للمرة الثانية خلال أسبوعين، يشهد مسجد الأمير سلطان بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة تداخل أحد طلبة العلم مع خطيب الجمعة لمدة ساعة كاملة. وفي التفاصيل، توجه طالب علم عقب صلاة الجمعة أمس إلى محراب المسجد وأمسك بالمايكرفون، وقال: «إنني أبرأ مما ذكره الخطيب في خطبته من بعض العبارات التكفيرية ووصفه لبعض الوافدين بعبارات غير لائقة»، منتقدا استخدام الخطيب لمنبر الجمعة في الترويج لبعض الأوراق والكتيبات الموجودة بحوزته، والتي أبدى استعداده لمنحها لمن يرغب في اقتنائها بعد الصلاة مباشرة، وطلب طالب العلم خطيب الجمعة بالتثبت والتحقق من جميع ما ذكره في خطبته، وقال: «عليكم عدم تحديد الجنسيات أو التشهير بمخالفتهم الشرعية، والتي قد تتم بدون تعمد في كثير من الأحيان». وحظي طالب العلم عقب فراغه من كلمته باستحسان الكثير من المصلين الذي شكروه على التصدي لخطيب الجمعة، في ظل تكرار الخطيب لنفس الأخطاء في الجمعة السابقة. في المقابل، أصر خطيب الجمعة على أقواله بخطبة الجمعة، وشكك في كلمة طالب العلم، إلا أن طالب العلم وعددا كبيرا من المصلين غادروا المسجد على الفور بعد كلمته، فيما بقي الخطيب وحيدا يتحدث عبر المايكرفون إلى أن فرغ من مداخلته على كلمة «طالب العلم». وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ» من عدد من المصلين، فإن خطيب الجمعة ذكر أن الأوراق والكتيبات التي معه تم عرضها على وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وفي الوقت الذي لم يتسن ل«عكاظ» التعرف على اسم طالب العلم أو خطيب الجمعة في مسجد الأمير سلطان في المدينةالمنورة، فإن المصلين انتقدوا قيام الخطيب بتكرار الأخطاء السابقة، وإطالته في خطبة الجمعة دون مبرر، وطلبوا تدخل الجهات المختصة للتحقيق في ما يحصل داخل المسجد في كل يوم جمعة. وفي السياق ذاته، أكد ل«عكاظ» مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة المدينةالمنورة الدكتور محمد الخطري أن الوزارة لن تسمح بأن تشهد خطب الجمعة أي نوع من الإساءة بحق أي شخص، أو استخدام منبر الجمعة في غير وعظ الناس وتذكيرهم بما يقربهم إلى الله سبحانه وتعالى ويعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم، مضيفا أنه سيتم تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في أحداث مسجد الأمير سلطان، ولفت إلى أنه في حال ثبوت المخالفات فستتطبق عقوبات رادعة بحق المخالفين، مفيدا أن هناك جهات ولجانا مختصة تتابع خطب الجمعة في مساجد المدينةالمنورة وترصد المخالفات وتصدر العقوبة على الفور. وطلب الخطري من «عكاظ» التواصل معه، غدا الأحد، لمعرفة الإجراءات التي تمت بحق الأحداث التي شهدها مسجد الأمير سلطان.