قال أحد مساعدي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن الأخير أمر قادة الجيش بوضع خطط حربية للعراق قبل تسعة أشهر من وقوع الهجوم. وحسبما ذكرت صحيفة الاندبندنت اللندنية الصادرة امس فإن رئيس الوزراء البريطاني السابق قد بدأ يخطط للهجوم بعد مرور شهرين على لقائه السري بالرئيس الامريكى السابق جورج دبليو بوش في مزرعته بكروفورد، في ولاية تكساس وخلالها أخبر أن الولاياتالمتحدة قد بدأت تعد العدة لعمل عسكري للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال السير ديفيد مانينغ، الذي كان آنذاك مستشار بلير للشؤون الخارجية، خلال جلسة تحقيق جرت معه ضمن ما يعرف ب «تحقيق تشيلكوت» الخاص بحرب العراق، إن بوش وبلير ناقشا خلال اجتماع جرى بعد ثلاثة أيام على هجمات 11 سبتمبر 2001 وخلاله قال بوش إن الولاياتالمتحدة لا تحتاج دعم بريطانيا للقيام بالحرب في مارس 2003. ويأتي كشف السير ديفيد متزامنا مع إنكار بلير للمزاعم القائلة إنه منع، اللورد غولدسميث، كبير مستشاريه القانونيين من الكلام بعد الاستجواب الذي جرى له حول الأرضية القانونية التي جرى وفقها غزو العراق. ففي مقابلة مع سي أن أن أكد بلير أنه يقف إلى جانب قراره بدعم الجهود الهادفة لإسقاط صدام حسين عن السلطة. وقال ضمن هذا السياق: «هناك شيء تتعلمه كزعيم هو أن عليك أن تتخذ قرارات، وبعض من تلك القرارات صعبة، وبعضها مثير للجدل. أظن أن واحدا من رؤسائكم قال: إذا كنت لا تتحمل الحرارة فلا تذهب إلى المطبخ، وهذه هي وجهة نظري في السياسة». وحينما سئل إن كان تنمر على اللورد غولدسميث كان جواب بلير بالنفي. وقال السير ديفيد خلال استجوابه إن موقف بلير تصلب تجاه تغيير النظام في العراق بعد اجتماع كروفورد خلال شهر أبريل2002، وخلال تواجده هناك أخبره الرئيس الأميركي السابق أن خلية سرية تم تشكيلها داخل القيادة العسكرية المركزية في فلوريدا تقوم بوضع الاستراتيجية لتغيير النظام في العراق.