ليس هناك متسع من الوقت لأن نقضي حياتنا بعشوائية وبآمال كاذبة.. أغلقوا أبواب الأمنيات التي لا جدوى منها.. أغلقوا منافذ الحديث الذي يجر الكذب والخداع.. أغلقوا أبواب بصيص الأمل لقيام العدالة الدنيوية، لطالما هناك إلهٌ عظيم سنرحل لعدالته السماوية وسيحصد (...)
سمعنا عن الأقزام..
وشاهدنا على أرض الواقع فئات من الناس لم يكن لهم نصيب في الطول والأمتار..
وسمعنا عن الأقزام السبعة في قصص بياض الثلج..
لكن محبرة الأقزام علَّها كانت نسياً منسياً فوق أحد الأرفف أو كانت مخبأة في صندوق الأجداد..
لا يهم لطالما نتكلم (...)
هناك أبناء من يجاهد نفسه ليصل لمنزلة الإحسان والبِّر بالوالدين، ومنهم من يحاكي الآخرين ليتربع على عرش البررة، ومنهم من ينعق ب«البِّر» ليصفق له الآخرون وإن كانت النوايا حسنة إلا أن الرياء يفسد صالح العمل.
أما هناك في زاويا «البر الصامت»؛ فنطقت أفعال (...)
؛ أن ترى (المنافق) وهو يحتضن أناساً قد مزق جلودهم بأنياب السخرية والاستهزاء ثم يتحدث معهم ليعرف أنباء من حوله ويظهر أمامه بإحرام الطهارة وهو مجرد منها.. والآخر يظن أنه نجا من ذلك المنافق ولا يعلم بأنه أصبح جسراً يوصله للمزيد من الأخبار ومعبراً (...)
أحتاج من يرعى ذلك القلب ويترفق به.. أحتاج مأوى من حديد، متكأ لا يميل، وظهر لا ينحني، وقوة لا تنثني، وعزم لا ينتهي.. لا أطالب بالكثير، فاليسير يكفيني، لم أسع يوماً للأنانية، فهي معول هدم وتخريب وتفريق للجماعات والأسر.
الإيثار منهاجي، وطاعة الله (...)
يقضي معظم الناس حياتهم في البحث عن «السعادة»، والعلماء في السابق أحالوها للحظ، فالمحظوظ هو السعيد، لكن سقراط أكد أنه يمكن بالجهد البشري توفيرها ونحن من نصنعها وننشرها، فهي لا تُطلب بل تُصنع، ونحن من نصنع قوالبها بأنفسنا ولأنفسنا وللآخرين.
من خلال (...)
أُقلِّب ذلك القلم يمنة ويسرة، ألقي به على الأرض بين الأوراق المبعثرة والمحبرة الجافة، وأخرى مائلة يراق منها حبر مكثف غليظ كالدماء المتجلطة.. أتصاب المحابر بالأمراض؟!
ربما الخيبات المتوالية وشعور عدم الانتماء للمواقف والأشخاص الذين كابدنا منهم مرارة (...)
ها هم بعد أن تقوست عظامهم وهم يرعون أبناءهم وأحفادهم، اخشوشنت كفوفهم طلباً للرزق، يسامرون اللهفة والأشواق في سماع أصوات أبنائهم وأحبائهم.. إننا نراهم اليوم وهم في أمسّ الحاجة لكلمة حانية أو ابتسامة، يحتاجون منا فقط وقتاً لنبقى معهم نتجاذب أطراف حديث (...)
ذاك اليوم وذاك المكان، تلك اللحظات المنتظرة التي كنت أرقبها بفارغ الصبر، وتلك الآلام التي حملتها وهناً على وهن والوصب الذي لاقيته عند المخاض، تلك الانحناءات التي أنحنيتها ليرضع صغيري وترضع صغيرتي.. كنت أفترش لهما صدري ليناما قريرين.. لم ألبث أن (...)
«الجروح قصاص»، فكيف بمن قتل نفساً.. ربما يرد إلى الأذهان القتل العمد أو الخطأ.. كلاهما بشع ومؤلم، لكن المقتول هنا يتوارى جثمانه في القبر، وعند الله لا تخيب الودائع.
أقف هنا على أعتاب الغدر والخيانة، فكم من زوجة وزوج ماتا بالشعور وبقي الجثمان لا يجد (...)
«الحقائب» مهمة لحفظ ممتلكاتنا، تمتلئ مرة وتفرغ مرة أخرى، إلا أن هناك حقيبة مفتوحة منذ سن التمييز، تلك هي التي نضع فيها بلا عمد الذكر والتسبيح وآي المولى والعمل الصالح، وما أسهل التزود بالطاعات.
تبقى تلك الحقيبة تحمل وتفيض بالخيرات لدى أناس وتفرغ لدى (...)
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).. هل فكرت يوما أن تكون من أصحاب هذه الآية الكريمة؟.. ربما من كثرة حبي وتعلقي بكلام الله صرت أجد ذاتي تتشكل في بعض آية.. فكم من غيظ لجمت وداخلي يبصق في وجه المواقف العرجاء.. أتفانى لأنال منزلة (...)
فتحت قنينة حبري لتزخرف الأشواق وتنقش الوفاء فقلَّما نجد صدق الشعور.. هل ابتسم القدر أم ازداد القهر؟.. جاءني فأمسكت ريشتي لأرسم على صفحات قلبي حبّاً بنكهة الأمل، بنكهة الأمنيات السعيدة.. وبينما كنت أنقش على صدري لوحة فنه وجنونه سكبت الحبر فوق لوحة (...)
ستجدون السؤال لا محالة حينما يقرأ كل منكم رحيق حرف نقش الوفاء وسطَّر الجفاء.. نفس القلم.. نفس اللسان.. نفس الأشخاص تجدهم تارة أحبة أوفياء معك في الرخاء وعند الشدة يتنحون.. تلتمس لهم أعذاراً واهية كبيت العنكبوت، بينما تحاول مراراً الحفاظ على الصلة (...)
يبذل كل منا جهداً ليختار درباً يواصل فيه مشوار عمره، واختياره إما أن يكون موفقاً أو يقوده للمهالك.. لكن هناك أسساً يختار طريقه بناء عليها.. يستند على بعض منها ويتوكأ على عصواتها.. قد يختار طريقاً يسيراً سلماً لا اعوجاج فيه، وقد يتخير الطريق الممتلئ (...)