وجه سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، وعبر البريد الإلكتروني، رسالة للسفير الأمريكي في الرياض، جيمس سميث، عبروا فيها عن استيائهم من إجراءات التفتيش الصارمة التي اتخذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في مطاراتها ضد مواطني 14 دولة – ومنها السعودية - صنفتها الولاياتالمتحدة راعية للإرهاب أو متورطة بنشاطات إرهابية أو أنها تعاني من الإرهاب مثل السعودية. تعنت الإجراءات الجديدة وتمنع هذه الإجراءات المسافرين من دخول دورات المياه قبل ساعة من وصول الرحلة، ومنع الركاب قبل ساعة أيضا من تغطية أجزاء من جسدهم بالبطانيات، وتمنع الطيار من إبلاغ الركاب عن معالم المدن الأمريكية أو تحديد موقع الطائرة ولو بهدف تحديد القبلة. كما تُحتم الإجراءات الجديدة مراقبة أي راكب يذهب إلى دورة المياه خلال فترة الإقلاع أكثر من مرة، ومنع دخول السوائل بشكل مطلق إلى الطائرة، والتفتيش اليدوي الاحترازي قبل صعود الركاب إلى الطائرة وبشكل فعلي لا يترك مناطق خارج حدود نطاق التفتيش بما في ذلك مؤخرة الراكب والمناطق الحساسة إذا ما طلب رجال الأمن ذلك بشكل عشوائي ومن خلال الاشتباه بشكل الراكب للتأكد من عدم حمله لعبوات ملاصقة للجسم، كما يتضمن التفتيش استخدام أجهزة إشعاعية تظهر جسد المسافر عاريا، وغيرها من الممنوعات. غياب العدل وبدأت الرسالة بالتعبير عن الأسف إزاء هذه الإجراءات، "نود أن نعبر لكم - نحن مواطنو المملكة العربية السعودية - عن بالغ أسفنا وعميق ما يعترينا من خيبة أمل إزاء السياسة التي اتخذتها بلادكم مؤخراً والقاضية بإجراء عمليات تفتيش دقيقة ومُذلة في مطارات المغادرة إلى بلادكم ومطارات القدوم في الولاياتالمتحدة وذلك على رعايا 14 دولة فقط منها المملكة العربية السعودية. إننا نرى هذه الترتيبات الجديدة إساءة لكافة أبناء بلادنا لأنها تصنِّفهم جميعاً وبلا استثناء كعناصر إرهابية يُخشى منها، بلا جريرة جنتها أيديهم سوى أنهم يحملون جوازات سفر سعودية". وتطرقت الرسالة، التي كتبت باللغتين، العربية والانكليزية، لغياب العدل، وتكريس الكراهية " نحن نرى بأنه يتعين على من أراد اتخاذ تدابير سلامة عامة أن تكون معتدلة في تعاملها مع إنسانية الآخرين وكرامة الأبرياء لا أن تكون تدابير تكرّس التفرقة وتنمي فكر الكراهية المقيت الذي أضحى يهدد كافة الشعوب المحبة للسلام؛ من أمريكيين وسعوديين وغيرهم على حدٍ سواء". اختيار عنصري وأشارت الرسالة من أن هذه الإجراءات تقوض كل الجهود التي تبذلها السعودية، حكومة وشعبا، في مواجهة الإرهاب، " كما إن هذه السياسات وبلا أدنى شك تقوض كل الجهود الجبارة التي يبذلها آلاف المثقفين السعوديين لمحاربة الإرهاب، غير آبهين بما يشكله ذلك من خطر على حياتهم في أحايين كثيرة. قادة المملكة العربية السعودية وشعبها ظلوا وما زالوا يشجبون الإرهاب بجميع أشكاله إيماناً منهم بأن هذا هو الواجب والحق الذي ينبغي عليهم إتباعه. أن الإجراءات المتخذة مؤخراً من قبل حكومتكم لن تساعد احد في التقدم نحو هذا الاتجاه". وختمت رسالة السعوديين بالتأكيد على حق كل بلد في حماية أراضيه، دون إجحاف : " أخيراً نود أنْ نفيد سعادتكم أننا لا نعترض على حق أيّ دولة في الدفاع عن حدودها واتخاذ ما تراه من إجراءات لحفظ أمنها بما في ذلك تفتيش القادمين إليها. لكننا نخالفكم حيال تلك التدابير المجحفة والشمولية التي اعتمدت على العنصرية في اختيار أهدافها وتجنبت اللجوء إلى المصادر القانونية السليمة والموثوقة والمُحايدة". الجدير بالذكر أن مضمون الرسالة يحمل احتجاج تجاه الإجراءات الأمريكيةالجديدة المزمع تطبيقها لتفتيش المسافرين السعوديين إلى الولاياتالمتحدة، بحيث يتم إرسالها بشكل شخصي إلى سفير الولاياتالمتحدة في الرياض عبر بريده الإلكتروني، أو فاكس السفارة الأمريكية في الرياض في محاولة لإلغائها. السعودية نجحت في ردع الإرهاب الجدير بالذكر أن الحكومة السعودية تعتبر واحدة من الدول التي لعبت دوراً كبيراً في الحرب العالمية ضد الإرهاب، واستطاعت أجهزتها الأمنية في مطاردة قادة تنظيم القاعدة في السعودية وقتلهم، وتجفيف منابع التنظيم بعدما عانت خلال فترة من الفترات من استهداف عناصر التنظيم لمجمعات سكنية ودوائر حكومية. كما جاءت الإشادات الأمريكية الأخيرة وعلى فترات بنجاحات السعودية والدعوة لنقل تجربتها في تجفيف الإرهاب وهو ما وصف بالناجح والفاعل وليس آخرها ما ذكرته وكالة رويترز نقلا عن تقرير لمكتب المحاسبة الحكومي الأميركي في أكتوبر الماضي أن جهود السعودية حققت تقدماً كبيرا في الحرب ضد الإرهاب ، وشدد التقرير على عدم وجود أي مؤشر إلى أن الحكومة السعودية تموّل الإرهاب أو تدعمه بأي شكل من الأشكال . كما استضافت السعودية العديد من المؤتمرات الدولية ضد الإرهاب، التي كانت تحرص من خلالها على إبراز وسطية الإسلام واعتداله وتسامحه مع الآخر وتوضيح وجه الخطأ في نسبة الإرهاب إليه نتيجة لانحراف بعض المنتسبين إليه، إضافة إلى مناقشة التطرف الفكري.