أفادتْ مصادرُ إعلامية أن فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، عضو هيئة كبار العلماء، قد قدَّم استقالته إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وذكرت المصادرُ أن الملك عبد الله بن عبد العزيز قَبِلَ الاستقالة بناءً على رغبة الدكتور سعد الشثري الذي أوضح أنه يريد التفرغ للأعمال العلمية والدعوية. وتأتي استقالة الشثري بعد أيام من انتقادِه السماحَ بالاختلاط في جامعة "الملك عبد الله للعلوم والتقنية" التي تَمَّ افتتاحُها مؤخرًا. وكان الشيخ قد دعا إلى منع الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم وتشكيل لجنة شرعية تتفقد منهج الجامعة ومدى توافقِها مع الشرع خلال إجابته على سؤال وجّه إليه من أحد المشاهدين من قطر حول الاختلاط في الجامعة أثناء ظهوره في برنامج "الجواب الكافي" بقناة "المجد". وأدَّت تصريحات الشثري إلى حملةٍ عنيفة من الانتقادات ضد موقفه في عدد كبير من الصحف السعودية والعربية، معتبرين أن القناة والشيخ الشثري تجاهَلَا الدور العلمي للجامعة وركَّزا على أمر آخر ليس ذا أهمية. وبعد الحملة، اعتبر الشثري أن ما نُقِل على لسانه حول الاختلاط تعرَّض للتحريف والتزوير، مؤكدًا دعمه للجامعة، وتحدث في ردٍّ أرسله للصحف والمواقع الإلكترونية عن إيمانه "بعظم دور هذه الجامعة وعظم الأهداف التي أُنشِئت لأجلها". والأستاذ الدكتور الشثري عضو في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وحاصل على درجة الدكتوراة في أصول الفقه مع حفظ القرآن, وأكمل دراستَه الجامعية في كلية الشريعة بالرياض، ثُمَّ سمت همته لدراسة الماجستير، وأعد رسالته فيها بعنوان "التفريق بين الأصول والفروع"، ثم أكمل دراسته للدكتوراة بعنوان "القطع والظن عند الأصوليين" عام 1417ه، ولا يزال مستمرًّا في عضويته لهيئة التدريس بكلية الشريعة بالرياض لمقرراتِ مقاصد الشريعة، والقواعد الفقهية، وأصول الفقه. يُشار إلى أنه تعدّ هذه المرة الثانية التي يقدم فيها أحد أعضاء هيئة كبار العلماء استقالته, فقد سبق أن قدم الشيخ عبد الله بن القعود استقالته من الهيئة.