وصف الإعلامي المصري الداعم للانقلاب إبراهيم عيسى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأنه "لا يشتغل، ولا يلعب سياسة"، ووصف نظام حكمه بأنه "يغيب عنه العقل السياسي"، كما وصف حكومة إبراهيم محلب بأنها "تدير مصر بالجبن السياسي، وذعر الموظفين"، على حد قوله. وقال عيسى في مقاله الثلاثاء بجريدة المقال التي يرأس تحريرها، إن حادثة استاد الدفاع الجوي نموذج لمأساوية غياب العقل السياسي في مصر، مشددا على أن هذه الأزمة كاشفة لغياب العقل السياسي في الحكم، ولابد من دفع ثمن هذا التقصير، وفق قوله. وأضاف "ليس أمام الرئيس السيسي لو كان يريدها سياسة، وليست إدارة مجموعة موظفين إلا أن يقيل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم". يُذكر أن عيسى كان من أشد المحرضين لنظام السيسي ووزير الداخلية الحالي محمد إبراهيم على ارتكاب مذابح فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقوة والبطش، وظل يدافع عن تلك المذابح، ويبرر قتل المتظاهرين السلميين المناوئين للحكم العسكري، واصفا تظاهراتهم بأنها مسلحة. وفي مقاله، استطرد عيسى "ها هو إذن وزير يتحمل مسؤوليته، ويرحل.. ممكن تمنحه وزارة الإدارة المحلية لعدة شهور، حتى انعقاد البرلمان لو له خاطر قوي كده عندك.. ثم تكمل الدوري فورا بشارات حداد.. ثم تلغي جميع روابط الألتراس إلغاء كاملا وجذريا". وخاطب عيسى السيسي بقوله: "سيادة الرئيس: لا حكم بدون سياسة، ولا سياسة بدون سياسيين.. الموظفون يورطونك.. اشتغل سياسة لو سمحت". السياسة التي لا يفهمها محلب ولا يلعبها السيسي ------------------------------------------------------------- وجاءت عناوين مقالة إبراهيم عيسى كالتالي: "السياسة التي لا يفهمها محلب ولا يلعبها السيسي".. وتساءل: متى تتوقف الحكومة عن إدارة مصر بالجبن السياسي وذعر الموظفين؟ لماذا يصر السيسي على وزير داخليته؟ كيف ستقيم انتخابات أو مؤتمرات اقتصادية إذا لم تكن تقدر على إقامة دوري، وفي كل أزمة تلغي أو تؤجل؟ وقال عيسى: "حكومة وافقت على عودة الجمهور للملاعب، وبعد ثمان وأربعين ساعة تؤجل الدوري بعد سقوط ضحايا، يعني حكومة عشوائية لم تدرس، ولم تخطط، ولم تعمل حسابها لمخططات جمهور الأولتراس، الذي تعلم يقينا أنه مخترق ومُدار من الإخوان، وفلول الإرهابيين، ثم إنه أحمق وعنيف وعدواني ومكون من آلاف من المراهقين المتوترين اجتماعيا، والمُستلبين عقليا"، وفق وصفه. وأضاف: "الحكومة خاطرت بقرار غير مدروس، ولا منضبط، ومليء بالمغامرة والمقامرة، ثم عادت بعد مأساة الموت العبثي في الاستاد، لتؤجل الدوري كأنها تعترف بعشوائيتها، وارتجاليتها". واعتبر عيسى أن هذا القرار من حكومة محلب بتأجيل الدوري إعلان انتحاري من حكومة تقول للعالم كله بهذا القرار الأهوج إنها عاجزة عن إقامة مباريات كرة.. فكيف ستقيم انتخابات ومؤتمرات اقتصادية ومشروعات استثمارية؟ وكيف ستقول لشعبك إنك ستتجاوز الأزمات إذا كنت مع كل حادثة ستلغي أو تؤجل؟ واستطرد "هذا جُبن سياسي، وذُعر موظفين". يُشار إلى أن إبراهيم عيسى اعتاد على توجيه النقد الحاد لعبدالفتاح السيسي وحكومته في الآونة الأخيرة، على الرغم من أنه أحد أذرعه الإعلامية، وأنه التقاه مرات عدة للتآمر على حكم الرئيس محمد مرسي قبل 30 حزيران/ يونيو 2013، بحسب اعترافه. مذعورون.. ويحكمون بالجبن السياسي ----------------------------------------------- في مقاله، اتهم عيسى أيضا الجهاز الأمني في مصر بأنه فشل في احتواء شغب وزحام مجموعات من المراهقين، مضيفا: "لكن لأنهم يديرون مصر بالذعر، ولا يملكون إلا الحنق .. سقطوا في الفخ الذي أرادته لهم جماعة الإرهاب التي تستخدم، وتستغل هؤلاء الصبية، وتضحي بهم"، على حد قوله. ووصف عيسى الشرطة المصرية بأنها "مندفعة، وغشيمة، ولا تفكر بعقلها، بل بعصاها وغازها، وأنها سهلة الاستفزاز للغاية، وتشعر بالذعر من المواقف الصعبة، وتتوتر قياداتها في لحظات الشغب". وتابع القول: "الساعات التالية للأزمة كانت درسا آخر في الفشل المقيم السقيم في علم إدارة الأزمة، فلا رؤية شاملة، ولا عقلية سياسية، ولا مبادرة لامتصاص الصدمة، ولا ترضية خواطر، ولا القفز للأمام، ولا صناعة حدث يخفف من التركيز على المصيبة"، على حد قوله. واستطرد: "يؤجلون الدوري، وكانوا يعتزمون إلغاءه.. فيؤكدون للدنيا كلها أنهم عاجزون عن إقامة مباريات كرة، فلماذا تطلبون من حكومات العالم وشركاته ومستثمريه أن يثقوا بقدرتكم على أي حاجة تانية؟ وبالمرة اقرؤوا على الحياة الطبيعية في مصر الفاتحة". لا عقلية سياسية تدير أو تحكم ----------------------------------------- ومما قاله عيسى في برنامجه "25/ 30"، على قناة "أون تي في" الإثنين: إن حكومة المهندس إبراهيم محلب، طيبة، ولا تمتلك أي وعي سياسي، ولا أية عقلية سياسية تدير أو تحكم". وأضاف "أي حد يحفر لحكومة محلب حفرة تقع فيها، وإجراءات الحكومة الأولية لأي موقف هو الإنكار ثم القيام بفعل شيء أنيل من كده، وهو الحديث عن أنهم عارفين المؤامرات والدسائس ضد البلد، ثم الوقوع في تلك المؤامرات والدسائس". وتابع ساخرا "إذا كنت عارف المؤامرات والدسائس، ووقعت فيها.. ما هي شطارتك؟ وتقعد ليه أصلا في مكانك؟ الإخوان معملوش أي تفجير، ولا ألقوا أي قنابل، ويرموا ليه ما محلب عملهم، وغطسنا.. ووزير الداخلية هو كمان غطسنا.. يعملوا ليه طالما الحكومة ماسكة المسدس، وتضعه في فمها، وتطلق النار". http://youtu.be/RAyf1_mOsgc إقالة إبراهيم فور انتهاء زيارة بوتين ------------------------------------------ وفي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال إبراهيم عيسى الثلاثاء: "لابد من استقالة وزير الداخلية بمجرد انتهاء زيارة الرئيس الروسي". ووجه حديثه للسيسي بقوله: "إذا عاندت، وما اقلتش وزير الداخلية بسرعة، سيكون مصيرك زي الرؤساء السابقين". وأضاف: "إدارة الحكم في مصر تفتقر إلى السياسة.. لقد هلك الذين كانوا قبل الرئيس السيسي لسببين، ودائين: البطء، والعناد". وكان عيسى خاطب السيسي فور حدوث مذبحة الاستاد بقوله: "أنت المسؤول عن الدماء التي سالت اليوم، وعن الشباب اللي مات اليوم، مسؤولية واضحة، لا شك ولا لبس فيها، على اعتبار أن حياة كل مواطنيك مسؤوليتك الشخصية، وداخليتك هى اللي غلطت، ورجالتك هما اللي غلطوا".