نقلا عن السياسي الإليكترونية : أثار المفكر المصري الدكتور نصر حامد أبو زيد حملة انتقادات ضده بعد أن قال إن قرار منعه من دخول دولة الكويت "تحت حذائي" وهو ما أثار غضب الكويتيين الذين بدأوا في شن هجوم واسع عليه عبر الصحف الكويتية. وكان أبو زيد، الأكاديمي المتخصص في فقه اللغة العربية، أعرب عن دهشته لمنعه من دخول دولة الكويت أول من أمس، وقال لدى عودته إلى القاهرة "لا أعلم السبب الحقيقي لمنعي من دخول الكويت إلى الآن، ولست مدرجا على قوائم الممنوعين من دخول الكويت". وأضاف أبو زيد قائلا إن "السلطات الكويتية منحتني تأشيرة الدخول إلى أراضيها بناء على دعوة موجهة من الدكتور أحمد البغدادي للمشاركة في منتدى التنوير، وإلقاء محاضرتين؛ الأولى عن تجديد الخطاب الديني، والثانية عن وضع المرأة في الإسلام، وهذه هي المرة الأولى في حياتي التي أتوجه فيها إلى الكويت". وأشار إلى أنه يعتقد أن منعه من دخول الكويت جاء كورقة ضغط على الحكومة الكويتية من قبل بعض نواب البرلمان الكويتي في محاولة لسحب الثقة من مجلس الوزراء. وفي حوار أجرته معه صحيفة "الوطن" الكويتية، قال أبو زيد "لا أعرف ماذا حدث، عموما أيا كان القرار وأيا كان المسؤول فإن القرار (على بعضه تحت حذائي)". وكان نصر أبو زيد قد غادر القاهرة صباح الثلاثاء، متجها إلى الكويت وعقب منعه من دخول أراضيها، أمضى عدة ساعات داخل مطار الكويت انتظارا لأول طائرة تقله إلى القاهرة، وهو ما تم أمس، وكانت زوجته الدكتورة ابتهال يونس في استقباله بمطار القاهرة واستقلا سيارتهما معا. وفي رد على حديث أبو زيد، قال رئيس رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي وعميد كلية الشريعة السابق بالكويت الدكتور عجيل النشمي" من المعلوم أن نصر حامد أبوزيد له أقوال كفرية ثبتت بحكم المحكمة التي حكمت أيضا بردته فكان الواجب أن يأخذ عقوبته الشرعية بسبب عباراته النابية التي قالها في شأن الكويت، وليست غريبة عليه وعلى أمثاله، فقد نال بلسانه من شأن القرآن الكريم وقال انه منتج ثقافي ونص انساني، وكنت أخشى لو دخل البلاد فإنه لن يخرج سليما أو ربما لن يخرج أبدا، وهذا أقل جزاء لأمثاله المرتدين"، وعلى ما يبدو فإن كلام النشمي يشير إلى تهديد بقتل المفكر المصري. فيما قال المحامي الكويتي راشد الردعان "أبوزيد ليس مثقفا لا يشق له غبار، وليس محاضرا مفوها وعبقريا حتى ندعوه للاستفادة من علمه وعمله، هو بلطجي أثار الخلافات في بلاده واستخدمته السلطة فترة من الزمن لضرب الإسلاميين من إخوان وغيرهم وقد تصدى لهم في بداية الأمر لكنهم في النهاية ضربوه وطردوه من الديار المصرية بعد أن تجاوز كل الحدود وحاول أن يضع له مكانا مع كبار المفكرين على اختلاف توجهاتهم إلا أنه سقط السقطة الكبرى وأصبح مهرجا في الغرب بعد أن كان منظرا في بلده". ويعيد منع أبو زيد من دخول الكويت، إلى الأذهان، الجدل الديني والسياسي والقانوني الذي تفجر في مصر والعالم العربي منتصف التسعينات من القرن الماضي، حول فكره وموقفه من الدين، حين كان يعمل أستاذا بكلية الآداب في جامعة القاهرة، وأصدر وقتها كتابا تحت عنوان "مفهوم النص.. دراسة في علوم القرآن" واعتبر بعض الإسلاميين أنه يتضمن طعنا في الدين الإسلامي، وقام عدد من المحامين الإسلاميين المتشددين برفع دعوى قضائية ضده طالبوا فيها باعتبار الدكتور نصر أبو زيد "مرتدا عن الإسلام"، كما طالبوا ب"التفريق بينه وبين زوجته"، وصدر حكم ضده متضمنا هذه المطالب، لكن المشرع المصري تدخل وقتها وسن قانونا قصر فيه عملية رفع دعاوى الحسبة على النيابة العامة. لكن الجدل لم يتوقف، وشعر أبو زيد وقتها أن حياته مهددة بالخطر فغادر مصر إلى هولندا وعاش هناك حتى الآن، غير أنه بدأ في السنوات الأخيرة في التردد على بلاده من دون إثارة لأي جدل.