أعادت تصريحات الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالرياض حسين العذل حول رغبته في عمل السعوديات كخادمات في المنازل الموضوع إلى الواجهة من جديد. العذل أكد أن الثقافة في المجتمع السعودي مقلوبة، حيث استباحت أمورًا وحرمت أمورًا أخرى. وتساءل "ألا يندى جبينكم حين ترون لحظة خروجكم من صلاة الجمعة 10 أو 15 امرأة سعودية يطلبن يد العون لتسديد فاتورة كهرباء منازلهن؟ ما الذي يمنع من عملهن بالمنازل وجلوسهن مع الأطفال، فهذا الأمر حلال وليس هناك أسوأ من السؤال"؟. تصريحات حسين العذل جاءت إثر المعارضة الواسعة لفكرة عمل السعوديات كخادمات في المنازل وما واكبها من آراء مختلفة في الصحف المحلية، حيث حفلت أعمدة كتاب سعوديين من الجنسين بنقد لاذع لطرح موضوع عمل المرأة السعودية كخادمة في المنازل. وفي شبكة "إيلاف" السعودية التي أوردت هذا التقرير في موقعها نقلت عن عضو جمعية حقوق الإنسان صالح الشريدة الذي قال إن عمل السعوديات في المنازل ليس وليد الوقت الحاضر وإنما كان موجودًا في السابق وتحديدًا قبل 40 عامًا، وأوضح الشريدة أن الإثارة الإعلامية للموضوع جعلت منه حاجزًا نفسيًا ووقفت حجر عثرة في وجوه السعوديات للعمل بذلك. وقال "أنا شخصيًّا لو أتتني سعودية تعمل لدي بالمنزل ب2000 ريال أفضل من عاملة أجنبية ب800 ريال". وعلى الرغم من هذه التصريحات إلا أن استطلاعًا للرأي أجراه مركز الإحصائية السعودية للدراسات الإحصائية حول فكرة عمل السعوديات خادمات في المنازل على عينة مكونة من 3000 شخص من المواطنين والمقيمين بهدف التعرف إلى آرائهم، أظهر أن ما يقرب من نصف المبحوثين بالعينة غير موافقين على عمل المرأة كخادمة في المنازل و12.3% من فئة الموافقين و35.5% يوافقون بشروط. المؤسسة الدينية في السعودية من جهتها لم تنأَ بنفسها عن الموضوع حين أجاز عالم الدين السعودي الدكتور صالح اللحيدان المستشار القضائي الخاص عمل المرأة كخادمة. وربط عالم الدين اللحيدان هذه الإجازة بشرط عدم توفر عمل آخر غيره لها، وأن تكون بجانب محرمها، وأن يكون عمرها فوق الخمسين، وذلك في أول رأي شرعي بخصوص عمل السعوديات كخادمات. وبالعودة إلى نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز الإحصائية السعودية فإن النتائج توضح أن 30% من المنطقة الغربية في المملكة غير موافقين على عمل المرأة في مهنة خادمة منزلية وهي أعلى نسبة، ثم تليها 18% من المنطقة الشرقية ممن يوافقون بشروط، و14% من المنطقة الوسطى غير موافقين. وتشير النتائج إلى أن المستطلعين الذين مستوى تعليمهم ثانوية أو بكالوريوس غير موافقين أو موافقون بشروط على عمل المرأة في مهنة خادمة منزلية، فيما كانت نسبة إجابات الذين مستوى تعليمهم دراسات عليا متساوية بالنسبة إلى الآراء الثلاثة موافق وموافق بشروط وغير موافق . كما تشير إلى أن نسبة الذكور غير الموافقين على عمل المرأة في مهنة خادمة منزلية أعلى من الإناث.