(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).. هل فكرت يوما أن تكون من أصحاب هذه الآية الكريمة؟.. ربما من كثرة حبي وتعلقي بكلام الله صرت أجد ذاتي تتشكل في بعض آية.. فكم من غيظ لجمت وداخلي يبصق في وجه المواقف العرجاء.. أتفانى لأنال منزلة عالية عند رب الخلق فأجد بعضهم يدخل في النوايا.. بحسب امرئ يفسر على هواه أن يؤثم وينال وزر القلوب المنهكة التي تصارع فقر الشعور.. أما علم من اتبع هواه أنه يضل ويشقى ويبقى منبوذاً لا يقنع ولا يرضى!.. أما آن الأوان لأن نتعلم ونرقى!. تتقاذفني الخيبات حتى شُج قلبي فجمعته بين كفي التغاضي، ليحيا معافى سليماً لا يحمل غلاً ولا هماً حتى إن أتتني الظنون واصطف المنون، أوكل الخفايا لرب لا تنام له عيون فهو القادر المطلع على خبايا الجفون. كونوا أبطال المواقف وإن كانت تلك البطولة خرساء لا يسمع أحد نحيبها، دعوها تنوح لكن لا تقتلوها، فهناك يوم فاصل يحسم الشعور والظلم والجور، فيفيق الأبطال ويعرض صبرهم وينالون من الله كثيراً من الأجور. لنعش مطمئنين واثقين بأن الله معنا يرانا ويعامل عباده بالعدل، فقد حرَّم سبحانه الظلم على نفسه وجعله محرماً بين الناس، فهل تظنون أن رباً عادلاً يتركهم يبطشون ولا يحاسبون؟، قد يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، يوم لا ينفع مال ولا بنون، ولعمري ذاك اليوم وذاك الحساب لهو أشد من المنون.