأزلية والديمومة والبقاء، فنذكر هذا حينًا من الدهر ثم ننساه ونحن نسير في دروب (...)
* لم يكن اسم محمد صلاح الدين غريبًا على جيل من أندادنا تعشَّق الحرف الصادق والكلمة الجريئة والهادفة. كان هو وأستاذنا أحمد جمال -رحمهما الله- الأكثر تمثيلًا في كتابتهم للقيم الرفيعة التي يسعى المصلحون في كل أمة لتحقيقها مع توفر للأدوات الكتابية التي (...)
* تعودُ معرفتي باسم الأخ والزميل الصحافي الأستاذ علي حسون، منذ نهاية السبعينيَّات، وبداية الثمانينيَّات الهجريَّة. فلقد كانت هذه الصحيفة الغرَّاء، أعني «المدينة» تصدر من المدينة، وكان اسم الأخ الحسون يرد كاتبًا في بعض صفحاتها، وخصوصًا فيما يتَّصل (...)
* أتذكَّرك -اليوم- مع حلول شهر شعبان، حيث يجتمعُ الشمل، ويتوافد أحباب الأمس، ورفاق الدرب، تحتفي بهم أمام حانوتك المُطل على البيت والمقام، وتنتصب بقامتك الفارعة مُرحِّبًا، ولا تدع أحدًا يسكب أقداح القهوة والشاي سواك، ممّن يصغرونك سنًّا، أو يقاربونك، (...)
** تعتبر حرب السويس 1956م، والتي أعقبت تأميم القيادة المصرية، بزعامة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من أكثر العوامل التي انعكست سلبًا على العقلية السياسية العربية. فإذا كانت بريطانيا الدولة الأكثر حضورًا في الشرق الأوسط قد قامت في عام 1953م بالتدخل (...)
* اختار المستعرب الإنجليزي ليزلي مكلوفلين Leslie-Mcloughlin، عنوانًا رومانسيًّا وهو: «في بحر المعرفة» لكتابه الذي دوَّن فيه مسيرته مع اللغة العربية متعلِّمًا، ومترجمًا، ومستشارًا، ومعلِّقًا في وسائل الإعلام البريطانية مثل الإذاعة والتليفزيون، (...)
* كانت سمة الموسوعية العلمية والثقافية تطبع عددًا كبيرًا من جيل الروّاد من أمثال: عبدالقدوس الأنصاري، حمد الجاسر، محمد سعيد العامودي، أحمد عبدالغفور عطار، عبدالله بن خميس، أمين مدني، محمد العقيلي، عبدالكريم الجهيمان، محمد حسين زيدان، وغيرهم، وقليل (...)
** عندما اجتمعت معه لآخر مرة قبل ما يقرب من عام في دارة السادة الكرام آل هاشم كان يتحامل على نفسه عند الجلوس أو القيام دون أن يبدي أي ضجر وشكوى، واستعدت في ذاكرتي صورته عندما رأيته لأول مرة وكان ذلك في مكة المكرمة وتحديدًا عام 1393ه، فلقد حططت الرحل (...)
* خصصت صحيفة الديلي تلغراف الأكثر مبيعاً وشهرة ومحافظة في شارع الصحافة البريطاني مقالة رثائية عن الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- في الصفحة التي تخصصها لإلقاء الضوء على حياة المشاهير في عالم السياسة وسواه، واصفة إياه بأنه شخصية محترمة ومقدَّرة في (...)
* لا يمكن فهم الحاضر دون الرجوع إلى الماضي والتوقف عنده مليًا وذلك ما تحاول هذه المقالة مقاربته في موضوع العلاقة الغربية الإيرانية على مدى تسعين عاماً أو أكثر، ويأتي موضوع النفط في صلب هذه العلاقة، فبريطانيا التي أخذت امتياز تنقيب النفط في إيران عام (...)
* أتيت في الحلقة الماضية، ومن خلال ورقة الباحث: هاري ويديك Harry E.wedeck الموسومة «شخصيات غير مسلمة تسلّلت إلى مكّة»، على ذكر ملامح من رحلة «ليون روش» Leon Roches الفرنسي الجنسية، والذي اختار عند قيامه برحلته إلى الحجاز عام 1841م، اسمًا مستعارًا (...)