أعادت السلطات الأمنية بمطار الكويت المفكر المصري الدكتور نصر حامد أبو زيد مساء الثلاثاء على نفس الطائرة التي أقلته من القاهرة بعد رفض دخوله البلاد. كان أبو زيد غادر القاهرة مساء الثلاثاء على الطائرة الكويتية المتجهة إلى الكويت، وفوجئ عند وصوله هناك برفض السلطات دخوله وأعادته إلى مصر في ساعة مبكرة صباح امس. وفور وصوله إلى مطار القاهرة، أنهت السلطات إجراءات خروجه سريعا. وذكر أبو زيد لرجال الأمن في المطار أنه غادر بتأشيرة سليمة وبدعوة كويتية لإلقاء محاضرتين مدعوا من أحمد البغدادي، مدير منتدى 'تنوير' عن تجديد الخطاب الديني ووضع المرأة في الإسلام. وأعتبر أبو زيد ما حدث 'ورقة ضغط على الحكومة الكويتية'، مؤكدا أنه 'مندهش مما حدث'. وجاء المنع الحكومي بعد أن شن نواب بمجلس الأمة (البرلمان) هجوما على أبو زيد مستنكرين دعوته. وفي الكويت سرت حالة من الارتياح العام بين اوساط الغالبية من اعضاء مجلس الامة، مرحبين بقرار منع ابوزيد من دخول الكويت، مؤكدين ضرورة اضطلاع الدولة بمسؤولياتها تجاه حماية البلاد من 'الفكر التغريبي والإلحادي'. وقال أبو زيد في تصريحات صحافية امس 'هاعمل فضايح وسأدعو إلى مؤتمر صحافي مصري وآخر عالمي'، مؤكداً أنه لن يدخل الكويت ولو سمح له بذلك معتبرا قرار منعه 'تحت جزمتي'. واستنكرت النائبتان د.رولا دشتي ود.اسيل العوضي منع وزارة الداخلية الكاتب أبوزيد من دخول البلاد حيث وصفت النائبة د.أسيل العوضي ذلك مساسا بهيبة الدولة كون ابوزيد حاصل على تأشيرة دخول مسبقة ، وأن هذا التصرف يسيء لسمعة الكويت وهو تعد صارخ على هامش الحريات المكتسبة. وكذلك قالت النائبة د.رولا دشتي: إن على الحكومة أن تتعامل بموضوعية وحكمة بخصوص دخول المفكر والكاتب نصر أبو زيد البلاد ولا تستجيب للاصوات التي تنادي باسقاطها واقصاء رئيس مجلس الوزراء من منصبه. وتوعد النائب خالد السلطان ب'محاسبة لمن سمح لنصر أبو زيد بإلقاء محاضرات في الكويت'، بينما دعا النائب المطير إلى طرد 'الزنديق المرتد، حماية للكويت وقبل أن يبث كفره وزندقته فيها'، أما النائب سعدون حماد العتيبي فقد استنكر واستهجن 'ردة هذا الدكتور وطعنه بالقرآن الكريم'، رافضاً أن 'يعكر الملحدون صفو الكويت'، ودعا محمد هايف إلى عدم الاستخفاف بمشاعر المسلمين ومنع أبو زيد من الدخول. واستنكر النائب د.ضيف الله بورمية دعوة نصر أبو زيد لإلقاء محاضرات بالكويت، وقال 'لن نسمح له بنشر فكره الإلحادي ونستغرب ما الفائدة المرجوة من محاضرات لشخص لا يعترف بقدسية القرآن'، ثم اشاد بقرار المنع فيما توعد النائب خالد السلطان 'انه سيكون لنا موقف محاسبة لمن يسمح لأبو زيد بإلقاء محاضرات في الكويت'، مشيرا الى 'ان عدداً من النواب أجروا اتصالات بوزير الشؤون لوقف المحاضرات ومحاسبة من وجه الدعوة له للحضور الى الكويت وقد وعد الوزير بتطويق الموضوع'. وكان أبو زيد أثار جدلا واسعا عندما قامت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة بتكفيره بسبب أبحاثه التي قدمها منتصف تسعينيات القرن الماضي للحصول على درجة الاستاذية، ورفعت عليه قضية حسبة تم الحكم فيها بتفريقه عن زوجته باعتبار أن المسلمة لا يحل لها الزواج بغير المسلم، اعتمادا على قرار تكفيره. وللدكتور نصر حامد أبو زيد تاريخ قديم في إثارة ردود الافعال بسبب طبيعة الافكار التي يطرحها والتي عادة تمس ثوابت دينية فتلقى استهجاناً ورفضاً شديداً من القوى الدينية ومن المحافظين بشكل عام.