يطلق الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي قريباً التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية من دولة الكويت، والذي من المقرر إطلاقه في الثامن من ديسمبر الحالي، وذلك عشية انعقاد المؤتمر السنوي العام للمؤسسة "فكر8" الذي تستضيفه دولة الكويت برعاية أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ويشارك في احتفالية إطلاق التقرير وزراء الإعلام والتعليم الكويتيون ورئيس المجلس الوطني للثقافة هذا إلى جانب نخبة من المفكرين والمثقفين العرب وحشد من الإعلاميين والأكاديميين والشخصيات البارزة. وفي كلمته أكد خالد الفيصل وفقاً ل "الشرق الأوسط" اللندنية على الصلة الوثيقة بين الثقافة والتنمية الإنسانية بمفهومها الشامل، معتبرا أن حلم التقدم الذي يراود كل إنسان عربي هو حق مشروع لأمّة شاركت بفاعلية في صنع الحضارة الإنسانية، كما أن تحقيق هذا الحلم يجب أن ينطلق من مشروع هدفه التنوير ومضمونه الثقافة والمعرفة ومنهجه العلم ووسيلته قراءة موضوعية معمّقة لواقع الحاضر، من أجل البناء عليها في استشراف المستقبل. وأشار الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي منسق التقرير سليمان عبد المنعم إلى أن التقرير يطرح عددا من التساؤلات الهامة، ففي مجال المعلوماتية يتساءل ما هي أوضاع عالمنا العربي طبقا لمؤشرات مجتمع المعلومات في ظل الاستراتيجيات الحكومية الحالية؟ وكيف تبدو هذه الأوضاع طبقا لمؤشرات البيئة الإبداعية خاصة في مجالات البحث العلمي والتعليم وصادرات التكنولوجيا؟، وعلى مستوى التعليم كان السؤال الأبرز حول أزمة الاستقلالية الإدارية والمالية في الجامعات العربية، وهل أفضت معدلات الإنفاق على التعليم العالي في البلدان العربية إلى تحقيق الجودة التعليمية المنشودة؟ وعلى صعيد الملف الإعلامي توجد عدة تساؤلات أولها ما يتعلق بمضمون الخطاب الثقافي في إعلامنا المكتوب والمرئي. وما هي القيم التي يدعو لها هذا الخطاب الثقافي العربي؟ وكيف واجه هذا الخطاب بعض الإشكاليات العربية المزمنة مثل قضية العلاقة بالآخر السياسي والديني، وعلاقة المثقف بالسلطة والمال، وقضية التراث والمعاصرة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وعلاقة اللغة بالثقافة؟ ثم هل هناك خطاب ثقافي عربي واحد أم هناك "خطابات" ثقافية عربية؟ هذا إلى جانب تساؤلات حول الفضاء الإبداع الأدبي عن ملامح وهموم الرواية العربية عموما خلال العام 2008. وما هي أهم الروايات العربية. وجاء ملف الإبداع السينمائي والدرامي بدوره حافلا بالتساؤلات حول المهرجانات السينمائية العربية. وأوضح سليمان عبد المنعم أن السمة البارزة لمنهجية التقرير الأول كانت الأخذ بمنهج الرصد والتشخيص في دراسة الجوانب المختلفة للتنمية الثقافية، لكن تقرير هذا العام ما زال يستند إلى المنهجية ذاتها بأكثر من انشغاله بمحاولة التنظير للواقع الثقافي العربي واستشراف آفاقه. وهو ما جاء عليه تقرير هذا العام في بعض الملفات التي اقتضت طبيعتها ذلك.