وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ بالتحقيق العاجل مع خطيب الجمعة الذي استغل المنبر وكفر شخصا بعينه واستخدم ألفاظا منافية لرسالة وقدسية المكان، وذلك على خلفية تكفير أحد الخطباء للفنان ناصر القصبي من على منبر الجمعة أمس الأول. وبحسب المتحدث الرسمي في فرع وزارة الشؤون الإسلامية بعسير عبدالله الحكمي فقد تم تشكيل لجنة من قبل الفرع للتحقيق مع الخطيب المذكور، إن كان في أحد مساجد عسير، مؤكدا أنه ستطبق بحقه العقوبات المنصوص عليها في هذا الشأن، مضيفا أن الداعية المذكور ليس مسجلا رسميا كداعية، وإنما متعاون. من جهته حذر مدير فرع الشؤون الإسلامية بعسير حجر العماري من استغلال المنابر في التكفير والطائفية والتحريض على الفتن والنعرات المقيتة، مشددا على أن المنابر ليست للجهلاء والمتشددين، مشيرا إلى أن التكفير أمر خطير يترتب عليه استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح، ولا يجوز التكفير إلا بشروط معتبرة عند أهل العلم. ومن جانبه أكد المحامي والقانوني يحيى الشهراني أن تكفير أي شخص مجرم شرعا، وللمكفر حق المقاضاة، وبين أن ناقل الشتم عبر وسائل التواصل يجرم ويعاقب. وأوضح على خلفية تكفير الخطيب سعيد بن فروة للممثل ناصر القصبي أن نقل خطب الجمعة المتضمنة سبا أو تشهيرا أو تكفيرا بالأشخاص يعرض الناقل وليس الخطيب إلى العقوبات المنصوص عليها في نظام جرائم المعلومات. وأضاف الشهراني إذا ثبت أن الخطيب هو من قام بنشر تلك الخطبة في أوعية المعلومات فسيكون معرضا للعقوبة. وقد جرم نظام جرائم المعلومات المساس بالحياة الخاصة للأشخاص أو الإساءة إليهم أو التشهير وإلحاق الضرر بهم وتوعد الفاعلين بعقوبات تصل في حدها الأعلى إلى السجن سنة واحدة فقط والغرامة بما لا يزيد على 500 ألف ريال سعودي أو بإحدى هاتين العقوبتين. وبحسب المحامي الشهراني يحق للمسلم المكفر التقدم بشكوى لجهات الضبط الجنائي والتي تتولى مسألة الضبط والاستدلال وإحالته إلى هيئة التحقيق لتوجيه الاتهام تمهيدا للإحالة إلى المحكمة الجزائية التي تثبت الإدانة وتحدد العقوبة التعزيرية المناسبة. وأوضح أن عقوبة الإساءة إلى الأشخاص أو المذاهب أو الأديان في برامج التلفزيون من اختصاص لجان شبه قضائية في وزارة الثقافة والإعلام. والتي تخضع في تقديرها للعقوبات لنصوص نظامية في نظام المطبوعات والنشر. وأضاف «حتى ولو كان ما وصف به المشتوم حقيقيا أو مبررا.فإن ذلك لا يعفي الشاتم من العقوبة المترتبة على التشهير بالمشتوم.وإشاعة الكلام السيئ عنه». كما أن فقهاء الأمة أجمعوا على تحريم تكفير الأشخاص بأعيانهم. سواء كان التكفير لفظيا في المجالس أو المنابر أو مكتوبا في الأوراق أو الكتب أو المطبوعات أو أوعية المعلومات. وبين أن فقهاء الأمة أجمعوا على جواز تكفير الأفعال وليس الأشخاص، كأن يقال: إن من استهزأ بشيء من آيات الله أو رسله فقد كفر. دون الخوض في الأسماء ومن كفر مسلما بعينه فقد باء بالإثم وهو مستحق للعقاب. يذكر أن الخطيب سعيد بن فروة تراجع عن تكفيره للقصبي بعد مناظرة تلفزيونية تمت على الهواء مباشرة مع الشيخ محمد النجيمي في برنامج 60 دقيقة، والذي بثته قناة 24 وكان عنوان الحلقة (الدراما السعودية في رمضان..هل بعضها سخرية بالدين أم تأجيج؟) شروط التكفير ------------------- «أن يكون القول أو الفعل كفر بمقتضى الكتاب والسنة . ثبوت قيامه بالمكلف . بلوغ الحجة انتفاء موانع التكفير في حقه كالإكراه والإغلاق» حجر العماري - مدير فرع الشؤون الإسلامية بعسير