وصف المفكر المصري نصر حامد أبو زيد إن قرار منعه من دخول الكويته بأنه قرار سياسي، ويمثل صورة باهتة من الإرهاب الفكري والطغيان السياسي على المفكرين العرب، وقال في ندوة تضامنية عقدت بنقابة الصحافيين المصرية في القاهرة، إن "هناك مناخا ثقافيا سيئا خاصة في ما يتعلق بأي شيء له علاقة بالدين". واستنكر أبو زيد قرار منعه من دخول أراضي الكويت، موضحا أن ضغوط بعض نواب التيار الإسلامي هناك وراء قرار المنع. وقال "المثقفون ليسوا أبناء البطة السوداء، وأنا لست مصابا بأنفلونزا الخنازير ليصدر مثل هذا القرار ضدي". ودعا أبوزيد جموع المثقفين إلى الدخول في معركة مع السياسيين الذين يستخدمون التطرف الديني، موضحا أنه عند وصوله مطار سعد العبد الله بالكويت، بناء على دعوة الدكتور أحمد البغدادي، رئيس مركز الحوار الثقافي، كانت الإجراءات تسير بشكل طبيعى جداي، وأنه أظهر التأشيرة لسلطات المطار، إلا أن أحد المسؤولين هناك أكد له أن دخوله الكويت ممنوع، وعندما سأل عن سبب المنع لم يجد إجابة، فقام بالاتصال بالجهة الداعية، التي لم تكن عندها أي فكرة عن قرار المنع. وأشار إلى أن قرار منعه لا يلوث دولة الكويت، حتى إذا كان البعض بها لم يحترم القوانين، لافتا إلى أنه تمت معاملته بشكل جيد داخل المطار. وقال "أحد العاملين بالمطار قال لى: يبدو أن نواب البرلمان الذين طلبوا عدم دخولك للبلاد خائفون منك، ولن يقدروا على مناقشتك". وأضاف "من حق الشخص الممنوع من دخول أي بلد أن يعرف سبب منعه"، موضحا أنه تلقى اعتذارا من جانب العديد من الشخصيات البارزة هناك. وردا على سؤال حول ضرورة العمل على إحياء القومية المصرية بدلا من العربية. قال أبو زيد "هذا خطأ، لأنه يمثل قتلا للهوية، فلا مشكلة أن تكون لدينا أكثر من هوية"، لافتا إلى أن الكثير من الذين ينتقدونه لم يقرأوا كتبه، وهو أمر لا يضره. وأضاف "إذا كان القرآن يُقرأ خطأ فأنا لا أحزن لو تم فهمي خطأ". وخلال الندوة والمؤتمر الصحافي أعلن الحاضرون إطلاق حملة للتضامن مع أبوزيد، ومطالبة الكويت بالاعتذار له. وكان المشاركون في الندوة فوجئوا بمنعهم من عقد الندوة التضامنية مع أبو زيد، الأمر الذي جعلهم يعقدونها في بهو النقابة بمشاركة كل من سعد هجرس رئيس تحرير صحيفة العالم اليوم وعادل حمودة رئيس تحرير الفجر والناقد الدكتور جابر عصفور. ونقلت صحيفة المصري اليوم المصرية عن محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحافيين، انتقاداته لقرار منع المؤتمر الصحفى للمفكر داخل النقابة، وأشار إلى أنه سبق أن استأذن النقيب لكنه فوجئ بأمن النقابة يخبره بأن هناك قرارا منذ عام بمنع عقد مؤتمر صحافى مماثل للدكتور أبوزيد، لذلك لابد من موافقة جديدة من النقيب، وهو ما تعذر لسفره خارج مصر وعدم رده على الهاتف. وقال الدكتور جابر عصفور "إن ما حدث دليل على عدم مصداقية الحكام الذين يرددون كلمة الديمقراطية دون العمل بها، بينما قال الكاتب سعد هجرس، الذي أطلق حملة التضامن من الصحافيين والحقوقيين، إنهم يتضامنون مع الدكتور أبوزيد للدفاع عن القانون واستنكارا لغياب رد فعل من جانب الدولة