رغم أنه كان أول رئيس أميركي يزور الكويت وهو على رأس وظيفته، إلا أن جورج بوش الإبن قد عاد الى الكويت أمس، وسط لا مبالاة إعلامية، مرسلا إشارة لم تخل من المعنى حول بحثه عن عمل في الكويت. من فوق منصة غرفة الإجتماعات الكبرى في واحدة من أهم كيانات الإقتصاد الكويتي، وهي شركة مشاريع الكويت المتحدة (كيبكو) ظهر رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية السابق جورج دبليو بوش في العاصمة الكويتية الذي سلم منصب الرئاسة الى خلفه الديمقراطي باراك أوباما في مطلع العام 2009، إذ لوحظ أن زيارته لم تكتسب أي بعد سياسي كونها جاءت عبر دعوة من (كيبكو)، رغم إستقبال الشيخ نواف الأحمد الصباح ولي العهد الكويتي، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح له، إذ يغيب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح عن بلاده لقيامه بجولة عربية مغاربية قادته الى تونس والجزائر، والمغرب، وموريتانيا. ورغم البعد الإقتصادي الطاغي لزيارة بوش الإبن الى الكويت، إلا أنه أصر في لقاء سياسي- إقتصادي نظمته له كيبكو) أنه غير نادم على أي قرار إتخذه وهو رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية منذ العام 2000، وحتى آخر يوم في ولايته الثانية عام 2008، مؤكدا أن أعظم قراراته على المستوى الخارجي كانت إعطاء الأوامر "بتحرير العراق من إختطاف حزب البعث بقيادة الرئيس السابق صدام حسين، ومحاكمة وإعدام الأخير بوصفه مسؤولا عن مجازر دموية تسببت بإزهاق أرواح مئات آلاف العراقيين". معتبرا أن لحظة أداء جلال طالباني اليمين كرئيس للعراق لا تنسى بالنسبة إليه، وأنه بكى في تلك اللحظات حينما تابع المشهد عبر التلفزيون. ووفقا لشبكة (إيلاف) وخلال اللقاء الذي نظم له وتجاهلته وسائل الإعلام المحلية مكتفية بالخبر الرسمي حول إستقباله من قبل ولي العهد ورئيس الوزراء، فقد ركز بوش الإبن على قراراته الجريئة إقتصاديا في الداخل الأميركي، وكيف أنه حرر الإقتصاد الأميركي مرارا من المخاوف، وإتخذ الكثير من القرارات الضامنة لإستقراره، قبل أن يتطرق بإشارة لم تخل من الدلالات بأنه كان رئيسا للولايات المتحدة الأميركية والآن جاء يبحث عن عمل في الكويت، وهي الإشارة التي تلقاها الحضور بأهمية وتوقف، رغم أن بوش الإبن قالها مازحا، وسط إنطباعات بأن الرئيس الأميركي السابق الذي ذكر الكويتيين بأنه كان أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية يأتي الى الكويت وهو على رأس وظيفته قد يقلد حليفه السياسي سابقا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي جاء الى الكويت بعد تركه لمنصبه ليعرض خدمات مؤسسته الإستشارية في وضع تصور شامل لمستقبل دولة الكويت. وعلى هامش زيارته فقد شرح الرئيس الأميركي السابق بأن كتاب مذكراته الذي سيصدر في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، ستغير نظرة العالم نحو أحداث وقعت خلال العقد الأخير، وسيركز على أبعاد ومضامين جديدة في قضايا العراق وأفغانستان وهجمات واشنطن ونيويورك، وتنظيم القاعدة، علما أن مذكرات بوش ستصدر تحت إسم (لحظة القرار)، عبر دار النشر الأميركية ( كراون) ويأتي طرحها متزامنا مع إنتخابات التجديد النصفي لإنتخابات مجلس النواب الأميركي، وسط إنطباعات بفوز سهل للحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بوش الإبن، كما أن مذكرات بوش تأتي بعد نحو شهرين من مذكرات أصدرها توني بلير تحت إسم (الحلم). ومنذ خروجه من الرئاسة مطلع العام الماضي فإن بوش الإبن كان قد إنضوى تحت مظلة شركات النفط العملاقة في ولاية تكساس الأميركية، علما بأن عائلته تملك بعضها، كما أنه ظل دائم المواظبة على الزيارة الى مرزعة العائلة (كروفورد تكساس)، ومزاولا بإستمرار للعبة (البيسبول) الشهيرة، إذ أسس وتملك نادي رنجر للعبة البيسبول، كما أنه كان حاكما لولاية تكساس لفترتين بين عامي 1995-2000 .